المشنوق: لن أرضخ لشروط المتمردين «مهما كان الثمن» وتفاصيل ما جرى في روميه

وسط السجالات الداخلية حول الوضع في اليمن، وعشية وصول وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان الى بيروت اليوم للإشراف على تسليم الشحنة الأولى من الأسلحة الفرنسية المقدَّمة الى الجيش اللبناني في إطار هبة الثلاثة مليارات دولار التي قدّمتها المملكة العربية السعودية، كان من المفترض إسدال الستارة على ملف “تمرّد سجناء رومية”، لولا “الهزة” الخفيفة التي استعادوها ليل أمس، والتي وإن وُصفت بـ”المحدودة”، إلا أنها تبقي الوضع داخل السجن مفتوحاً على أكثر من احتمال.
فعلى الرغم من كل ما جرى ليلة الجمعة السبت، ما زالت نيات الموقوفين الاسلاميين حسب مرجع رسمي، على حالها وغير مضمونة فهم لا يتراجعون عن هدفهم المتمثل بإدارة السجن كما كانت الحال عليه في المبنى “ب”، في حين ردّ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق على ما حصل أمس بالقول: “لن أرضخ لشروطهم مهما كان الثمن ولن أقبل بتكرار ما حصل أبداً”.
وكان المشنوق اتخذ إثر “تمرّد” أول من أمس، سلسلة إجراءات “حاسمة وحازمة” لمنع تكراره من بينها “معاقبة أي ضابط أو عسكري مقصِّر في هذا الشأن.
ولكن بقي السؤال: لماذا تكرّرت أعمال الشغب في السجن أول من أمس، والتي شملت تكسير أبواب الزنزانات وفتح أجنحة المبنى على بعضها وإحراق الفرش والاحتماء بالأبواب لإعاقة دخول القوى الأمنية؟ وكيف تمكّنت هذه القوى من إنهاء التمرّد؟
الوزير المشنوق أجاب عن هذا السؤال فروى لـ”المستقبل” وقائع ما جرى، موضحاً بداية أن ثمّة سبباً موضوعياً وراء ما حصل وهو “الاكتظاظ غير الانساني في مبنى يحتوي على 1100 سجين وهو لا يتّسع لأكثر من 400 سجين”.
أما السبب الثاني، كما يضيف المشنوق، فهو محاولة مجموعة من السجناء، وعلى رأسهم “أبو الوليد” إحداث فوضى في المبنى “د” شبيهة بتلك التي حدثت في المبنى “ب” سابقاً من أجل استعادة سيطرتهم على هذا المبنى وإدارته على طريقتهم “مما دفعني فور تبلّغي هذا المعطى الى نشر فرقة من “القوة الضاربة” على باب المبنى معزّزة بتعليمات لخلع الباب من خلال آلات نارية (اللحام)”.
جاء ذلك، يتابع وزير الداخلية، بعدما تمكّن الموقوفون من سرقة مفتاح الزنزانات (Master Key) من أحد العسكريين، وخطفوا 12 عسكرياً وطبيبين، محاولين التفاوض انطلاقاً من هذه الوقائع: “رفضت التفاوض مع أحد قبل تسليم العسكريين مع موافقتي على ذلك بعد التسليم ولكن تحت سقف القانون.

وأبلغت الجميع عبر مستشاري لشؤون السجون العميد منير شعبان أن لا تفاوض مع أحد وأنه إذا لم يسلّم الخاطفون العسكريين فسأهبّط السجن فوق رؤوسهم. وهكذا كان.

تدخّل الشيخ سالم الرافعي عند الواحدة من بعد منتصف الليل وسارعوا الى تسليم العسكريين، فأبلغت المعنيين استعدادي للبحث في أي مطلب ضمن القانون”.
في الغضون تقدّمت القوة الضاربة من مدخلين: من الباب الرئيسي حيث كان الموقوفون دشّموه بأبواب حديدية، ومن مبنى الأحداث. وبدأت عملية تلحيم الأبواب وإعادتها الى أماكنها وكذلك إصلاح ما نجم عن أعمال الشغب..
يضيف المشنوق أنه اتّخذ سلسلة إجراءات وأعطى تعليمات بمعاقبة أي ضابط أو عسكري قصّر في هذا الشأن، مؤكداً أن التمرّد “انتهى ولن يتكرّر”. وأوضح أن هؤلاء السجناء سينقلون الى المبنى “ب” بعد عشرة أيام حيث يكون قد تمّ انجازه، ونعيد توزيعهم”. وختم أنه كلّف العميد جوزف كلاّس مساعد قائد الدرك بالتحقيق في ما جرى وبأسباب التقصير وكيفية سرقة مفتاح الزنزانات “لاتخاذ الإجراءات المناسبة”.

(المستقبل)

السابق
السعوديّة تُواصل غاراتها على اليمن إيران : الحرب البريّـة تقرّر المصير
التالي
تفاهم على ربط السلسلة بالموازنة.. ومخاوف من تصعيد عوني