حسينية صور: مركز ثقافي بعد 106 أعوام

شرف الدين داخل المكتبة (حسين سعد)

تحلّ الذكرى السادسة بعد المئة، وتصبح الحسينية، الذي حمل اسمها أحد أحياء حارة صور القديمة مركزاً ثقافياً يحمل اسم «مركز الإمام عبد الحسين شرف الدين الثقافي»، الذي يضم واحدة من أكبر المكتبات العامة في لبنان.
في العام 1909 لم «ينجح» الإمام شرف الدين في شحذ همم وجهاء المدينة في بناء ملتقى في مدينتهم، يكون مركزاً للمناسبات الدينية والاجتماعية (كنادٍ حسيني) فدفعت النخوة المرحوم الحاج سليمان الرز إلى إعلان «وقف» منزله في حارة صور القديمة. لكن شرف الدين لم يرضَ بذلك شعوراً منه بضعف إمكانيات الرز المادية، فدفع له حينذاك مئتي ليرة ذهبية، بدل ثمن المنزل، وحوّله إلى حسينية ومركز لمراجعات الناس وحلّ مشاكلهم. بعد تشييد المسجد على بعد عشرات الأمتار من الحسينية، والمعروف حالياً بـ «مسجد الإمام شرف الدين»، في العام 1929، والذي يعتبر واحداً من العمارات الفنية في صور، وأعيد ترميمه قبل سنوات، تم الاستغناء عن الحسينية – المنزل، الذي تناوب على سكنه عدد من أبناء الحي الفقراء، إلى أن دمّره الطيران الإسرائيلي خلال اجتياح العام 1982 على رؤوس قاطنيه من آل حاجو، حيث قضى رب العائلة جميل حاجو وعدد من أبنائه.
قبل سنة، بدأ مشروع تحويل الحسينية ـ المنزل إلى مركز ثقافي، حيث وضعت قبل أيام اللمسات الأخيرة على انتهاء بناء المركز بالحجر الرملي الذي كان سائداً في تلك الفترة، مطعّماً مع بعض الحداثة المعمارية.
في داخل المركز ينهمك حسين شرف الدين، حفيد الإمام، في تدوين عناوين الكتب والإشراف على ترتيب وتصنيف آلاف الكتب والدوريات التي جرى نقلها تباعاً من منزله الى المركز. وتضمّ المكتبة التي خُصّصت لها الطبقة الأولى من المركز نحو عشرين ألف كتاب تتوزّع بين العناوين السياسية والدينية والاقتصادية والاجتماعية، ومساحة خاصة للكتب عن فلسطين، وعدد من المخطوطات أبرزها مخطوطة للشيخ محمد مهدي مغنية، تعود إلى مطلع العام 1900 تحتوي على تاريخ العائلة وأحداث ومحطات في جبل عامل.

(السفير)

السابق
حوار عين التينة : حضر الأمن والنازحون وغاب اليمن
التالي
فيمَ فكَّر أوباما يوم اندفع نحو إيران؟