السنيورة: عون تبلّغ أن لا نصيب له في الرئاسة

حين يتحدّث رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة عن الأوضاع في اليمن يقول إنها «تحتاج في جزء أساسي منها الى عمل سياسي فيه مروحة واسعة، من الحكمة الى المكر وما بينهما». ينسحب هذا التوصيف الى قراءة الرجل للواقع اللبناني ولنزاعاته المربوطة، وحلوله التي تبدو مؤجلة.
في قراءة السنيورة، بحسب ما يُنقل عنه، أن «رئاسة الجمهورية المخطوفة تؤدي الى «هرغلة» البلد والمؤسسات. صحيح أن الظروف الخارجية والداخلية الموجودة كانت ستدفع الى انحلال الدولة، لكن بغياب الرئيس تزداد الامور ضغطاً وحدّة. يتبدى ذلك بكل مناحي الدولة. لم يعد أحد يعرف حدوده، وكل فريق يخطف جزءاً من الدولة».
يتوقف كثيراً عند تغييب الرئاسة. يأسف أنه «تمّ لفترة طويلة إفساد عقول اللبنانيين عموماً والموارنة بشكل خاص بمقولة الرئيس القوي». يجزم السنيورة «حتماً نريد رئيساً قوياً، لا بل قوياً جداً. رئيساً صاحب قدرة قيادية وقدرة على جمع اللبنانيين وتعميق توافقاتهم وليس تفرقتهم. جرّبنا الأقوياء بزندهم، ورأينا إلى أين أوصلوا البلد».
يتوقف محدّثوه عند تسميته للامور بأسمائها. يشك في ان «حزب الله يريد انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية. لقد تم خطف الرئاسة واوصلوا البلد الى منطق فرض الرئيس. ويعتقد حزب الله انه حجز مكاناً له في تقرير مَن يكون الرئيس المقبل». لكن السنيورة يؤكد «من الواضح أنه ليس لعون نصيب على الإطلاق في الوصول الى رئاسة الجمهورية. ولقد نقل اليه هذا الكلام. أما إذا كان يتأمل، فالمشكلة هي عنده».

يستفسر زوار عن كلام يتم تداوله حول انتظار عون لإجابة من الرئيس سعد الحريري بعد زيارته للولايات المتحدة، فيكرر السنيورة انه «تم نقل كلام واضح اليه. عون ما بيمشي كرئيس ولا يوجد بني آدم ممكن أن يمشّيه». وحين يصرّ عليه محدثوه مستفسرين عن «صفقة» ما تمّت مناقشتها مع عون وتقضي بانتخاب العميد شامل روكز قائداً للجيش شرط انسحاب العماد عون من السباق الرئاسي، يتجنب الإجابة المباشرة، لكنه يلمح الى أن هذا الحل لم يتم التوافق عليه، مستعيناً بـ «المنطق». فبحسب السنيورة «يمكن ان يقوم فريق سياسي بصفقة ما، على رغم تحفظي على الكلمة، لتنهي أمراً ما بتسوية. لكن ان يصبح الامر تنازلاً، فهذا غير محمود، يبقي المشكلة وقد يفاقمها». وفي معرض البحث عن مخارج وحلول يأسف السنيورة أنه «لم يعد للبطريركية المارونية الثقل نفسه في التأثير في موضوع الرئاسة».
في معرض كلامه عن الحوار بين «المستقبل» و «حزب الله» يكرر السنيورة موقفه الجازم بأن «لا صقور او حمائم في تيار المستقبل. الحوار متفق عليه بشكل كامل. لدينا الكثير من القضايا التي نختلف عليها اختلافاً صارخاً. لكن هذا لا يعني أن نلجأ الى العنف. أنا صاحب عبارة ربط النزاع. نحن نضع على الطاولة كل ما نختلف عليه ونذكر فيها بشكل متواصل. هم يريدون أن يضعوها تحت سجادة عجمية. حزب الله يتصرّف فيما المطلوب منا أن نتفرج ونصمت». يرفع السنيورة قلماً ويقول «ما دام هذا القلم بيدنا وما دام لنا صوت.. فلا شيء منتهٍ». يُضيف «قد لا يكون حزب الله معترفاً بنا، لكنني لا أستطيع إلا أن أقول إني معترف به وأودّ استرجاعه كي لا يوغل أكثر فأكثر في ذهابه».

يتوقف السنيورة مطولاً عند «عاصفة الحزم» وما سبقها من مواقف «وتسريبات إيرانية بالسيطرة على 4 عواصم عربية»، ليقول «إن ما شهدناه، وبدا مفاجئاً لبعضهم، يعكس حالة وجدانية عربية خلاصتها المثل القائل: قِف لتُحتسَب. هي خطوة نحو استرجاع المبادرة واستعادة التوازن». يقرّ السنيورة بأن «الوضع والنفوذ الإيراني في المنطقة مهمان، لكنهما ليس الأمر الوحيد المؤثر. فما يحصل في اليمن يحتاج عملاً سياسياً، الى جانب العمل العسكري، تكون فيه مروحة واسعة من الحكمة الى المكر وما بينهما. ويحتاج خصوصاً الى عمل تنموي يعيد الأمل للناس ويفتح أمامهم آفاقاً جديدة».

(السفير)

السابق
لماذا قتل غزالة؟
التالي
هكذا سُمّيت «إسرائيل» بين السياسي والتوراتي