انتكاسات ميدانية للحوثيين ياسين: الحرس الثوري و«حزب الله» يقاتلان في اليمن

أكد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين الذي رفض دعوات الرئيس المخلوع علي صالح للحوار، وجود مقاتلين لـ”حزب الله” والحرس الثوري الإيراني جنباً إلى جنب مع المتمردين الحوثيين التابعين لطهران، فيما حققت المقاومة الشعبية في مناطق عدة تقدماً ميدانياً ملحوظاً، خصوصاً في ثلاث مناطق هي تعز وعدن ومأرب، وهزت صنعاء عدة انفجارات على إثر استهداف طيران التحالف العربي معسكر النهدين الذي يقع في محيط دار الرئاسة في العاصمة اليمنية.
فقد ذكر وزير الخارجية اليمني أمس، أن 1600 حوثي يتلقون تدريبات عسكرية في إيران، وأن هناك عناصر من الحرس الثوري و”حزب الله” اللبناني في البلاد.
وأوضح ياسين في مؤتمر صحافي في لندن أن “الحوثيين ما زالوا يهاجمون المدنيين في أنحاء اليمن، في محاولة لدفع التحالف العربي لوقف غاراته”.
وعبّر عن قلقه من استغلال تنظيم القاعدة للصراع الحالي الدائر في البلاد. وأشار إلى أن “الحوثيين وصالح يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة”، وأن “صالح يستغل علاقته بـ”القاعدة” لتحقيق أهدافه”.
ورفض ياسين دعوة الرئيس المخلوع لإجراء محادثات سلام وقال إن عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية لم تنته. وأضاف “هذه الدعوات غير مقبولة بعد كل هذا الدمار الذي سببه صالح. لا مكان له في أي محادثات سياسية في المستقبل”.
وكان صالح الذي يقاتل مؤيدوه إلى جانب المسلحين الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين أسقطوا الحكومة المركزية في صنعاء، دعا الجمعة كل اليمنيين للعودة إلى طاولة الحوار السياسي من أجل التوصل إلى إنهاء النزاع في البلاد.
وفي المملكة العربية السعودية استقبل وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أمس، ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد.
وتفقد الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد، قوات إعادة الأمل في قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف.
وقال الشيخ محمد بن زايد إن مساعدة الأشقاء وإغاثة الملهوف والمساهمة في حفظ أمن واستقرار الشعوب هو نهج ثابت وراسخ في سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة تجاه الدول الشقيقة. وشدد على أن الأمن القومي العربي هو أمن مترابط لا يتجزأ، وقال “خيارنا الوحيد هو الانتصار في امتحان اليمن”.

وأشاد برؤية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز الثاقبة للمتغيرات في المنطقة وقال: “نرى في حزم وحسم الملك سلمان بوصلة عملنا وجهدنا الجماعي والمشترك لحماية المكتسبات ورفع راية العزة والكرامة التي غدت خفاقة عالية في التحدي الذي يواجه العرب في اليمن”.
كما أشاد بالدور الجماعي العربي الذي يقوده الملك سلمان، مؤكدا أن هذه الوقفة الشامخة سترسم المسار السياسي والتنموي في المنطقة لعقود قادمة.
ميدانياً، أعلن حرس الحدود في منطقة جازان تدمير شاحنة وسيارة صغيرة محملة بالذخائر تابعة للميليشيات الحوثية، بعد اقترابهما من الحدود السعودية.
وفي السعودية كذلك، كان مصدر رسمي بقيادة حرس الحدود بجازان أكد أمس أن دوريات مركز جلاح التابع لقطاع الحرث تمكنت من التصدي لسيارتين (جيب وشاص) تابعتين للميليشيات الحوثية، ومحملتين بالذخائر، وعلى متنهما ما يقرب من حوثيا وتم تدميرهما بالكامل وهما في طريقهما للاقتراب من الحدود الجنوبية للبلاد.
وفي اليمن تمكنت المقاومة الشعبية من إلحاق هزائم كبيرة بالقوات المهاجمة التي دفعت بمزيد من الآليات العسكرية لحسم السيطرة على مناطق في صنعاء ومأرب وعدن وتعز، حيث واصلت طائرات التحالف العربي أمس قصفها عدة أهداف في العاصمة صنعاء، بينها دار الرئاسة ومعسكر النهدين ومعسكر الصواريخ في فج عطان ومعسكر الحفا في جبل نقم.
وأكد سكان في فج عطان أن الطائرات كانت تمر في سماء المنطقة على علو منخفض وتسمع بوضوح، فيما دوى انفجاران هزّا المنطقة في الساعات الأولى من الفجر، مصحوبان بأصوات المضادات الارضية، وأضاف شهود عيان أن انفجارات هزت محيط قصر الرئاسة حيث اشتعلت النيران.
وقصفت طائرات التحالف تجمعات للحوثيين في مديرية حريب، جنوب شرقي مدينة مأرب، حيث أشارت مصادر محلية إلى أن الطائرات شنت قرابة 11 غارة جوية، استهدفت إدارة الأمن التي يتمركز فيها الحوثيون، وكذا منزل قيادي حوثي.
وفي منطقة البرح تعرض رتل عسكري تابع للمتمردين لغارات جوية اصابته اصابات مباشرة دمرته بالكامل، حينما كان في طريقه إلى مدينة تعز، حيث تحدثت مصادر محلية عن كثير من القتلى والجرحى، كما نفذت طائرات التحالف غارة على مواقع للحوثيين بمديرية صرواح، في الوقت الذي شنت قوات الجيش المساندة للشرعية، في المنطقة العسكرية الثالثة، قصفاً بالدبابات والكاتيوشا على مواقع الحوثيين في صرواح ومناطق أخرى.
وارتكبت قوات صالح والحوثيين صباح أمس مجزرة في تعز سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من المواطنين وتضررت عشرات المنازل والمحال التجارية، وقالت مصادر محلية إن قوات صالح والحوثيين استخدمت الأسلحة الثقيلة في قصف التجمعات السكنية بشكل وحشي، ما تسبب في سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المدنيين.
وأشارت المصادر إلى أن قوات صالح والحوثيين قامت باستهداف المستشفيات التي فيها القتلى والجرحى وكذا الطواقم الطبية التي تقوم بإسعاف الجرحى وإخلاء القتلى، فيما أكدت المصادر أن ميليشيا صالح والحوثي قامت بقصف مستشفى الثورة والحكمة في المدينة، حيث أطلقت المستشفيات في المدينة نداءات استغاثة إلى المواطنين بسرعة التوجه للتبرع باللدم لإنقاذ حياة العشرات من الجرحى الذين يحتاجون للدم بشكل ملح .

