نعيم عباس: أنتظر «الصفقة» مع «النصرة»! قهوجي: أحبطنا مخططات.. وإمارات

جان قهوجي

واقع معطل بالكامل؛ الأمل في إمكان انتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور مفقود في غياب أية مبادرات أو مؤشرات، والحكومة بصعوبة تسيّر أمور الدولة، رئيسها يكاد يكفر بها، وتتجاذبها المتاريس وكل عناصر التفجير من داخلها، والملفات المستعصية تتراكم، سلسلة الرتب والرواتب محبوسة في الكيديات، الموازنة العامة ممنوع توليدها منذ العام 2005، وملف القادة الأمنيين تعيينا أو تمديدا يسبح في مدار الوعود و “التكاذب” المتبادل بين هذا الطرف أو ذاك.
أمّا مجلس النواب فحكمت عليه المزايدات بالتعطيل، لا بل نزعت عنه صفته المميزة بأنه “سيد نفسه”، وصار ممنوعا عليه حتى تأمين نصاب جلسة تشريعية ولو تحت عنوان “تشريع الضرورة”. وهذا مؤشر على مصير الجلسة التي يسعى رئيس المجلس نبيه بري الى “تمريرها” في العقد العادي الحالي للمجلس، ولكن من دون أن يلقى استجابة من قبل المعطلين.
وكان لهذا الأمان المفقود سياسيا أن يكون موجعا أكثر وفارغا بالكامل، لولا “الأمان الأمني” الذي تحاول ترسيخه الأجهزة العسكرية والأمنية بإنجازاتها المتتالية التي استدعت تقديرا من قبل الرئيس سعد الحريري، الذي أعلن من واشنطن دعمه الكامل للجيش وقوى الامن الداخلي في المهام التي يقومون بها للمحافظة على الامن ومحاربة الارهاب في كل لبنان. وكذلك من قائد الجيش العماد جان قهوجي الذي أكد لـ “السفير” الاستمرار في الحرب على الارهاب ومنع تسرّبه الى الداخل اللبناني.
وقد أعرب العماد قهوجي عن بالغ تقديره “للإنجازات التي حققها الجيش على المستوى الأمني. ولفت في هذا السياق الى ان مخابرات الجيش تقوم بعمل جبار في مجال كشف الشبكات والخلايا الإرهابية، وحققت في الآونة الاخيرة نجاحات كبيرة تجلت في إلقاء القبض على مجموعة من أخطر الإرهابيين وإحباط مخططاتهم.
وردا على سؤال قال قهوجي: مما لا شك فيه ان المصاعب كبيرة، خاصة أننا نواجه عدواً خبيثاً أبعد ما يكون عن الدين ولا يحترف إلا لغة الدم، ويتحيّن الفرصة للغدر بالبلد، لكنني لست قلقا، لان إرادة العسكريين بالصمود والمواجهة والتضحية أكبر من كل غدر وكل إرهاب. ثم ان الجيش معزز بالتفاف اللبنانيين حوله بوصفه الملاذ الآمن والحصن المنيع الحاضن للجميع.
وأكد قهوجي ان “خيارنا وقرارنا ان ننتصر، وان نحبط محاولات تلك العصابات الإرهابية تغيير وجه لبنان ومحو تاريخه وإقامة إماراتها على أنقاضه وعلى دماء أبنائه”.
وإذ شدد قهوجي على إبعاد الجيش عن المنزلقات السياسية، توجه الى العسكريين قائلا: أنتم أمل اللبنانيين ورجاؤهم، أنتم جيش لبنان ونحن معكم في الميدان صامدون وفي مجابهة الإرهاب سائرون، وما التسليح إلا دليل على التفاف الشعب حولكم وعلى الثقة الدولية بدوركم وكفاءتكم القتالية.
وحول العسكريين المخطوفين من قبل المجموعات الإرهابية أكد قهوجي أن هذه القضية تبقى أولى الأولويات، وهي تسلك حاليا مسارا معينا، وفي النهاية لن يهدأ الجيش قبل تحريرهم وإعادتهم الى ذويهم سالمين.
خلية عكار .. واعترافات حبلص
من جهة أخرى، أكدت مصادر أمنية واسعة الاطلاع لـ “السفير” أن تهاوي ما اتفق على تسميتها “خلية عكار” يعد إنجازا كبيرا للمؤسسة العسكرية، خاصة أن التحقيقات التي بوشرت مع أفرادها في مديرية المخابرات أماطت اللثام عن العديد من العمليات الارهابية التي استهدفت مراكز الجيش اللبناني في منطقة الشمال، خصوصا في المحمرة وجسر بحنين في عكار حيث ارتكبت المجموعات الارهابية مجزرة بحق عناصر الجيش اللبناني.
ولفتت المصادر الى ان العملية العسكرية التي رسمتها مخابرات الجيش للإطباق على هذه المجموعة كانت تهدف الى إلقاء القبض على ثمانية مطلوبين بعمليات إرهابية ضد الجيش وفي منطقة الشمال، فتم القبض على أربعة من هؤلاء الثمانية، أما الأربعة الذين تم توقيفهم فهم على صلة بخلية عكار، فيما ظل سائر أفراد الخلية الأصليين، وعددهم اربعة، متوارين عن الأنظار. وقد بيّنت التحقيقات معهم انهم كانوا مكلفين من قبل تنظيم “داعش” بتنفيذ عملية إرهابية شمالا واستهداف الجيش.
وكشفت المصادر ان الاعترافات التي أدلى بها الشيخ خالد حبلص أماطت اللثام عن كثير من الارتكابات والعمليات الإرهابية، وكذلك عن كثير من الأسرار التي قادت الى تحديد أماكن وأسماء مجموعة كبيرة من العناصر الارهابية التي تم إلقاء القبض عليها في الفترة الأخيرة، مشيرة في الوقت ذاته الى أن التحقيق مع حبلص يوشك ان ينتهي، على ان يحال الى القضاء العسكري لمحاكمته في وقت قريب.
واللافت للانتباه ان غالبية أفراد خلية عكار هم من بلدة خربة داود العكارية (7 موقوفين) التي تضم عددا كبيرا من النازحين السوريين وتحديدا من منطقة الحصن، وعلمت “السفير” أن الموقوف غداف سعد الدين من بلدة خربة داود (شقيق العسكري المنشق عاطف سعد الدين الذي لا يزال متواريا عن الأنظار)، قد جرى نقله الى وزارة الدفاع للتحقيق معه، بإشراف اختصاصيين لأنه يعاني من اضطرابات نفسية. ورجح أمنيون إمكان إدلائه بمعلومات مهمة، حول المجموعات الإرهابية والخلايا النائمة في المنطقة.
نعيم عباس: أفضّل تفخيخ السيارات بنفسي
على صعيد أمني آخر، كانت المحكمة العسكرية امس، على موعد مع مثول الموقوف نعيم عباس أمامها، مع ملفه الحافل بالعمليات الإرهابية والسيارات المفخخة التي توزعت على العديد من المناطق اللبنانية وحصدت عشرات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين.

