ريفي : عاصفة الحزم استفاقة عربية جاءت في مكانها الطبيعي

أكد وزير العدل أشرف ريفي، في مقابلة مع صحيفة الشرق القطرية نشر اليوم ان “عاصفة الحزم تشكل بداية العد العكسي لتراجع الارهاب في المنطقة وأن الاصيل صاحب الدور بدأ يلعب دوره الطبيعي”، مشددا على أنها “استفاقة عربية جاءت في مكانها الطبيعي ورغم انها جاءت متأخرة الا انها تضع حدا للغطرسة الايرانية والتدخل الإيراني السافر الذي يعتبر عدوانا على بعض الدول العربية”.

ولفت إلى أن “أنصار الله في اليمن واجهة للمشروع الإيراني مثلما حزب الله في لبنان واجهة للمشروع الإيراني”، مستنكرا في هذا الاطار “التصريحات المسيئة الى دول الخليج الصادرة عن قيادات لبنانية”، مؤكدا انها “تصريحات غير مسؤولة ولا تليق باللبنانيين ولا بعلاقات لبنان مع دول الخليج”.

وأعرب ريفي عن أمله في “نهاية قريبة للمأساة السورية تعيد السوريين الى وطنهم”، محذرا من “تفاقم مشكلة اللاجئين السوريين في لبنان والذي يفوق عددهم مليونين و300 الف سوري مايفوق ثلث سكان لبنان بكل ما يعنيه ذلك من ضغط على الاقتصاد والمجتمع ومختلف مناحي الحياة في لبنان”.

اللاجئون

وقال: “اللاجئون الذين وفدوا الى لبنان هم إخواننا ونحن معنيون بهم عربيا وإنسانيا وبكل الاتجاهات. في وقت أزمات لبنان، كانت سوريا تحتضننا، والفرق الوحيد فقط هو أن سوريا تستطيع أن تستوعب الشعب اللبناني لا سمح الله – في حال وقع حادث ما لأنها تتمتع بمساحة جغرافية كبيرة وكثافة سكانية كبيرة على عكس لبنان، لكننا على الرغم من ذلك نتحمل أخويا اللاجئين ونرحب بهم، ونأمل ليس لأن وجودهم أصبح عبئا – أن تنتهي الأحداث في سوريا بأسرع وقت ممكن”.

أضاف: “مع هذه الأزمة الكبرى، لعبت دولة قطر دورا كبيرا للغاية، سواء من خلال الحركة الدولية التي حدثت وهي المساهمات عبر المجتمع الدولي لتحمل أعباء النزوح السوري، أو من خلال المبادرات الثنائية أي بين قطر وكل دولة تحتضن نازحين، وبخاصة لبنان. العبء بكل أسف – يمثل 30 % من الشعب اللبناني، مليون و300 ألف مواطن سوري نزحوا إلى الأراضي اللبنانية. وكانت الحكومة السابقة أمام أزمة كبرى: هل عليها إقامة مخيمات لإيواء وتنظيم وجود النازحين أم تترك الأمر عشوائيا؟ وهي للأسف لم تتخذ قرارا”.

وتابع:”نحن حاولنا اليوم أن نتخذ قرارا فوجدنا أنفسنا أمام خيارين أحلاهما مر: إذا أقيمت مخيمات فهكذا خطوة لها سلبيات كبرى، وإذا تركوا ضمن النسيج الاجتماعي اللبناني فلهذا أيضا سلبيات أخرى، أي أننا كنا أمام خيار سيء وخيار أسوأ. ولأسباب تتعلق بالتركيبة اللبنانية لم نتفق على استراتيجية حول كيفية توزيعهم، لكننا حتما سنتحمل مسؤوليتنا تجاه إخواننا السوريين النازحين الذين أجبرتهم ظروف الحرب على إخلاء أراضيهم وترك بيوتهم. وأؤكد تمنياتنا بانتهاء الحرب لأنها مليئة بالدمار والضحايا، وعودة السوريين إلى بلادهم، وحينها يكون لبنان قد أدى دوره الأخوي والعربي”.

وقال: “نشكر كل الدول التي ساهمت بتحمل نفقات إقامة السوريين، وفي مقدمتهم دولة قطر التي لم تقتصر مساعدتها على تحمل جزء من نفقات نزوح السوريين فقط، بل ما قدمته أيضا للبنانيين بعد العدوان الإسرائيلي. في محطاتنا الكبرى، دائما كان لدولة قطر دور إيجابي”.

ولفت إلى أن “قبل حركة النزوح السوري، كان لدينا تواجد سوري عمالي، حيث كان يعيش في لبنان ما يقارب 400 ألف عامل سوري، كانوا جزءا من الحياة. وعندما زاد العدد لم تتغير الجريمة الجنائية على مستوى الإنسان العادي، بل على العكس فهي قد زادت بنفس نسبة قدوم السوريين، أي أن الملفات التي على عاتق القضاء اللبناني قد ارتفعت بنسبة تتراوح ما بين 30-35%، وعدد نزلاء السجون زاد بنفس النسبة. هذا مؤشر طبيعي لعدد إنساني كبير وفد من بلاده ممن لا يملك قوت أولاده أو كلفة التعليم أو من أصيب بأزمة نفسية نتيجة اضطراره لترك منزله”.

