عسيري يكمل جولته: لمصلحة مَنْ تعريض لبنان؟

في سياق الحراك السياسي الذي يقوم به وبعد خطاب وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الداعم للملكة العربية السعودية، زار السفير السعودي علي عواض عسيري أمس رئيس كتلة “المستقبل” الرئيس فؤاد السنيورة والمشنوق.

وفي تداعيات الحملات التي يشنها الحزب على السعودية، كانت لعسيري مواقف بارزة في حديث الى “النهار” تساءل فيه: “اذا كان رد فعل حزب الله ذاتياً، فما هي علاقته باحداث تجري في اليمن وما علاقة لبنان بذلك؟ واذا كان موقفه موجهاً ايرانياً، فالتساؤل حينها أين مصلحة لبنان في ان يتم تحويله الى صندوق رسائل وفي تعريض وضعه الداخلي للتأزم وعلاقاته بالدول العربية للاهتزاز وتعريض مصالح اللبنانيين العاملين في هذه الدول للخطر؟”:

–          لاحظ ان حملة الحزب “انتجت حملة عفوية مقابلة من محبي المملكة كانت بمثابة استفتاء لحجم المملكة وحضورها ومدى تقدير اللبنانيين لها ولقيادتها”.

–          لفت الى ان قيادة المملكة “لا تتخذ مواقف كيدية أو انفعالية ولا معلومات حتى الآن عن اتخاذ اي قرار ضد الاشقاء اللبنانيين في المملكة، لكن ذلك لا يعني انه في حال دفع الامور نحو الاستمرار بتجاوز الخطوط الحمر قد يمر من دون عواقب”.

كتب داود الشريان في “الحياة”:  :”اعتذار لمواطن لبناني”

ربما يجد اللبنانيون، في هذه الفترة، تجاوزات من كتّاب صحافيين سعوديين، وصحف، مثلما وجد السعوديون تجاوزات سياسيين وصحافيين لبنانيين. لكن الذي لا جدال فيه هو أن السعودية تتعامل مع الأزمات السياسية على قاعدة لا تزر وازرة وزر أخرى. وخلال مواقف سابقة مع دول ومنظمات وأحزاب، تمسّكت الرياض بموقفها من احترام الشعوب والدول، فضلاً عن أن التعامل مع موقف بعض اللبنانيين من «عاصفة الحزم» باعتباره موقفاً لبنانياً عامّاً ليس مطروحاً على المستويين الرسمي والشعبي.

وعلى رغم تصاعد الحملة التي يشنّها «حزب الله» على المملكة، إلا أن تداعيات هذه الحملة لن يكون لها تأثير على العلاقة مع لبنان، أو مسّ بمصالح اللبنانيين وكرامتهم. ولن يتسبب التوتُّر الإعلامي الذي أشعله طرف في لبنان، بإقحام الحكومة اللبنانية فيه، أو تحميل القوى السياسية الأخرى اللبنانية تبعاته. وستتخطى العلاقات الراسخة بين السعودية ولبنان الحملة الانفعالية التي يقودها «حزب الله» ضد المملكة وشعبها.

من حق اللبنانيين الاستياء إذا وُصِف بلدهم بأنه «مجموعة من الأحزاب والميليشيات متعدّد الهويات واللغات، تَشَكَّل من خلالهم وطن مهزوز الثقة والبناء، ولا يملك حق سيادته، وأنهم يعيشون في حنقٍ دائم على كل ما هو ذو صبغة خليجية، ولا يملكون سوى تاريخ قديم، سيتم حفظه لاحقاً في متحف ما، لكي تتعرف عليه البقية الباقية من اللبنانيين». تخيَّل أن بعض هذا الكلام، المرسل بلا هوادة، كُتِب عن السعودية. من حق أي كاتب أن يدافع عن وطنه، ولكن ليس من حقه أن يستبدل الرأي بالشتيمة، والتقليل من شأن شعب بكامله، وعلى هذا النحو الذي يصعب قبوله، وإن كان مجرد خطرات ووساوس. وعلى رغم ذلك، أرجو أن يقبل إخوتنا اللبنانيون اعتذارنا، حقكم علينا.

بري والعسيري

إلى ذلك، قال مصدر في “14 آذار” لـ”الأخبار” إن العسيري سمع من الرئيس نبيه برّي كلاماً مختلفاً عمّا يُصرّح به حزب الله حول الأوضاع. ونقل المصدر عن العسيري أن برّي شدّد في اللقاء على أهميّة الحل السياسي للأزمة اليمنية، لكنه أكد حرص لبنان على أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية، وأنه كرّر الإشادة بالدعم الذي قدّمته وتقدّمه الرياض للبنان. وحسب المصدر، فإن العسيري كرر أمام برّي ملاحظات حكومة بلاده على مواقف قيادة حزب الله، وأن الرياض لا تنظر إلى ما يقوله الحزب على أنه يعبّر عن “الطائفة الشيعية في لبنان”. وكان أحد النواب في أمل قال إن برّي، وانطلاقاً من دوره كرئيس للمجلس، وكرئيس لأمل، يريد منع تفاقم الخلافات، وإنه طلب من السفير السعودي مواصلة حثّ المستقبل على مواصلة الحوار مع حزب الله، بمعزل عن النقاش الحاد حول الأزمة اليمنية.

السابق
لبنان يدخل مرحلة جديدة من التصعيد وبري يستكمل محاولات التهدئة
التالي
«عاصفة الحزم» تتقدم.. إيران تتوتر