«عاصفة الحزم» تتقدم.. إيران تتوتر

قالت “المستقبل” أنه فيما تتقهقر ميليشيات الحوثي المرتبطة بطهران وتسجل انسحابات متوالية شمالاً باتجاه صعدة من حيث انطلقت في غزوها للعاصمة صنعاء ومدينة عدن ولبعض المراكز والمحافظات اليمنية بالحديد والنار، ويعلن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح إفلاسه طالباً الأمان في محاولة للنجاة بنفسه وأهل بيته ولا يجد له ملاذاً إلا الرفض، ومع تحقيق «عاصفة الحزم» الانتصارات الديبلوماسية والعسكرية لتفرض وجوداً عربياً قوياً في خارطة المنطقة التي تسعى قوى إقليمية ودولية لتغيير معالمها، تبدو إيران في حال من التوتر المتصاعد، فيرغي بعض مسؤوليها ويزبدون بالتهديد والوعيد، ويسعى بعضهم الآخر إلى التفتيش عن ثغرة ديبلوماسية لتمرير حلول سياسية تحفظ لطهران وحلفائها بعض ماء الوجه، إثر الخسائر الكبيرة التي تكبدتها ميليشياتها على الأرض.

–          شدد السفير السعودي في واشنطن عادل الجبير على أن عملية عاصفة الحزم ناجحة وحققت الأهداف المرسومة لها، مؤكداً أن المملكة ليس لها أي أطماع في اليمن. وقال إن قرار مجلس الأمن الصادر الثلاثاء حول اليمن انتصار لليمن وتأكيد لميليشيا الحوثيين والرئيس المخلوع بأن العالم ضدهما وأن العالم يؤيد الإجراءات التي اتخذها المجتمع الدولي من أجل دعم الحكومة الشرعية في اليمن.

كتب عبدالوهاب بدرخان في “الحياة”: لبداية من اليمن… لكن إيران تُهزَم في سورية

هزيمة إيران تكون في سورية أو لا تكون. وكان لا بدّ من أي خطوة لوضع إيران أمام الواقع، لذا كانت «عاصفة الحزم» التي خلطت الأوراق وباتت تفرض تغييراً عميقاً في معطيات الوضع الإقليمي. فعلى رغم وقوع بغداد تحت الترهيب والهيمنة الإيرانيين إلا أن حكومتها صارت أكثر قابلية واضطراراً لأخذ بعض الضرورات الوطنية في الاعتبار، تحديداً في تقنين تدخلات ميليشيات «الحشد الشعبي» في تحرير مناطق السنّة من سيطرة «داعش». وعلى رغم الضعف والوهن في صفوف المعارضة السورية أمكن إيجاد صيغ للفصائل الإسلامية وغير الإسلامية لتتوحّد سواء في الشمال أو في الجنوب ولتعاود مدّ سيطرتها إلى مناطق للنظام، من بصرى الشام إلى محيط درعا إلى إدلب، ولعل الظهور المحدود لبعض الأسلحة النوعية يؤشر إلى تراجع ولو آنيّ لـ«ممانعة» أمـــيركية لم يعد لها معنى.

ولا شك في أن البداية من اليمن تنطوي على إرباك لسياسات روسية اختبأت أولاً وراء التهوّر والفجور الإيرانيين لتدافع عن «مصالح» في سورية، فإذا بها اليوم إزاء معضلة تمسّ بمصالح أكبر، بل إزاء عجزها عن التأثير سياسياً في الأزمة السورية، وحتى الدول العربية التي تغازل روسيا لإبقاء موطئ قدم لها في المنطقة تبدو أيضاً مسبوقة بالأحداث وأسيرة مفاهيم قديمة تجاوزتها التبدلات الإقليمية.

كتب صالح القلاب في” الشرق الاوسط”: إيران.. كما تَدينُ تُدان والقادم أعظم!