وأشارت مصادر في المقاومة الشعبية، إلى أن المقاومة تمكنت من تدمير دبابتين تابعتين لصالح والحوثي في جولة حوض الأشراف، وفرضت حصارا خانقا على المناطق التي يتم منها استهداف وقصف المدينة، فيما تمكنت المقاومة من اقتحام فندق تاج شمسان لإخراج قناصة مسلحي الحوثي الذين كانوا فيه.
وتواصلت المواجهات العنيفة والمتواصلة بين قوات الجيش بمعية المقاومة القبلية ضد قوات صالح والحوثي، على مشارف مدينة مأرب، تخللها تبادل للقصف المدفعي والصاروخي في منطقة الزور “صرواح” واتسعت نطاقها إلى منطقتي الطلعة الحمراء وسيلان.
وتحدثت مصادر قبلية، عن سقوط مئات القتلى جراء المواجهات الدائرة هناك منذ أيام، فيما لا توجد إحصائية موثوقة لعدد الضحايا بين الجانبين، ناهيك عن لجوء الحوثيين وقوات صالح الى اخفاء عدد الضحايا في صفوفهم.
الى ذلك، قالت مصادر قبلية إن مسلحين قبليين في محافظة مأرب أسروا القيادي الحوثي علي الزارعي و7 من مرافقيه أمس، إثر كمين نصب لهم في منطقة بالقرب من صرواح التي تشهد معارك كر وفر بين الطرفين.
وأعلن الشيخ صالح الأنجف المتحدث باسم قبائل مأرب مقتل 45 من ميليشيات الحوثي وصالح وأسر 17 آخرين، كما أصيب العشرات في المواجهات التي دارت بين ميليشيات الحوثي وقوات صالح وبين قبائل مأرب وقوات المنطقة العسكرية الثالثة المؤيدة للرئيس عبده ربه منصور هادي في منطقة صرواح غرب محافظة مأرب النفطية.
وفي مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة التي دخلها الحوثيون في وقت سابق ولم يسيطروا عليها بالكامل، قُتل 13 من عناصر قوات صالح والحوثي المتمردة في وقت متقدم من ليلة السبت عندما تم استهداف منزل تتخذه مقرا لإدارة عملياتها، بقذائف البازوكا. وفي مدينة تعز، استطاعت المقاومة القبلية المسنودة بمسلحين تابعين لحزب التجمع اليمني للإصلاح اعادة السيطرة على عدة أحياء من أيدي المتمردين بعد اشتباكات عنيفة، غير أن المتمردين عمدوا الى القصف العشوائي باتجاه الاحياء السكنية مع اشتداد المقاومة وشعورهم بالهزيمة منذ فجر أمس.
وفي عدن قصف المتمردون أحياء عدة في مناطق خور مكسر ودار سعد والمعلا بالمدفعية الثقيلة، إلا أنه سجل تراجع لهم في منطقة كريتر، حيث أكد شهود عيان أن عدداً من الآليات العسكرية شوهدت وهي تنسحب من منطقة المعاشيق بعد أن دمرت قوات التحالف العربي الأماكن التي كانوا يسيطرون عليها.

(المستقبل)

السابق
بري يُفجّرها ويرفع السقف : حكومة لا تقرّ الموازنة كحكومة تصريف أعمال
التالي
الحريري :«عاصفة الحزم» فتحت الباب امام تحرك عربي مشترك في سوريا