اتساع دائرة المعترضين على مواقف نصر الله.. وسياسة «نبش القبور»

حسن نصر الله

تواصلت ردود الفعل المستنكرة التصعيد المتطرف من قبل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، وتطاوله غير المسبوق على المملكة العربية السعودية وقياداتها واعتماده سياسة “نبش القبور”، والأساءة الى علاقة لبنان بدولة شقيقة…

ولعل من أبرز المواقف المنتقدة لكلام السيد نصر الله، ما جاء على لسان رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط الذي قال متسائلاً: “شو صاير عليه”؟! لافتاً الى ان “اللهجة الانفعالية للسيد نصر الله لا تفيد بل يجب العودة الى الهدوء…” ومشيراً الى ان “المملكة أوعى وأفطن من ان تقع في فخ نصر الله ومن ورائه ايران…”؟!

وفي هذا، أبدى وزير الاتصالات بطرس حرب استغرابه “اللهجة التصعيدية الخطيرة التي اعتمدها السيد نصر الله، في خطابه”، معتبراً أنها “تجاوزت كل الاعراف والتقاليد وحتى أحكام القانون بما تضمنته من اهانات شخصية طاولت العائلة المالكة في السعودية ودولة المملكة الشقيقة لما احتوته من اطلاق تهم خطيرة ومهينة…” وأشار الى ان “الحدّة في الخطاب والتشنج الكبير الذي ظهر فيه يدعونا الى التساؤل عن مصلحة لبنان واللبنانيين في ما رمى اليه الخطاب”.

جعجع: أين مصلحة لبنان؟

من جانبه، سأل رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع “أين مصلحة لبنان العليا في ما يقوم به السيد نصر الله عن هجوم على المملكة العربية السعودية”.

وخاطب جعجع نصر الله قائلاً: “أنت رئيس حزب لبناني، وبالتالي يجب ان تكون المصلحة اللبنانية العليا هي همك الأساسي، ولكن أين المصلحة اللبنانية العليا في ما تقوم به؟ قد تختلف على الكثير من المواضيع ولكن لا نستطيع ان نختلف على ان السعودية ساعدت وساهمت في اعمار لبنان في المجالات كافة…”.

إلى ذلك، وخلال احتفال تسليم دفعة جديدة من البطاقات الحزبية الى المحازبين في معراب، فقد أعلن جعجع “دعم القوات لتحرك الجامعة العربية باتجاه انشاء قوة عربية مشتركة للدفاع عن القضايا العربية المحقة… ومكافحة الارهاب بأشكاله كافة واعلاء شأن الاعتدال والتصدي للاطماع الخارجية.

14 آذار

بدوره رأى منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار (النائب السابق) فارس سعيد ان كلام نصر الله “يهز أركان الاستقرار في لبنان، فهو اساء الى علاقة لبنان بدولة صديقة، وهذه الاساءة يعاقب عليها القانون اللبناني…” موضحاً ان “14 آذار تعتبر كلام نصر الله غير مسؤول، ولا يمكن إلاّ ان يوصل لبنان الى حافة الهاوية”.

فضل الله: دستور للأمة جمعاء

وعلى المقلب الآخر، فقد اعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، خلال رعايته حملة “غرس مليون شجرة” التي تقوم بها جمعيات “أخضر بلا حدود” في بلدة عيترون الجنوبية، “ان السيد نصر الله قدّم خطاباً وثيقة تاريخية سياسية وعسكرية ودينية وأخلاقية واجتماعية، تصلح لتكون دستوراً لهذه الأمة جمعاء…”؟؟

الحوار… يجب ان يستمر

تأسيساً على كل هذه التطورات غير المسبوقة في حدتها، فإن غير جهة سألت عن مصير الحوارات القائمة، وتحديداً الحوار بين “المستقبل” و”حزب الله” أبرز فريقين في المواجهة السياسية – الاعلامية الناشبة…

مصادر نيابية في “المستقبل” قالت لـ”الشرق”، ان المرجعية في هذا تعود الى ما ختم به الرئيس سعد الحريري تعليقه على خطاب السيد نصر الله، مؤكداً “ان المسؤولية تفرض علينا عدم الانجرار وراء ردود أفعال مماثلة… نحن أمناء على درء الفتنة عن لبنان… وان التصعيد المتواصل لـ”حزب الله” لن يستدرجنا الى مواقف تخل بقواعد الحوار والسلم والأهلي…”.

وفي هذا، وإذ أشار الى ان “السجال في المنطقة سيتصاعد اذا لم يتم توقيع الاتفاق النهائي بين الغرب وطهران حول الملف النووي وسينعكس تصعيداً في لبنان” فقد أكد النائب جان اوغاسبيان ان “الحوار في لبنان خيار استراتيجي، على رغم أنه يتلقى ضربات متتالية وقاسية، فهو يمنع انهيار الدولة ويحمي مصالح اللبنانيين”…

من جهته أكد نائب رئيس تيار “المستقبل” (النائب السابق) انطوان اندراوس”تمسك “المستقبل” وقوى 14 آذار بالحوار والحكومة” معتبراً ان مصلحة الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله “هي في توقف الحوار، وهذا ما تؤكده تصاريحه”…

بدوره، وإذ لم ينفِ عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري “تأثيرات الخطابات واللهجات التصاعدية على نهج الحوار” فقد أوضح ان “الحوار هو لتذليل الخلافات وبالتالي يجب ان يستمر…”.

(الشرق)

السابق
تفاهم على ربط السلسلة بالموازنة.. ومخاوف من تصعيد عوني
التالي
انتحاريون وانغماسيون إلى لبنان بقيادة «الأشعث»