كان على الذين يحكمون في طهران، وعلى رأسهم مرشد الثورة السيد علي خامنئي، أن يتذكروا، قبل أن يقْدموا على فِعْل ما فعلوه في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ذلك الأثر القائل: «كما تَدينُ تُدان»، فبلد تركيبته السكانية «فسيفسائية» على هذا النحو، وبلد فيه كثير من المشكلات النائمة، وكثير من القنابل والألغام الموقوتة، كان يجب أنْ يدرك أنَّ وباء التصدعات الطائفية التي أحدثها في هذه الدول العربية الآنفة الذكر، سوف ينتقل إليه لا محالة؛ إذ إن لكل فعل ردَّ فعل، وإذْ إنَّ من يشعل النار في بيت جاره، فسوف ينتقل شررها إلى بيته..

التمدد الإيراني الاستفزازي في كثير من الدول العربية قد فتح أبوابا كثيرة كانت مغلقة، ولهذا، فإننا نقول ومرة أخرى: «كما تدين تدان.. والقادم أعظم»!! نحن لا نتمنى أنْ تتحول كل هذه المشاحنات وكل هذه الاستفزازات التي بدأها نظام الثورة الخمينية ضد العرب باكرًا، والتي تواصلت وتلاحقت حتى الآن وحتى باتت إيران تحتل عمليًا دولتين عربيتين هما العراق وسوريا، إلى مواجهة عربية – إيرانية شاملة، لكن المعروف أن العلاقات السياسية كالحُب الذي لا يمكن أن يكون من طرف واحد فقط، ولذلك، فإن المؤكد أن طهران سوف تدفع ثمن كل ما تقوم به؛ إنْ الآن وإنْ لاحقًا، فألغامها الموقوتة سوف تتفجر لا محالة.. وها هي الأيام بيننا.. والقادم أعظم.

كتب علي الامين في” البلد”: لن تنتهي الحرب إلا بانكفاء “الحرس الثوري”

الخيار العسكري السعودي في مواجهة ايران ليس مرفوضاً اميركياً، ولا الوجود الايراني ونفوذه في سورية والعراق ولبنان. فالساحة العربية متروكة اميركياً الى حدّ بعيد لتتوازن على شروط القوة الاقليمية. من هنا فخطورة القرار السعودي في مواجهة نفوذ ايران أنه لن يتوقف الاّ بهزيمة سعودية هو احتمال ضئيل في ظل الالتفاف الاقليمي والدولي والشعبي حول “عاصفة الحزم”… او بانتصار سعودي يلبي مطلبا شعبياً سنّيا بتحقيق غلبة على ايران في الميدان العربي. فالرياض تدرك أنّ المعركة وجودية بالنسبة اليها، كما هي بالنسبة الى النظام الاقليمي العربي الذي تطمح الرياض لتكون من وضع قواعده الجديدة لعقود آتية. وكما نجحت ايران في دمج معظم الشيعة العرب بمشروعها السياسي والاقليمي، فإن السعودية قادرة في المقابل على استثمار الغضب السني في العراق وسورية ضمن المواجهة.

ويعتقد كثيرون، منهم قريبون من بعض دوائر القرار الاميركي، أن حجم النفوذ الايراني الحالي في المنطقة العربية غير قابل للصرف سياسياً. في الخلاصة ستشهد المرحلة المقبلة مزيداً من النفور المذهبي، والمزيد من المواجهة التي ستدفع الشيعة بالدول العربية الى المزيد من الانخراط في القتال الايراني. علما ان الحرس الثوري نجح في اعداد قوى عسكرية وميليشياوية شيعية في اكثر من دولة تأتمر بإمرته.

ونجح قاسم سليماني في ترسيخ الايديولوجيا المذهبية فيها، الى حدّ يمكن ان يجلس في طهران من دون ان يشعر بقلق ما دامت الحرب خارج حدود بلاده، وما دام الضحايا مستعدين للقتال باسم المذهب. هكذا آل النفوذ الايراني في المنطقة العربية من مشروع التبشير بالثورة الاسلامية ومن “نصرة المستضعفين على المستكبرين” الى مشروع لا يستطيع ان يستقطب مناصرين الا على اساس العصب المذهبي في سبيل قضية حماية الشيعة من السنّة او من “الارهاب التكفيري والوهابي”.. رحم الله الامام محمد مهدي شمس الدين.

السابق
عسيري يكمل جولته: لمصلحة مَنْ تعريض لبنان؟
التالي
إقفال أبواب التفجير في عين الحلوة