الغارات الاسرائيلية لمنع حزب الله من وراثة نظام الأسد

تسارعت الاحداث الميدانية في اليومين الماضيين على الجبهة السورية، فقد نفذت غارات يومية اسرائيلية استهدفت مواقع تخزين صواريخ استراتيجية سورية في القلمون تزعم مصادر تل أبيب ان حزب الله ينوي سحبها باتجاه الاراضي اللبنانية، فما هي حقيقة هذه المزاعم، وهل يجهد حزب الله ويسعى لوراثة السلاح الاستراتيجي للجيش السوري في ظل معلومات غربية عن توقّع انهيار جيش النظام في أية لحظة؟

للمرة الثانية خلال يومين، أكّدت مصادر اعلاميّة أن طائرات إسرائيلية استهدفت الليلة الماضية منصات صواريخ تابعة للنظام السوري وحزب الله اللبناني في جبال القلمون شمال دمشق، في حين أكدت سلطات الاحتلال أنها قتلت مسلحين عدة أثناء زرعهم عبوة ناسفة عند الحدود مع اسرائيل بالجولان المحتل.

وذكرت الممصادر أن قتلى وجرحى سقطوا إثر الغارات التي استهدفت منصات لإطلاق الصواريخ في منطقة وادي الشيخ علي والعباسية بجبال القلمون المحاذية للحدود السورية اللبنانية.

وكانت طائرات يُعتقد أنها إسرائيلية شنت غارات جوية قبل يومين على مواقع لحزب الله والنظام السوري في منطقة القلمون دون أن ترد أية أنباء عن خسائر بشرية ومادية بعد تلك الغارات.

وفي تطوّر آخر لا يقلّ خطورة ودلالة، قالت متحدثة باسم قوات الدفاع الإسرائيلية إن طائرة حربية إسرائيلية قتلت عددا من المسلحين عندما اقتربوا من الحدود وبحوزتهم عبوة ناسفة، حيث كانوا يعتزمون استخدامها ضد دوريات الحدود الإسرائيلية.

وفي معلومات خاصّة وردت لـ”جنوبية” أنه لم يسقط في تلك الغارات ضحايا من مقاتلي حزب الله وأن المواقع التي قصفت تابعة للجيش السوري وكان حزب الله يستعد لنقل ما تحويه تلك المواقع من أسلحة استراتيجية الى لبنان.

كما أفادت تلك المعلومات لموقعنا أن القتلى الأربعة الذين كانوا يحاولون زرع عبوة في الجولان هم من سكان منطقة القنيطرة في الجولان المحرّر ومن الطائفة الدرزيّة وينتمون الى مليشيات بدأ حزب الله برعايتها وتدريبها وتمويلها ضدّ قوات المعارضة، ويعزى الفضل الى تعبئتها وتنظيمها للوزير اللبناني السابق وئام وهاب والأسير المحرّر سمير القنطار الذي انضم الى حزب الله بعد تحريره ويشغل حاليا منصبا ميدانيا على جبهة القنيطرة ويتلقى عناصر هذه الميليشيا رواتب تتراوح بين 800 و1200 دولار.

وأوضح متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة أو أربعة مشتبه فيهم كانوا يخططون لزرع متفجرات على الأراضي المحتلة شرق السياج.

وفيما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إشادته بالعملية، حيث أعرب عن شكره “ليقظة جنود قوات الدفاع الإسرائيلية “، تحدّثت معلوماتنا الخاصّة أن تعاونا ميدانيا جرى بين القوات الاسرائيلية وجبهة النصرة التي تسيطر على الحدود مع الجولان المحتل، وفي التفاصيل تقول تلك المعلومات أن جبهة النصرة هي التي كانت البادئة بإطلاق النار على المجموعة المتسلّلة قبل أن تقلع الطائرات الحربية الاسرائيلية وتغير على الموقع الذي اختبأت فيه المجموعة بعد إصابة أفراد منها بفعل قصف “النصرة” الذي استهدفهم بداية.

وعلى خط مواز،تعمّد قائد سلاح الجو الإسرائيلي، أمير ايشل، توجيه رسالة تهديد غير مسبوقة، كما وصفها الإعلام العبري، إلى حزب الله ولبنان، بإلحاق دمار واسع جداً بالساحة اللبنانية، إذا ما «جرّ» حزب الله إسرائيل إلى مواجهة عسكرية واسعة. وأكد أن إسرائيل ضاعفت قدراتها العسكرية، وبات في مقدورها ضرب آلاف الأهداف في لبنان، في أقل من 24 ساعة.

ورغم التهديدات التي ساقها ايشل، إلا أنه توقف عند سؤال القناة عن قدرات حزب الله على الردّ، وأقر بأن منظومة القبة الحديدية غير قادرة على توفير الحماية في وجه صواريخ حزب الله، الذي بات يملك أكثر من 100 ألف صاروخ، وهذه قدرة لا يستهان بها وتشكل تهديداً عسكرياً مهماً. أما في ما يتعلق بتهديد حزب الله باحتلال مستوطنات في الجليل، فقال ايشل: «لدينا خطة مركبة دفاعية وهجومية لمواجهة تهديدات كهذه».

وفي النهاية يبدو أن لعبة القط والفأر بين اسرائيل وحزب الله لن تنتهي قريبا في ظلّ سعي حزب الله لوراثة سلاح الصواريخ  الاستراتيجي للجيش السوري الذي يتوقّع انهياره بأي لحظة بحسب صحيفة الواشنطن بوست، وقد استندت في معطياتها هذه بسبب الانكسارات العسكريّة التي مني بها الجيش السوري أخيرا في محافظة إدلب، وذلك بعد فشل جيش النظام في المحافظة على مدينة جسر الشغور الاستراتيجية، لأن السيطرة على تلك المدينة من قبل قوات النصرة وحلفائها سوف يفتح الطريق لها باتجاه محافظة اللاذقية، كاشفة أن بلدة القرداحة مسقط رأس الرئيس بشار الأسد لا تبعد سوى 46 كلم عن مدينة جسر الشغور.

 

السابق
انطلاق الخطة الأمنية في الضاحية الجنوبية
التالي
حزب الله يجنّد القاصرين: ابن 15 عاما قتل بسوريا؟