اليوم العالمي للكتاب في أسواق بيروت: هذا النبيل الذي رَحَل مُستأذناً!

وحدهم الذين يعرفون قيمة الكتاب وسحر صفحاته “الطيّبة الرائحة”، يتعاملون مع الكلمات وكأنها التجسيد الأقسى للإفراط في الحب والولوع. فكل قصّة يُمكنها أن تُجسّد “رقّة العيش” ولو افتراضيّاً، وغالباً ما “تتحرّك” المُخيّلة على “إيقاع” الأبطال و”أنغامهم”. ومهما ضاقت أحوال القارئ “النَهِم”، فإن الكتاب هو الصديق الذي لا يعرف خيانة وهو “الشال” المُزخرف بحنان يقيه برد الأيام.
وأمس بُمناسبة اليوم العالمي للكتاب وحقوق النشر والتأليف، دعت السفارة الإسبانيّة في لبنان، معهد ثربانتس، وبالتعاون مع كل من سفارة تشيلي، كولومبيا، المكسيك، باراغواي، أوروغواي، فنزويلا، وأيضاً شركة سوليدير، أسواق بيروت، مكتبة أنطوان ومركز الترجمة والّلغات في الجامعة اللبنانيّة، لحضور مُختلف النشاطات وبأكثر من مكان في العاصمة، ومنها أسواق بيروت، مقابل مكتبة أنطوان، حيث تمكّن الزوّار من القراءة وتبادل الكتب بحريّة مُطلقة.

وكانت فرصة للقاء السُفراء الذي يُمثّلون بلادهم ولمعرفة آراء هذا السفير أو ذاك بالكتاب، أو هذا الصديق النبيل الذي على وشك أن يرحل مُستأذناً بعدما ملّ تعالينا عليه.
وفي الفُسحة المديدة مُقابل “مكتبة أنطوان” حيث تتواجد أيضاً المقاهي والمطاعم، إلتقى الناس والسفارات الداعية إلى الحدث، حول حبّهم للكتاب، فكانت الموسيقى التي صدحت في المكان زينة الفُسحة “المفطورة على الكلمات، وكانت الأحاديث الجانبيّة، والكتب المطروحة على منصّة تابعة لسفارة أو أُخرى.

مُدير معهد ثربانتس، لويس خيبيير رويث سييرا، روى لـ “النهار” نوادر وحكايات لا تُعدّ ولا تُحصى حول علاقة بلاده بالكتاب. وماضياً، غالباً ما كان العاشق الذي يُريد أن “يواصل تقدّمه” إلى قلب المحبوبة، يُقدّم إليها هذا الكتاب أو ذاك، وكأنه في الواقع يُقدّم لها وردة حمراء تليق بجمالها الذي يعيش “تنهّدات البدايات”.
وأضاف ان 23 نيسان هو “الموعد الرمزي للأدب العالمي. حيث ان هذا التاريخ في عام 1616 كان مُتزامناً مع وفاة ثربانتس، شكسبير، وإنكا دي لا بيغا. وهو أيضاً تاريخ ميلاد أو وفاة غيرهم من كبار الكتّاب البارزين أمثال موريس درون، فلاديمير نابوكوف، ومانويل ميخيّا باليخو”.
وفي الكرّاس الذي وزّعته شركة سوليدير، “ولذا كانت مسألة طبيعيّة أن يختار الأونيسكو في مؤتمره العام الذي عُقد في باريس في العام 1995، هذا التاريخ، للإشادة بالكتب والمؤلفين في جميع أنحاء العالم، وتشجيع كل واحد، وبخاصة الشباب، لاكتشاف مُتعة القراءة والاعتراف بمُساهمات لا يُمكن تعويضها، قدّمها كل مؤلّف فعزّز تالياً التقدّم الاجتماعي والثقافي للبشريّة جمعاء”.
أمّا سفيرة كولومبيا في لبنان، جورجين الشاعر ملاط، فرأت في الكتاب الطريقة الفضلى لترويج الحضارة والمجتمع.

“واستغلّينا هذا اليوم العالمي، فرصة، لنخلق، وبأكثر من أسلوب، رغبة حقيقيّة في القراءة التي تستريح على مُتعة حقيقيّة. وأنا شخصيّاً لا أقرأ باستمرار فحسب، بل كتبتُ بدوري عن الهجرة اللبنانيّة إلى كولومبيا. في الواقع فإن القراءة والكتابة شغفي!”.
وبالنسبة إلى سفير الباراغواي في لبنان، حسن ضيا، فإن “الكتاب أكثر من مُجرّد كلمات. هو رسالة نقدر أن نُرسل من خلالها عشرات أفكار. هي محور حُريّات الشعوب. هي الأفكار اللامُتناهية المطروحة من خلال الكلمات”.

(النهار)

السابق
هذه هي الحقيقة الكاملة وراء زواج كريستينا صوايا
التالي
السعودية: 5 هجمات لـ«داعش».. والأوامر من داخل سوريا