أسلحة فرنسا سند سعودي للبنان.. لكن هل تساعد بمقاومة إسرائيل؟

أسلحة فرنسية
في وقتٍ تشتعل الحرب الإعلامية بين المملكة العربية السعودية وحزب الله، تسلّم الجيش اللبناني أمس الدفعة الأولى من الأسلحة الفرنسية المقدّمة في إطار الهبة السعودية. هكذا تردّ السعودية على خطاب نصرالله. فماذا قال كل من الخبير العسكري وهبي قاطيشا، والعميد الركن الدكتور هشام جابر لـ"جنوبية" في شرح أهمية هذه الأسلحة وأنواعها؟

تسلّم الجيش اللبناني صباح أمس الإثنين دفعة أولى من الأسلحة الفرنسية، بموجب عقد الهبة الموقع بين المملكة العربية السعودية وفرنسا بقيمة ٣ مليارات دولار أمريكي. وقيمة الدفعة الأولى 600 مليون دولار. صفقة تاريخية عبارة عن 48 صاروخا مضاد للدروع من نوع “ميلان”. ويتضمن المشروع في دفعته الأولى تسليم لبنان، وفق ما اعلن لودريان، العشرات من العربات المدرعة القتالية وللمناورات، وست طائرات مروحية للنقل المسلح، ومدفعية حربية حديثة. كما سيسمح بتحديث لم يسبق له مثيل للامكانات البحرية اللبنانية وتحسين القدرات الحساسة لمراقبة وأمن الحدود. ويتضمن كذلك شقا يتعلق بمكافحة الارهاب وتعزيز الاستخبارات.

تشمل صفقة السلاح الفرنسية للجيش اللبناني 250 آلية عسكرية وسبع مروحيات من نوع كوغار وثلاثة زوارق سريعة والعديد من معدات الاستطلاع والاعتراض والاتصال.

وهبي قاطيشا
وهبية قاطيشا

من الناحية العسكرية، قال الخبير العسكري وأمين سر حزب القوات اللبنانية الجنرال وهبي قاطيشا لـ”جنوبية”: “هذه الدفعة الأولى من الدعم السعودي للبنان، أما باقي العتاد بحاجة الى وقت أكثر لأنها أكثر تطورا”. واعتبر ان “هذه الهبة تمنح قوة إضافية للجيش للتصدي الى الإرهاب”.

ووجّه قاطيشا الشكر الكبير للسعودية وفرنسا الشقيقة الكبرى لان عينها دائمًا على لبنان.

ومن الناحية السياسية رأى الجنرال قاطيشا أن الأسلحة “ردّ صارم على خطابات السيد حسن نصرالله الأخيرة المهاجمة للملكة العربية السعودية وهي تقدم الخير لصالح للبنان”.

وكان للعميد الركن ورئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة الدكتور هشام جابر رأي مغاير إذ قال لـ”جنوبية”: “وصلت الدفعة الأولى وكنا نتوقع أن تكون اهمّ من ذلك. تلقّى لبنان حتّى الآن 48 صاروخ ميلان ” Milan” من الجيل الثالث والجيش حالياً يمتلك الجيل الأول منها. للجيش حاجات أكثر إلحاحاً في ظلّ وجود خطر تهديد داعش”.

هشام جابر
العميد هشام جابر

وأضاف: “الاستراتجية الدفاعية تستند في لبنان الى العدو الدائم اسرائيل والعدو المحتمل وهو الارهاب كما ينصّ كلّ من الدستور اللبناني ووثيقة الوفاق الوطني. لكن هذه الصفقة مجهزة فقط لمواجهة الإرهاب من دون ان تأخذ بعين الاعتبار العدو الأهم وهو اسرائيل”.

واعتبر أنّ “السلاح جيّد ولكن كنا نتمنى ان يتسلح لبنان بمعدات أهم وأكثر سيما ان المبلغ المدفوع 3 مليار دولار وهذه الصفقة التي قدمت اليوم تعتبر جزءا صغيرا جدا من هذا المبلغ اذ قيل ان الصفقة تتضمن 7مروحيات و3 زوارق بحرية و200 آلية عسكرية ومدفعية ولن تأتي الى لبنان الا بعد سنتين”. وفيما يتعلق بالمعدات التي تحتاج إلى الوقت لتصنيعها، قال إن “هذا الكلام غير منطقي وهي بلد مصنعة وتمتلك مخازن وهي مطالبة بإكمال الصفقة لأن المبلغ كاملاً اصبح بحوزتها”، مشيراً إلى أن “من يسمع كلام الوزير الفرنسي يعتقد انها مكرمة من فرنسا وليس من السعودية”.

ومن الناحية السياسية لم يرَ العميد جابر صلة بين خطاب نصرالله الاخير وتوقيت الهبة قائلاً إن “الأمر أصبح بين لبنان وفرنسا أما السعودية فقد دفعت ولم يعد لها علاقة”.

كما اعتبر ان كلام وزير الدفاع سمير مقبل خلال احتفال الجيش بالعتاد فيما يخص الهبة الإيرانية للبنان غير مقنع اذ قال إن “هناك 3 شروط لقبول الهبة: أولاً- ان تكون غير مشروطة، وهي غير مشروطة، ثانيا- رفع العقوبات بينما العقوبات تمنع التزود وليس تقديم الهدايا، ثالثا- موافقة مجلس الوزراء وكل من يضمن التوافق”.

وفي الختام وجه العميد جابر نداء للسياسيين بأن يكونوا أكثر فعالية وعدم وضع عراقيل: “اتقوا الله في جيشكم، هذا الجيش يدافع عن الأرض بدمائه”.

السابق
إعتصام لاهالي المساجين الاسلاميين امام الداخلية: وعدنا بتأمين حقوقهم خلال 15 يوما
التالي
نصرالله يهدم كلّ ما بناه الامام الصدر