عظمة عصام بريدي وتفاهة ريمون جبارة

تابعوا التلفزيونات اللبنانية. نشرات الأخبار. الهواء المفتوح لدموع الفنانين وأحاديث المشاهير عن عظمة الشاب الراحل عصام بريدي. ثم تابعوا التلفزيونات نفسها. نشرات الأخبار. ولا هواء مفتوح لدموع الفنانين والمشاهير عن حزنهم على موت ريمون جبارة. أصلا لا يوجد حزن إلا في بعض أقلام من تبقى على قيد الحياة من زملاء له في المهنة أو الكتابة أو رفاق الدرب.
مفجع موت شاب في بداية عمره. صحيح. لكن ريمون جبارة واحد من أعمدة الثقافة اللبنانية في النصف الثاني من القرن العشرين. عصام شاب أضحك بعضنا في العقد الأخير وأبكى بعضنا بموته المفاجىء. لكنها بدت فاقعة. أن يأخذ ابن السنوات القليلة في الفن أكثر بكثير ممن أمضى حيلته يكتب ويؤلف ويفكر.
كما لو أن الجيل الجديد يعتبر ريمون جبارة تافها قياسا إلى عصام بريدي العظيم. ومنابر الإعلام إما موافقة أو تقدم ما يطلبه هؤلاء التافهون.

السابق
إقفال أبواب التفجير في عين الحلوة
التالي
معركة «الجديد» لا تحتمل الحياد أو النأي بالنفس