نصرالله مرشد جمهورية حزب الله في لبنان يؤكد الخلفية الدينية لحروبه

لم نسمع من نصرالله يوماً أنه قدم رؤية اقتصادية او مشروع سياسي، يمكن أن نبني عليه رؤية او مستقبل ولو بالحد الأدنى على الأقل، فيما يخص لبنان وازمته… ولا حتى مشروع حل سياسي لمشكلة عربية وإقليمية… كل ما نسمعه من خطاباته وخلالها ومن قياداته ورموزه.. هو عبارات الإدانة والاتهام والتحريض..والتبرير للمشاركة وعلى المشاركة في هذه الصراعات.. تحت اسباب ومبررات دينية وفكرية عقائدية مرتبطة بنهج وفكر وعقيدة دينية… يملك نصرالله القدرة على إطلاق الكلام دون حدود وبلا ضوابط، رغم محاولة فريقه السياسي ضبط إيقاعه الخطابي بكتابة نص الخطاب أو الكلمة التي من المفترض ان يلقيها امامه مع تحديد الوقت لمنعه من تجاوز الحدود المقبولة، ليس من حيث الوقت، بل من ناحية إطلاق المواقف السياسية التي قد تترك آثاراً سلبية على حزب الله ودوره وحضوره وحلفائه وجمهوره وتابعية في لبنان والمغترب… والجمهور المجتمع لتحيتة ليس اكثر من ضرورة لا بد منها لإعطاء نصرالله وحضوره ودوره طابع القائد الجماهيري المحبوب من مؤيديه وتابعيه، من خلال التصفيق المبرمج بإيقاع مدروس والهادف للتعبير عن التأييد والموافقة على كل ما يطلقه مرشد جمهورية حزب الله وجمهوره من مواقف…! وللدلالة أيضاً على ان لدى نصرالله جمهور مستعد للتضحية بكل شيء، دون تردد بالمال والروح والوظائف ليس في لبنان فقط بل في بلاد المهجر والاغتراب وبالتحديد في دول الخليج.. ولكن ماذا اضاف نصرالله من معانٍ ومواقف في خطابه الأخير هذا على ما سبق ان أعلنه في خطابات سابقة:

