ماذا يعني انتهاء عاصفة الحزم وبداية إعادة الأمل؟ هنا الجواب

اليمن
أعلنت وزارة الدفاع السعودية مساء الثلاثاء في 21 نيسان، ومن ثمّ قيادة دول التحالف العربي إنتهاء عملية «عاصفة الحزم»، والتي بدأت في 26 آذار الماضي. كما أعلن التحالف العربي عن بدء عملية «إعادة الأمل». ولكن على أي أساس إنتهت «عاصفة الحزم»؟ وما الأهداف التي حققتها؟ وماذا عن «إعادة الأمل» والذي سيكون بقيادة المملكة العربية السعودية؟ وما هو تأثير المرحلة المقبلة على لبنان؟
بطلب من الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، وبعدما حققت «عاصفة الحزم» أهدافها، أعلن التحالف إنتهاء مرحلة الحزم الثلاثاء الماضي. كما أعلن التحالف بدء مرحلة «إعادة الأمل» وهي لا تعني هدنة ولا وقفا لإطلاق نار، والدليل ما حصل الأمس عندما قام الحوثيون بتحرك عسكري في مدينتي تعز وعدن جنوب اليمن، فكانت قوات التحالف لهم بالمرصاد.

 

هكذا، نجحت عاصفة الحزم بالقضاء نهائيا على الخطر الحوثي، الذي كان يهدد المملكة العربية السعودية ودولَ الجوار، ودمرت الصواريخَ البالستية والاسلحة َ الثقيلة التي استولى عليها الحوثيين.
كما مكنت عاصفة الحزم دول التحالف من «السيطرة على الأجواء والمياه الإقليمية لمنع وصول الأسلحة إلى الميليشيات الحوثية والمحافظة على السلطة الشرعية وتأمينها وتهيئة البيئة المناسبة لممارسة مهامها» كما ورد في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية .
أمنت عاصفة الحزم المحافظة على السلطة الشرعية في اليمن وتهيئة البيئة المناسبة لممارسة مهامها

وبالأرقام قالت مصادر مطلعة إن عمليات عاصفة الحزم، دمرت 98% من الدفاعات الجوية للحوثيين، وإن العمليات هيأت مدينة عدن للعمليات اللاحقة بنسبة 90%، وتمكنت من تدمير 80% من خطوط مواصلات الحوثيين.
ووفقا لوكالة «الأناضول»، فقد نفذت قوات عاصفة الحزم 2415 طلعة جوية خلال 27 يوما، شاركت فيها طائرات من السعودية (100مقاتلة)، والإمارات (30 مقاتلة)، والكويت (15 مقاتلة)، والبحرين (15 مقاتلة)، وقطر (10 مقاتلات)، والأردن (6 مقاتلات)، والمغرب (6 مقاتلات)، والسودان (3 طائرات مقاتلة).

أمّا عملية «إعادة الأمل» فهي مزيج من العمل السياسي الدبلوماسي والعمل العسكري، كما فصّلت دول التحالف في بيان إنتهاء عاصفة الحزم. أي تركز هذه المرحلة على سرعة استئناف العملية السياسية، وحماية المدنيين، ومكافحة الإرهاب، والتصدي للتحركات والعمليات العسكرية للمليشيات الحوثية ومن تحالف معها، وعدم تمكينها من استخدام الأسلحة المنهوبة من المعسكرات أو المهربة من الخارج، ومنع وصول الأسلحة جواً وبحراً إلى الحوثيين وحليفهم علي صالح من خلال المراقبة والتفتيش الدوليين، وكذلك تهيئة البيئة المناسبة لممارسة السلطة الشرعية لمهامها.
تعيش اليمن بحالة من الكرّ والفر بين الحوثيين وقوات التحالف، بانتظار الحلّ السياسي والحوار
أمّا سياسياً فكان لافتاً إعلان مساعد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان توقعه نهار الثلاثاء وقف إطلاق النار قبل إعلان التحالف وقف عملية «عاصفة الحزم». فقد أشار في بداية إجتماع مساعدي وزراء خارجية ايران وسوريا وسويسرا ، إلى أن «الدبلوماسية الإيرانية تتابع بدقة تطورات الأوضاع في اليمن، واننا متفائلون بوقف الهجمات العسكرية السعودية على اليمن خلال الساعات القادمة في ظل الجهود المبذولة بهذا الاتجاه» .
وهذا يدلّ على أنّ اتفاق سعودي – إيران على السلطة في اليمن بدأ يتبلور وستظهر نتائجه مع الأيام القادمة. كما أنّ ما حصل في اليمن دليل على التزام إيران بقرار رقم 2216 الصادر عن مجلس الأمن بخصوص اليمن، والذي يندرج تحت الفصل السابع، ويفرض على ﺍﻟﺤﻮﺛﻴين «ﺍﻟﻜﻒ ﻋﻦ ﺍﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻌﻨﻒ، وﺳﺤﺐ ﻗﻮﺍﺗﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻮﻟﻮﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺻﻨﻌﺎﺀ».
أمّا اليوم فتعيش اليمن بحالة من الكرّ والفر بين الحوثيين وقوات التحالف، بانتظار الحلّ السياسي والحوار، الذي من المفترض أن يقرّ للحوثيين حقّ المشاركة في الحياة السياسية في اليمن ولكن بحسب تمثيلهم الحقيقي.
إذا نجح التقارب السعودي – الإيراني، فمن الطبيعي أن الملف اللبناني سيناقش، ومن أهمّ بنوده الفراغ في رئاسة الجمهورية، وسلاح حزب الله
لبنانياً- تأثير عملية «إعادة الأمل» على لبنان
 الكاتب والصحافي سعد محيو يشرح في حديث لـ «جنوبية» كيف ستنعكس عملية «إعادة الأمل» على الوضع اللبناني، يقول محيو: «القضية ليست قضية اليمن، بل هي صراع سعودي – ايراني. وفي سياق الإتفاق الإيراني – الأميركي المستجدّ والذي نتج عن مفاوضات بين إيران والمجتمع الدولي، برزت السعودية لتثبت قوّتها في عملية «عاصفة الحزم»، إستدراجاً لحوار واتفاق مع إيران في اليمن، والذي من المفترض أن ينسحب على الملف السوري».
وتابع محيو : «أمّا في لبنان، فإذا نجح التقارب السعودي – الإيراني، فمن الطبيعي أنه سيناقش، ومن أهمّ بنوده الفراغ في رئاسة الجمهورية، وسلاح حزب الله».
ووصف محيو الحوار بين حزب الله  والمستقبل «بالشخص الذي سبح في بحيرة فارغة من الماء». «فهم يدّعون أنّهم يتحاورون ويتفاوضون، ولكن كل هذا لا ينفع بانتظار اللاعبين الإقليميين، فهم يحددون مصير واتجاه الحوار» ختم محيو.

 

السابق
الرئيس السنيورة: مواقف كبارة لا علاقة لتيار المستقبل بها
التالي
توقيف الرقيب الفار عبد المنعم محمود خالد