انطلق مهرجان طرابلس السنوي مساء الخميس تحت عنوان ” لنركض لطرابلس”، في معرض رشيد كرامي الدولي، برعاية وزير العدل أشرف ريفي، ومحافظ الشمال رمزي نهرا ممثلا وزير الداخلية، وسط حضور رسمي وشعبي كبيرين زاد على الألف شخص.
وهي المرة الأولى التي تشهد فيها المدينة هذا الحضور الكثيف بعد التوترات الأمنية التي عاشتها، وذلك كتعبير متجدد عن رفض المدينة للعنف، واختيارها السلم الأهلي.
التقط المسؤولون الرسميون الصور مع الأطفال المشاركين في الأنشطة والألعاب، وطار الوزير ريفي وبعض من صحبه بالمنطاد، قبل أن تنطلق فعاليات المهرجان بصخب كبير وصلت أصداؤه إلى خارج المدينة، وأنوار مفرقعاته ملأت السماء ألوانا زاهية.
وتحدث عباس سلوم، مدير فرع جمعية “الواقع” في فرع طرابلس عن أهداف جمعيته من المهرجان قائلاً، “هدفنا من المهرجان تغيير الواقع في طرابلس، واقع الالم، والمشاكل، والطائفية، والحروب، والتشرذم.
عملنا منذ شهرين مشروع البطاقة الصحية وهي مجانية بالتعاون مع شركة “يو اف أ” لاي شخص غير مضمون، او ليس لديه تأمين، ونحن نقدم له بطاقة صحية مجانية تمكنه من العلاج في المستشفى بدرجة الضمان الاجتماعي. ويمكن لأي شخص أن يتقدم للحصول على البطاقة بشرط ان يكون عمره بين ال 20 و40 سنة . وفي كل محافظة نتعاون مع مستشفيين او ثلاثة لنحصر العدد، ونتمنى ان نعممها في كل لبنان في المستقبل”.
وعن المهرجان، قال أنه يتضمن “العاباً جديدة، وقصد الأطفال المهرجان من معظم الجمعيات والمياتم ليلعبوا مجانا، ويتضمن برنامجنا حفلات فنية، وكان الافتتاح مع الفنانة رويدا عطية. ونظمنا ماراتونا نهار الاحد وتفاجأنا بالاعداد الكبيرة المشاركة بالماراتون حيث بلغ عدد المشاركين 9000 عداء من كافة المدارس”.
الفنانة رويدا عطية علقت في تصريح خاص بـ”النهار” عن انطباعها حول المهرجان، وقالت: “كانت الزيارة الأولى لي لطرابلس، وأشكر جمعية الواقع على دعوتي لأتعرف على شيء جديد، وكنت مسرورة جدا خصوصا بتفاعل الجمهور معي الذي لم أكن أتوقعه.
وفوجئت أيضا بالجمهور الكبير في طرابلس الذي يتذوق الفن، وكان الحضور غير متوقع، ولفتني تفاعل الجمهور مع أغانيَ الخاصة. وهذا ما أسعدني أن الجمهور الذي لم ألتقه قبلا كان متتبعا لفني ولأغاني. وما سمعته بالإعلام غير ما شاهدته في هذه المدينة الجميلة ومع شعبها الطيب. كان الأمن تاما، والأمان أيضا، والناس مرتاحة خلافا لما نسمع على المحطات التلفزيونية، وكان الحفل أملا أكبر لبلادنا أن يعمها السلام والأمان”.
من الأغاني التي أدتها عطية في المهرجان: “مش من بعيد”، و”رشرش”، و”شو كان الحكي”، كما غنت “أيام اللولو”، و”بتونس بيك”، و”أكذب عليك”، و كوكتيل متنوع آخر”.
المهرجان يتضمن سلسلة حفلات فنية أخرى، منها مسرحية “كريسي والدب الأخضر”، والساحر المشهور VEO، ومسرحية حكايات الأميرة سيرين، وحفلتين غنائيتين للمطربين جوزيف عطية وزياد البرجي، كما يتضمن افتتاحا يوميا بألعاب مثيرة وشيقة، وصعودا بالمنطاد، وسباقا يوم الأحد لفئتي الكيلومترين والعشرة كيلومترات.
ريفي
وكان لراعي المناسبة وزير العدل اشرف ريفي كلمة في الافتتاح اكد فيها:” ان طرابلس مدينة للحياة وليست مدينة للموت والحروب والعنف والدمار، بل هي مدينة العيش المشترك والامان والعلم والعلماء ومدينة التقوى والسلام”.
وأضاف: “نحن نمرّ بأزمة صعبة وحساسة في لبنان والمنطقة، لذا نحن مصرّون على استمرار جلسات الحوار لأنها تساهم في تخفيف الاحتقان وحفظ الأمن والإستقرار، ونحن نحترم اي كلام سياسي يعبّر عن قناعة وثوابت اي فريق سياسي ولو بنبرة عالية ولكننا لسنا مع الإنفجار الأمني مهما كان خفيفاً، لأنه في النهاية جميع اللبنانيين لهم مصلحة في الإستقرار الأمني”.
وتابع:” كل أطراف الحوار والأفرقاء السياسيين يدركون خطورة الوضع ويعلمون ان لهيب المنطقة قاتل ومدمر ويحرق الجميع وعلينا ان نحمي الوطن والابتعاد عنه، وأطمئن جميع اللبنانيين أنه ليس لدي اي خوف من انفجار الوضع الأمني لأنه لا مصلحة لأحد بذلك والقرار الإقليمي والدولي هو ان يبقى لبنان بمنأى عن النيران المجاورة .
بدوره، أكد محافظ الشمال نهرا على ضرورة السعي لإنجاح مهرجانات مدينة طرابلس شاكراً جمعية الواقع على إحياء هذا المهرجان وقال: “هذا يعطي الوجه الحقيقي لمدينة طرابلس وهذا الوجه الذي نريد ان نراه وجميع أبناء المدينة يرغبون في رؤيته ونحن مع معالي الوزير نحب ونشجع هذه المهرجانات وإن شاء الله بالتقدم المستمر …”.
(النهار)
