كيف اختلف زافين وبولا حول قرار أبو صعب التعطيل بذكرى المجزرة الأرمنية؟

زافين وبولا
كما في كل عام يحيي الأرمن حول العالم ذكرى الإبادة الأرمنية الجماعية. وفي لبنان كانت المفاجأة غير المتوقعة من قرار الوزير الياس أبو صعب الذي أعلن يوم 24 من هذا الشهر عطلة رسمية للمدارس في ذكرى الإبادة، ما أثار بلبلة بين مؤيد ومعارض. فما هو موقف لبنان الرسمي؟ وكيف انقسم زافين قيومجيان والإعلامية بولا يعقوبيان حول هذا القرار؟

يصادف الرابع والعشرون من هذا الشهر الذكرى المئوية لمذابح الأرمن التي أودت بحياة مليون ونصف مليون شخص من اسلافها على يد الامبراطورية العثمانية.

ورغم مرور مئة عام  إلا انها لا تزال  محط  خلاف وجدل كبير بين الأرمن وتركيا وريثة السلطنة العثمانية التي تنفي وقوع المجازر وترفض الإعتراف بها.

وفي لبنان، إختلف إحياء الذكرى عن كل عام باعتراف صريح أعلن عنه وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب خلال حفل إزاحة الستارة عن النصب التذكاري للمجازر الأرمنية في مدرسة هريبسيميانتس بالفنار، إذ قرر”تعطيل المدارس الرسمية والخاصة يوم الجمعة في 24 نيسان الحالي بالذكرى المئوية الاولى لـ”لابادة الأرمنية”.

قرار الوزير بو صعب لم يلق ترحيبًا من قبل العديد من اللبنانيين الذين طالبوا بتحييد لبنان عن هذه القضية، باعتبارها من المناسبات الثانوية التي لا تمس او تخص اللبنانين.

فرفضت الجمعيات والهيئات البيروتية في بيان قرار وزير التربية بتعطيل المدارس الرسمية والخاصة، لمناسبة “ما يسمى ذكرى مجازر الأرمن، كون هذه الذكرى موضع خلاف تاريخي ولا إجماعا وطنيا لبنانيا حول ملابساتها”.

كذلك تصاعدت دعوات من مساجد طرابلسية برفض القرار ونظمت اعتصامات رفع خلالها المشاركون علم تركيا.

الارمنفي حين كان للبعض موقف ساخر من هذا القرار معتبرين ان قرار الوزير جاء إرضاء أو نزولا عند رغبة “حماته”، الأرمنية والدة الفنانة جوليا بطرس.

ومع التضامن مع الشعب الأرمني وكل التأييد، إلّا أنّ مواقع التواصل الاجتماعي شهدت مطالبات الوزير بإقرار يوم ذكرى مجزرة قانا عطلة رسمية للشعب اللبناني حدادا على ضحايا تمس اهلهم الذكرى اكثر مما تمسه قضايا الجيران… أو التعطيل في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا تضامنًا مع الشعب الفلسطيني في جرائم إنسانية من العصر الحديث.

الإعلامية بولا يعقوبيان أعلنت في حديث لـ”جنوبية” أنها ليست مع فكرة إعلان هذا اليوم  عطلة رسمية وقالت: “كنت أفضل ان يخصص ساعة في هذا اليوم لشرح قضية ومعاناة الأرمن للتلامذة بدلا من ان يجلسوا في منازلهم دون معرفة أهمية هذا اليوم بالتحديد”.

وأشارت إلى أن “موقف الدولة اللبنانية صريح ومتين تجاه القضية والتضامن معها منذ البداية”. وختمت: “نشكر الوزير أبو صعب على هذه اللفتة ولكن نحن بحاجة ان تصبح هذه القضية قضية كل الناس”.

أما الإعلامي زافين قيومجيان فكان شاكراً ومؤيداً للقرار وقال لـ”جنوبية”: “هذه خطوة جريئة نقدرها ونشكر الوزير عليها”، مضيفًا أن “المسألة ليست مسألة عداء تركي أرمني، هناك ضغط أرمني عالمي لإحياء  الذكرى المئوية كما هناك ضغط أرمني في لبنان. ما أثمر عملا جبارا عالميا و عملا محليا يتمثل بقرار الوزير أبو صعب”.

وأشار قيومجيان، الذي يخصص 4 حلقات متتالية من برنامجه “بلا طول سيرة” لإحياء ذكرة الإبادة، إلى ان “هذا العام مميز عن كل سنة لأن الذكرى لا تزال حية ولم تمت رغم مرور مئة عام وهي أيضًا مناسبة لإعادة إحياء كل الأحداث والقضايا الإنسانية في العالم “.

وختم: “هذا انتصار للقضية الأرمنية على الصعيد العالمي علّها تصبح درس ليستطيع العرب تحويل قضاياهم إلى مستوى عالمي”.

السابق
تحرّش بها أثناء نومها الى جانب زوجها!
التالي
موسكو: رفض كييف محاورة قوات الدفاع الشعبي جعل عملية السلام في مأزق