اللافت للانتباه في جلسة المحكمة العسكرية، ان نعيم عباس مثل أمام المحكمة كشاهد في قضيّة المدعى عليهما: إيهاب زهير الحلاق (الذي يعتقد أنّه كان مسؤولاً في جبهة “النصرة”) والسوري عبيد الله تيسير زعيتر الملقّب بـ “أبو معن الإعلامي” (الذي اعترف بأنّه كان مسؤولاً عن المركز الإعلامي لجبهة “النصرة”)، ولم يمثل كمتّهم لمحاكمته على خلفية ملفه بما يحويه من جرائم وعمليات إرهابية.
إلا ان المفاجأة تجلت في “الجرأة” التي أظهرها نعيم عباس خلال استجوابه فأوحى بداية أنه ينتظر “تسوية ما” ربطا بملف العسكريين المخطوفين، ولقد برر الغياب المستمر والمتعمد لوكيله طارق شندب بقوله “حكمي طويل مش مستعجل.. وسنتحاكم في النهاية، والحق معه ( شندب) وهو يعرف مصلحتي أكثر مني، وربّما تكون مصلحتي في تأخير المحاكمة”.
تحت قوس المحكمة سأله رئيس المحكمة العميد خليل ابراهيم: “ماذا كنت تفعل عند أبو مالك التلي؟”، فأجاب: “قضايا متصّلة بالإرهاب”، ثم روى ان التلي “فاتحني بموضوع تفخيخ السيارات و”إرسال استشهاديين” وكان دوري التفخيخ واستقبال الاستشهاديين”.
إلا أنه تابع (مرفقا كلامه بابتسامة مستفزّة): “لم أكن أحبّ أن ترسل لي سيارات مفخّخة لأنّني لا أثق بطريقة تفخيخها، أنا بحبّ اشتغل بإيدي”. قاصداً أنّه كان يفضّل أن يفخّخ السيارات بنفسه.
وبالابتسامة ذاتها قال إنّ معلّمه ومدرّبه في تفخيخ السيارات هو “توفيق طه”، مشيرا الى ان هناك سيّارات كثيرة كانت “تنزل مفخّخة”، وبعضها بإشراف “أبو خالد الإدلبي” (من إدلب) الذي وصفه بأنه من أهمّ من يعملون في تفخيخ السيارات

(السفير)

السابق
«معارك الفراغ» تُحيي «عقد» الانسحاب السوري! ملف التمديد يتداخل مع الجلسة التشريعية
التالي
الاتصالات بملف العسكريين تراجعت