– أكد نصرالله ان مواقفه ومشاركته في حروبٍ إقليمية وحتى داخلية مرتبطة بقناعات دينية وليست سياسية… عندما أشار إلى أن تأييد نظام بشار الأسد، في سوريا، وعبدالملك الحوثي في اليمن، إنما هي تنطلق من التزام ديني وواجب عقائدي..أمام الله… وهذا ما يضفي عليه صفة الحزب الديني الذي يعتبر أن السياسة في خدمة الدين وليس العكس..! وبالتالي فإن مشاركته الميدانية، مبنية على أساس تسخيف واحتقار ورفض وعدم احترام عقائد الآخرين وقناعاتهم، مما يعني استباحة قتالهم وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم وتهجيرهم.. ومشروعية انخراطه وحقه الطبيعي المستند إلى ثوابت دينية في صراعات محددة وعلى أراضي دول بعينها… وهو يسميها في كل خطاب يطلقه ..
– أشار نصرالله إلى ان المملكة العربية السعودية استعدت الشعب اليمني من خلال إطلاقها معركة (عاصفة الحزم) بخوضها معركة استباقية ضد عدو يمني مفترض.. وماذا فعل هو بدخوله معركة سوريا في معركة استباقية ضد الشعب السوري لمنع انتقال الصراع السوري إلى لبنان مستنداً إلى فرضية إمكانية انتقال الصراع في سوريا إلى لبنان…. الا يفترض بنصرالله ان يسأل نفسه عن سبب استعدائه للشعب السوري كنتيجة حتمية لتورطه في سوريا… ضد الشعب السوري. قبل ان يسأل السعودية أو يتقدم لها بالنصح.. والكثير منا سمع الشعارات والبيانات التي كانت تتحدث عن تحرير المدينة المنورة ومكة المكرمة من قبل اتباع إيران وحلفائها… والفيديوهات كثيرة وموثقة.. والمملكة ليست في حربٍ مع الشعب اليمني بل مع عملاء إيران وحلفائها.. في اليمن فقط.. وهو وضع نفسه وجمهوره وطائفته في لبنان بخانة العداء مع الشعب اليمني كما مع الشعب السوري في السابق ويستعدي اليوم الشعب السعودي وكافة دول مجلس التعاون الخليجي..
– أعلن نصرالله صراحةً ان عداؤه للنظام السعودي أسبابه دينية مرتبطة بفكره وثوابته ونهجه وليس بسبب سياساته… واستنجد مبرراً بما اعتبره وقائع تاريخية لتأكيد سبب عدائه… والعداء للمملكة يستتبع بالتالي العداء لكل من يحتفظ بعلاقة طيبة مع المملكة من دول عربية وإسلامية أو مجموعات دينية او سياسية… وخاصةً في لبنان..
– ماذا يريد نصرالله من أتباعه وجمهوره في لبنان…. الالتحاق بسياساته دون تردد لمواجهة دول العالم العربي والإسلامي من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن والبحرين والمملكة السعودية اليوم… ولا ندري غداً من هو المستهدف من قبل نصرالله ومجموعته..؟ إنه حزب يستبيح السيادة الوطنية والدم الوطني والثروات الشبابية الوطنية.. فهو مرشد وحاكم جمهورية حزب الله في لبنان…
– الحوار لدى نصرالله هو وسيلة لشراء الوقت وتهدئة الخواطر والتقاط الأنفاس لا أكثر … هذا ما قام به في لبنان وما يريده في اليمن وما يتمناه في سوريا…ولكن دم اتباعه وعناصره يسيل بوتيرة يومية دون تحقيق أية نتيجة عسكرية سوى إطالة امد الأزمة وخسارة المزيد من الشباب وتعميق جراح مجتمعه أكثر فأكثر… فالوضع الاجتماعي لدى جمهوره وطائفته وتابعية يتفاقم نحو الاسوأ.. قتلى وأرامل ومفقودين وأيتام..؟ وازمات اقتصادية وتورط أمني ومزيد من الفوضى المسلحة..
– اتهم نصرالله المملكة بأنها الخطر الحقيقي على الأماكن الدينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.. ومن منا لا يعلم حجم التقديمات والخدمات التي توفرها المملكة للمعتمريبن والحجيج.. فكيف يتفق هذا وذاك..
لن نخوض اكثر في مضمون كلمة نصرالله، فأهم ما ورد فيها هو اعترافه بأن صراعه ديني ومنطلقاته دينية واهدافه دينية وبالتالي فإن دفاعه عن الشعب اليمني لا حقيقة موضوعية له، مع اتهامه المعارضين للحوثي وزمرته بانهم اتباع تنظيم القاعدة.. وتقديم القضية الفلسطينية باستمرار على انها في صلب اهتمام حزب الله وإيران يدحضه التحريض الطائفي والمذهبي على الفلسطينيين في مخيمات لبنان، وحصار مخيمات سوريا وتجويع ابنائها .. واتهام ثوار العراق الرافضين للإجرام الطائفي الحاقد الذي يمارسه عناصر الحشد الشعبي الشيعي الذي دربه حزب الله كما دربته إيران بأنهم جميعاً داعش يحق بل يجب قتلهم وإبادتهم وتهجيرهم…. المطلوب هو مواجهة مشروعه بالسياسية في كل مكان، لأن الانجرار إلى مواجهته دينياً سوف يؤدي لعواقب وخيمة تتحمل تباعتها طائفة واتباع مذهب سوف يظلمون مرتين…مرة من قادتهم، لسوء تقديرهم وخيبة سياساتهم..؟ ومرة اخرى ممن سوف يراهم وقود معركة خاضتها إيران ونصرالله لتغيير ديموغرافية وعقيدة وثقافة المنطقة.. والحل بيد العقلاء من اتباع هذا المذهب… رفضاً لما ترسمه ايران ويقودهم إليه حزب الله ونصرالله..

(المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات)

 

السابق
يا زيديّو اليمن.. حذار انتصار كانتصاراتنا
التالي
قيادة الجيش: لعدم الاقتراب من اماكن يشتبه بوجود ألغام فيها