وأكد أنه “تم نقل ملفات قضائية ونزلاء في السجون اللبنانية بنفس النسبة تماما أساسا، هناك شكوى من أن القضاء اللبناني بطيء، والعدد الإضافي شكل ضغطا وأحدث مزيدا من البطء”.

وقال: “نتعامل مع الجريمة وِفق القانون اللبناني. التعاطي مع النظام السوري على مستوى وزارة العدل شبه معطل. عندنا اتفاقية لكن بحكم الظروف التي تمر بها سوريا اليوم فإن الاتفاقية لا تطبق بالكامل. لا شيء فوق المتوقع بالنسبة إلى الجرائم داخل معسكرات النازحين، فهي السرقة أو الطعن مثلا، فكما ذكرت إن الوجود السوري لم يكن غريبا عن طبيعة المجتمع اللبناني”.

وأكد أن “المؤتمر الذي حضرته بالدوحة، مؤتمر الأمم المتحدة الثالث عشر لمنع الجريمة والعدالة الجنائية يعنى بكل أنواع الجريمة: الجريمة الجنائية العادية أو المنظمة أو الإرهابية. ونتوجه بفائق الشكر لدولة قطر، أميرا وحكومة وشعبا، على هذا اللقاء الدولي للمتخصصين بعلم الإجرام والمتخصصين بالأمن والاستقرار، فهو يتيح لنا أن نعطي عصارة فكرنا ونبحث كيفية استدراك الجرائم بكل أنواعها والتخفيف من أعدادها حتى نؤمن مجتمعا أكثر أمنا واستقرارا”.

دول الخليج

أضاف: “نحن ندين أي تعرض لدول الخليج ونعتبر أننا جزء من هذا النسيج العربي. نحن أوفياء ونتذكر تماما اليد البيضاء التي مدت إلينا في كل أزماتنا، ولا يجوز بعد أن قلنا في عام 2006 “شكرا قطر” أن نسيء اليوم لعلاقاتنا مع البحرين او السعودية او لقطر او أية دولة خليجية. نحن ندين هذا المنطق إدانة كبرى، ونحاول باذلين جهودا حثيثة في سبيل التقليل من التأثيرات السلبية لهذه الأمور. ونعتبر أن هذه التصريحات غير مسؤولة ولا تليق باللبنانيين ولا بعلاقاتنا مع دول الخليج”.

الوساطة القطرية

وعن الوساطة القطرية المتعلقة بقضية الجنود الأسرى لدى النصرة ومن سيقوم بدور الوسيط للجنود المختطفين لدى داعش، قال:”أعتقد أنها لم تتأثر، لدينا اليوم قرار مركزي ألا نكثر الكلام عن موضوع العسكريين حتى لا نسيء لقضيتهم، لكن بإمكاني أن أطمئن جميع اللبنانيين من أن قطر لن تتأثر بأي كلام غير مسؤول أو كلام جاء في غير محله وأتوقع أن الجهود القطرية ما زالت مستمرة وبشكل إيجابي”.

الخطة الأمنية

وعن جدية الحكومة في تطبيق الخطة الأمنية في مناطق دون أخرى، قال:”فور تشكيل حكومتنا، بلورنا تصورا نظريا لفرض خطة أمنية في طرابلس أولا وفي البقاع الشمالي، ومن المؤسف حقيقة أن كل لبناني يعرف تماما أنه لا توجد مساواة، والظروف ليست متساوية اليوم، تجري الخطة الأمنية بمسار طبيعي جدا في بعض المناطق، بينما في المناطق الأخرى التي يسيطر عليها “حزب الله” فلا، لدينا ملاحظات كبرى حول الخطة الأمنية، وهذا يترك استياء عند اللبنانيين أن يشعروا بصيف وشتاء تحت سقف واحد”.

الاستحقاق الرئاسي

وعن تلاشي قدرة اللبنانيين على انتخاب رئيس بعد عاصفة الحزم، قال: “لا شك في أن عاصفة الحزم حدث إقليمي كبير وإنني أعتبره استفاقة عربية رغم تأخرها إلا أنها جاءت في مكانها الطبيعي، وهي قد تكون بداية لوضع حد للغطرسة الإيرانية، وبداية لوضع حل للتخفيف من ظاهرة الإرهاب لأن إحدى مبررات ترتيبات التنظيمات الإرهابية غياب من يقف بوجه المشروع الإيراني، أما اليوم فقد أصبح هناك قرار خليجي وقرار عربي مركزي بالتصدي لهذه الغطرسة الإيرانية، والتمدد والتدخل الإيراني السافر الذي يعتبر عدوانا على بعض الدول العربية”.

وعما إذا كان كلامه يغضب حزب الله، قال: “نعم، ما يحدث عدوان ايراني وتدخل إيران بالساحات العربية هو عدوان آن الأوان أن يتوقف. وللأسف، أنصار الله في اليمن واجهة للمشروع الإيراني مثلما حزب الله في لبنان واجهة للمشروع الإيراني وقد يكون هذا اليوم حقا بداية للحد من ما نسميه بالإرهاب أوالعمليات الإرهابية”.

(الوطنية)

السابق
دوري الأبطال: التعادل السلبي يبرم حكمه في مدريد
التالي
هل لا يزال حياد لبنان أمراً قابلاً للتحقيق؟