بريطاني من أصل صومالي يقود حملة شعبية لحظر تعاطي القات في بلاده

انطلقت في العاصمة الصومالية مقديشو حملة شعبية ضد تعاطي القات، ويشارك في هذه الحملة نشطاء وشباب وطلاب وأمهات وآباء.

وتهدف الحملة الي الوصول الي ما يصفونه بمرحلة “صومال بلا قات”. كما تحظي الحملة بتأييد شعبي واسع.

ويقود “أبوكر عوالي” الناشط البريطاني من أصل صومالي حملة لحظر استيراد القات وتعاطيه في الصومال.

ويدور عوالي على المدارس والجامعات والمنتديات لإعطاء زخم لحملته التي تهدف الي منع تعاطي القات في الصومال.

وقد لقيت هذه الحملة تأييدا واسعا في الأوساط الشبابية والطلابية ويسعى الرجل الى ضم أكبر عدد من الناشطين والمشاهير للحملة.

ويقول عوالي ” الشباب الصوماليين الذين يتعاطون القات يستيقظون كل صباح وهمهم الأكبر في الحياة هو تأمين حزمة القات اليومية اضافة الى وجبة الغذاء، فإذا أنتجنا شبابا حالهم هكذا فماذا تكون النتيجة، الحقيقة أن ذلك دمار اجتماعي كبير.”

وكان عوالي شارك في حملة لحظر القات في بريطانيا واستمرت هذه الحملة عدة سنوات، حتى نجحت في إقناع الحكومة البريطانية بإصدار قرار بحظر القات في السادس والعشرين من يونيو عام 2014 ، ويخوض الان نفس المعركة في داخل الصومال.

وفي تعليق على تجربته في حملة منع القات في بريطانيا، وكيف أسفر عن نتائج ملموسة ، يقول عوالي “عندما منع القات في بريطانيا العام الماضي، تغيرت حياة أسر المتعاطين للقات، واستقرت كثير من الأسر، والأطفال وجدوا الفرصة لقضاء وقت مع آبائهم، وهذا العام نتوقع أن تشهد بريطانيا أكبر نسبة زواج بين الشباب ذوي الأصول الصومالية، وكل ذلك بفضل منع القات.”

مضاعفات اجتماعية وأمنية

وتشير تقديرات غير رسمية الى أن إنفاق الصوماليين على القات يبلغ نحو مليار دولار سنويا، وهو مبلغ هائل بالنسبة لإجمالي الناتج القومي للبلاد، فضلا عن المضاعفات الاجتماعية والأمنية التي تنتج عن تعاطي القات.

ويري نور فارح الباحث بالشؤون الاجتماعية بأن قرارا رسميا بمنع القات غير وارد في المستقبل المنظور.

ويضيف فارح “إن القات يمثل مشكلة أمنية بالأساس، والحكومة تعلم ذلك، لكن قدرتها على اتخاذ قرار بحظره أو حتى رفض الضرائب المفروضة على وارداته لتقليل حجم استيراده واستهلاكه، ليس أمرا ممكنا الآن، ولذلك فإن منعه أمر بعيد المنال”.

وقد حاولت الحكومات الصومالية المتعاقبة تنظيم تجارة القات وخفض استيراده من الدول المجاورة لكن أيا منها لم تفلح في منعه في البلاد، فيما ترتفع أعداد المتعاطين باستمرار، وأصبحت النبتة تجارة يعمل فيها آلاف الأشخاص من كافة المستويات.

ويجادل بعض المثقفين بأن المبالغ التي ينفقها الصوماليون على استيراد القات قد تكفي لإعادة إعمار ما دمرته الحرب خلال عقدين، لكن يبدو أن مشكلات القات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية ستلازم الصوماليين ربما لعقود قادمة.

السابق
الخازن في الذكرى المئوية للمجازر الارمنية: نأمل ان ينعم وطننا بالسلام
التالي
بعد وفاة رستم غزالة الغامضة… أين البارودة؟