الذكرى الـ40 للحرب: لبنان ليس بمنأى عن «حروب الآخرين»

أشارت “اللواء” إلى مرور 40 عاماً على اندلاع الحرب اللبنانية، التي عرفت بحرب السنتين 1975 – 1977، مع ارتفاع الأصوات والجهود لمنع عودة الحرب والتوتر والاشتباكات إلى البلد الذي يُشكّل واحة استقرار في عالم عربي مضطرب، من سورياً إلى اليمن، وفي ظل استقطابات وتحالفات وجبهات عسكرية وتسليح يتوسع بالاسلحة الفتاكة والصواريخ البعيدة المدى، في محاولة لإعادة رسم حدود هذه المنطقة وخرائطها بقوة الحديد والنار.

ولفتت “الجمهورية” إلى أن الدعوات في الذكرى الـ 40 على اندلاع الحرب في 13 نيسان 1975 التي استذكرَها اللبنانيون أمس ركّزَت على ضرورة الاتّعاظ مِن عبَرِها الأليمة لعدمِ تكرارها، وبالتالي طيّ صفحة العنف، والعمل من أجل ترسيخ الاستقرار وتحقيق السلام.

ورأت “النهار” أنه اذا كانت الدعوات الى الاتعاظ من تجارب الحروب والفتن طبعت امس احياء الذكرى الـ40 لـ13 نيسان 1975، تاريخ نشوب حرب الأعوام الـ15 في لبنان، فان ايحاءات الذكرى لا يبدو انها غائبة عن الواقع الحالي، إذ لم يعد لبنان بمنأى عن تداعيات توريطه تكرارا في “حروب الآخرين” وهذه المرة ليس على أرض لبنان فحسب، وانما على ساحات عربية عدة أخرى. ذلك ان هذه الايحاءات لم تعد تتصل بالوقائع المباشرة لمسلسل “التوريطات” والتي يشكل إقحام لبنان في الازمة اليمنية آخر حلقاتها من خلال الحملات المنهجية التصاعدية التي يشنها “حزب الله” على المملكة العربية السعودية مستثيرا مخاوف وتداعيات وردود فعل متنوعة.

وكما في كل عام، اجتمعت كل ألوان الطيف اللبناني بحسب “المستقبل” بدعوة من “فرح العطاء” لإحياء الذكرى الأربعين لاندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، في 13 نيسان 1975. وكان مهرجان عند درج المتحف الوطني في بيروت، ليؤكد اللبنانيون من جديد رفضهم الحرب والاقتتال، وضرورة الحوار المفتوح للخروج من الأزمات إلى رحاب وطن السلام الواحد لكل أبنائه.

كتب غسان شربل في “الحياة”: دواء لبناني للإقليم

لا مبالغة في القول اننا نعيش اياما اخطر من تلك التي عشنا عشية انطلاق الرصاصات الاولى في لبنان. وان صمامات الامان الدولية ضعيفة جدا وان صمامات الامان القليمية مفقودة. وان التجاذبات الخارجية التي كان لبنان مسرحا لها في 1375 هي اقل ضراوة وبكثير من التجاذبات الحالية التي استدرجت الى معاركها من كانوا قادرين سابقا على لعب دور الاطفائي. مثال بسيط وتحديدا عن سوريا. شكا اللبنانيون كويلا من سوريا القوية. اي سوريا المستقرة في ظل نظام صارم يعتبر الامساك بأوراق داخل حدود جيرانه، وخصوصا في لبنان، جزءا من امنه وقدرته على التفاوض مع كبار اللاعبين.. تعاملت سوريا مع المريض اللبناني بعد 13 نيسان 1975 بوصفها دولة متماسكة ومحصنة ضد وباء الطائفية اللبناني. عالجت المريض اللبناني على طريقتها. وها هي الحرب المدمرة في سوريا تظهر ان تلك الدولة التي فرضت الاستقرار في لبنان، ولو بأثمان مرتفعة خسرت قدرتها على فرض الاستقرار داخل اراضيها وتمزقت خريطتها.. كانت حرب لبنان رسالة تشير الى الهاوية التي تنتظر الاقليم. اخطأ كثيرا من ابتهج برؤية المريض اللبناني يسعل دما.

السابق
الحريري: لن نسمح بأن تعود الحرب الأهلية
التالي
الجولة العاشرة للحوار اليوم