لماذا سليمان فرنجية الوحيد مع نصر الله ضد عاصفة الحزم؟

سليمان فرنجية
مع تخلّي فريق 8 آذار عن حزب الله في موقفه تجاه "عاصفة الحزم"، وأبرزهم نجيب ميقاتي وعبد الرحيم مراد اللذين أيدا السعودية، ونبيه بري وميشال عون اللذين التزما الصمت، ومع تحفظ الافرقاء على خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ضدّ السعودية والذي كان شديد اللهجة... كان رئيس تيار "المردة" الوزير سليمان فرنجية المناصر الوحيد لحزب الله في معركته. فلماذا اختلف موقف فرنجية عن سائر الحلفاء؟

في عاصفة الحزم، بدا حزب الله وحيدا في موقفه الداعم لـ”الحوثيين” والمستشرس في هجومه على السعودية، على عكس من مواقف حلفائه في الداخل اللبناني، الذين فضلوا النأي بالنفس عوضاً عن اقحام نفسهم في المعركة التي شنّها الحزب ضد السعودية.  وأبرزهم نجيب ميقاتي وعبد الرحيم مراد اللذين أيدا السعودية، ونبيه بري وميشال عون اللذين التزما الصمت.

تدارك حزب الله الأمر، وفي خطاب “التضامن مع اليمن المظلوم”، وحفاظًا على ماء الوجه توجّه نصر الله الى حلفائه بالقول: “نحن في حزب الله لا نلوم احدا ولم نطلب من احد تبني موقفنا، ونتفهّم اي موقف”.
وفي الحقيقة، وإن خذله حلفاء الداخل إلّا ان موقف رئيس تيار “المردة”  الوزير سليمان فرنجية.
كان مناهضًا لعاصفة الحزم والسعودية، ومؤكدا على تبنيه وجهة نظر حزب الله بهذا الخصوص. وأعلن فرنجية وقوفه الى جانب الحزب في كل القضايا الوطنية والإقليمية، إذ قال: “أنا مع السيد حسن نصرالله حتى النهاية في الموقف الذي اتخذه من الحرب السعودية على اليمن، أياً يكن ارتفاع سقف موقفه السياسي”.

فرنجية المعروف بمواقفه الصريحة وحلفه العميق مع النظام السوري، طالما تغنّى في خطاباته بالعروبة، والوحدة العربية. ولكن بالنسبة اليه العروبة ليست “عروبة العرب” بل “عروبة الأسد” التي طالما فاخر بها.

على هذا الأساس، تتراوح علاقات رئيس “المردة” مع سائر القوى السياسية بين الخصومة والعداء، وهو يحدد علاقاته في الداخل والخارج تبعاً لموقفهم من النظام السوري الذي له الفضل الأول والأخير على ما هو عليه .

فبالعودة الى التسلسل الزمني للإنتخابات النيابية فإن سليمان فرنجية عُيّن نائباً للمرة الأولى سنة 1991 وكان أصغر النواب سناً. وفي الدورات التالية في سنوات 1992، 1996 و2000 حلّ اولاً في قضاء زغرتا – الزاوية في الشمال بفضل دعم النظام السوري له.

هكذا بنى سليمان الحفيد كل موقعه السياسي في ظل ورعاية الوصاية السورية على لبنان. وهو صديق شخصي لرأس النظام السوري بشار الاسد. ويمكن الملاحظة أن فرنجية لا يملك أي علاقات دولية معروفة، إلا من خلال النظام السوري.

هذه العلاقة المتينة بين سليمان الإبن والنظام السوري هي امتداد للصداقة التي كانت تجمع جده بالرئيس الراحل حافظ الأسد. وانسحبت على جيل الشباب، أي على العلاقة بين سليمان وبشار الأسد نجل الرئيس حافظ الأسد. وترسيخاً لهذه العلاقة أطلق فرنجيه إسم باسل على نجله الثاني.

السابق
إعلان وفاة غزالي: نظام الأسد يأكل مجرميه
التالي
هكذا ودّع اللبنانيون رسم غزالة