الحريري يرد على عون: قيادة الجيش بأهمية رئاسة الجمهورية

ميشال عون و سعد الحريري

أشارت الصحف المحلية إلى مواقف بارزة في دلالاتها ومؤشّراتها ومؤدّياتها، صدرت عن الرئيس سعد الحريري من واشنطن أبرزُها تأكيدُه في ما يتعلق بموضوع التعيينات الأمنية على أنّ “مركز قيادة الجيش هو بأهمية موقع رئاسة الجمهورية، وفي هذا الأمر ليس هناك مجال للتسوية، ومصلحة الجيش والوطن هي الأساس”.

وفي سياق متصل، أعربت مصادر مقربة من رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة لـ”الحياة” عن اعتقادها أن “حزب الله” لا يريد رئيس تكتل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون رئيساً بل يلعب ورقته ليحجز مكاناً له في تسمية الرئيس المقبل بهدف السيطرة عليه. ورأت أن استعمال عبارة الرئيس القوي “إفساد لعقول اللبنانيين والموارنة”، وقالت: “فريقنا يريد رئيساً قوياً، ليس بعضلاته وبزنوده، بل في قدرته على جمع اللبنانيين وامتلاكه رؤية”.

وعن تصاعد الاهتراء في المؤسسات نتيجة الخلاف على تعيين قائد الجيش في ضوء ترشيح عون العميد شامل روكز، قالت مصادر السنيورة لـ”الحياة” إن “المنطق هو التوصل الى صفقة تشمل كل الأمور. أما أن يقدم فريق تنازلاً من دون حل المشكلة برمتها (الرئاسة)، فهذا غير محمود. وليس منطقياً أن يقال أعطوني تنازلاً وأنا باقٍ على موقفي”.

وعن تلويح وزراء عون بترك الحكومة احتجاجاً على التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، قالت مصادر “الحياة” إن “المطلوب التصرف بحكمة، ولا أحد يملك ثمن قلب الحكومة”. وإذ أوضحت المصادر أن حوار “المستقبل” مع “التيار الحر” مستمر، أشارت الى أن “حزب الله” يقول إما العماد عون أو تحكون معنا بشخص نحن نريده. وهذا الوضع يمنع ملء الشغور.

وعن عدم قبول “المستقبل” بعون، ليأتي زعيمه سعد الحريري رئيساً للحكومة، اعتبرت المصادر انه “حين تسلم عون السلطة اكتشفنا ما حصل، وكان له 10 وزراء في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، أساؤوا استخدام السلطة. وإذا جاء عون رئيساً فالرئاسة ستكون في يد الوزير جبران باسيل و (الأمين العام لحزب الله السيد) حسن نصرالله، ثم كيف يتم الإتيان برئيس يعتبر نصف اللبنانيين أن مجيئه هزيمة لهم من جهة وله خيارات إقليمية محددة مغايرة لمصلحة لبنان من جهة أخرى؟”.

وتعليقاً على ما تردد عن أن فريق عون ينتظر عودة الرئيس الحريري من زيارته واشنطن لعله يعلن تأييده للرئاسة، قالت مصادر “الحياة”: “إنهم يعيشون في حالة إنكار كامل. سبق أن قيل للعماد عون، إن لا نصيب له في الرئاسة على الإطلاق. ولا يستطيع أي كان أن يزكيه. وما يقوم به “حزب الله” على صعيد الرئاسة، مخالف للصيغة، ويفترض أن يدرك الأمر لكن لا يبدو أنهم حاضرون لذلك، وهذه الحالة مستمرة إما إلى أن يحصل حدث كبير أو إلى أن يدرك السياسيون مخاطر ما نحن فيه، أو أن يشعر الخارج أن اللبنانيين غير مستعدين لأن يمسكوا زمام الأمور بأيديهم ويطرح مخرجاً. وعندما تأتي ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ وتقول إن هناك مساعدات للبنان لن تأتي إذا استمر الوضع على حاله، فهذا أشبه بإنذار”.

بإنتظار الإنفراجات

ورداً على سؤال حول ملف التعيينات الأمنية، ما إذا كان سيؤثر على الحكومة ويدفع لقيام مأزق في البلاد، لفتت مصادر “اللواء” إلى أن معظم القوى السياسية تسجل مواقفها خارج الحكومة وليس داخلها، وأنه من المبكر جداً رسم أي مشهد بشأنه، وأنه إلى حين قرب موعد إنهاء الخدمة للقادة الأمنيين قد تحصل انفراجات معينة.

خطوات عون التصعيدية

لكن مصادر “النهار” لفتت الى ان مراجع وقيادات سياسية تبلغت في الايام الاخيرة معطيات مباشرة عن امكان ذهاب عون الى خطوات تصعيدية في حال تكريس الاتجاه الى التمديد للقادة الامنيين والعسكريين وصولاً الى سحب وزرائه من الحكومة ووضع حلفائه امام امر واقع محرج.

 

 

 

السابق
رحيل والي لبنان
التالي
بري لا يلام