«حزب الله» يواصل هجومه على العرب و«المستقبل»

أما وقد اختار “حزب الله” الإيغال في تغليب تبعيته الإيرانية على حساب الهوية العربية والمصالح اللبنانية، مسطّراً في البيان الذي أصدره أمس جملاً جديدة من الشتائم والسباب بحق العرب والسعودية، فلا بدّ من تذكيره – إن نفعت الذكرى – بأنّ ما ساقه في بيانه من اتهامات وافتراءات طالت “تيار المستقبل” لم يكن سوى وليد مبادرته بدايةً إلى إقحام أنفه وأنوف اللبنانيين معه في الشأن اليمني منذ اندلاع عاصفة الحزم العربية لإنقاذ الشرعية اليمنية من سطوة انقلاب ميليشيوي مسلّح قادته طهران بقفازات حوثية.

ففي الشكل جاء بيان الحزب أمس للرد على الردود الوطنية على “عاصفة الكراهية” التي أثارها في وجه الأمة العربية جمعاء خدمةً لمصالح إيرانية بحتة لا ناقة للبنانين فيها ولا جمل، لا بل هي تضرب مصالحهم الوطنية بعرض الحائط من خلال نوبة الشتائم والإهانات التي آثر أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله أن يطلقها في فضاء الأمة رداً على الإجماع العربي الذي برز إزاء التحدي اليمني.
أما في المضمون، فقد دان “حزب الله” نفسه بنفسه بعيداً عن شكليات الردّ والردّ المضاد التي يحاول الحزب إغراق اللبنانيين بها من خلال فحوى بيانه الذي يعيد فيه ما كان سباقاً في بدئه من هجوم على العرب تحت عنوان شجبه “العدوان” على اليمن، بينما “تيار المستقبل” كان السبّاق إلى محاولة إطفاء ألسنة السوء المتطاولة على العروبة دفاعاً عن هوية لبنان العربية وعن مصالح أبنائه في الوطن والمهجر إيماناً منه بأنّ الذود عن الهوية اللبنانية والدفاع عن العروبة وجهان للعملة الوطنية لا فصام لأحدهما عن الآخر.

“المستقبل” وبكل فخر وانتماء يقرّ بولائه للأمة العربية وللهوية العربية وللوحدة العربية التي أقرتها الشرعية الدولية بالأمس، لكنّ علامات الاستفهام والتعجب لا تنفك ترتسم في الأفق اللبناني ليسأل كل لبناني مخلص إلى من يعلن “حزب الله” ولاءه وانتماءه من خلال تصريحات وبيانات الشتم المتتالية التي يلعن فيها أبناء جلدته العربية؟

“المستقبل” وبكل فخر وانتماء يقرّ بولائه للأمة العربية وللهوية العربية وللوحدة العربية التي أقرتها الشرعية الدولية بالأمس، لكنّ علامات الاستفهام والتعجب لا تنفك ترتسم في الأفق اللبناني ليسأل كل لبناني مخلص إلى من يعلن “حزب الله” ولاءه وانتماءه من خلال تصريحات وبيانات الشتم المتتالية التي يلعن فيها أبناء جلدته العربية؟

“المستقبل” عمل وسيبقى يعمل بكل ما أوتي من نَفَس وطني وعروبي على إعلاء المصلحة اللبنانية على كل مصلحة خارجية، وما تصديه لعاصفة الكراهية الإيرانية ضد المملكة العربية السعودية وسائر الدول العربية سوى تصدّ لكل ما من شأنه سلخ الكيان اللبناني عن بيئته الحاضنة العربية ولكل ما قد يضرّ بمصالح وأرزاق اللبنانيين المحتَضَنين من قبل دول مجلس التعاون الخليجي. هؤلاء اللبنانيون أنفسهم الذين وضعهم “حزب الله” في مهب رياح “كراهيته” للعرب وبعضهم قد قُطعت أرزاقه بالفعل نتيجة سياسات الحزب العدائية الطاعنة في صدر الأمة.. من البحرين إلى الإمارات وصولاً حتى اليمن.
بالأمس غاص الحزب في شكل العبارات والإهانات المسيئة نفسها للبنان وعروبته متجّنباً مقارعة الحجّة بالحجّة ومتعامياً عن حقيقة أنه البادئ الأظلم في تهشيم انتمائه العربي لصالح ولائه الإيراني، ولسان حاله يقول إما يكون لبنان على شاكلتي عدواً للعرب أو لا يكون. لكنه واهم إذا اعتبر أنه بأسلوبه الإلغائي الإقصائي الترهيبي هذا سيتمكن من كمّ أفواه اللبنانيين بأغلبيتهم الساحقة المؤمنة بلبنان الكيان السيّد العربيّ المستقلّ عن شتى أنواع الامبراطوريات والديكتاتوريات..

وإذا كانت هذه هي تهمة “المستقبل” في عيون الحزب ومن لف لفّه فليعلم القاصي والداني أنه شرف يربأ بنفسه أن يدعيه يقيناً منه بأنه واجب ومسؤولية وطنية على كل لبناني عربي أن يتحمّلها في هذا الزمن الفيصل من تاريخ الأمة.

(المستقبل)

السابق
معركة قضائية بين «العزم» وميقاتي من جهة وتيار المستقبل من جهة
التالي
حزب الله ماضٍ في التصعيد أياً تكن النتيجة: «خلص المزح»