الجولة العاشرة للحوار اليوم

الحوار

في ظل هذا المناخ المشدود، تعقد مساء اليوم في عين التينة الجولة العاشرة من الحوار بين تيار “المستقبل” و”حزب الله” والتي يعتقد بحسب “النهار” انها ستشكل الاختبار الاصعب لهذا الحوار منذ انطلاقه وإن تكن جولات سابقة له تجاوزت تعقيدات لم تؤثر على استمراره.

وفي موازاة اشتداد التأزّم السياسي على خط طهران ـ الرياض، تواصَلت مساعي التهدئة في لبنان وفق “الجمهورية” عشيّة الجلسة العاشرة للحوار اليوم بين تيار “المستقبل” و”حزب الله”. وعلمت “اللواء” أن أجواء الجلسة تميل إلى خفض التوتر وتهدئة الخطاب السياسي.

وبدا لـ”النهار” واضحا ان راعي هذا الحوار ومستضيفه رئيس مجلس النواب نبيه بري بذل في الفترة الاخيرة جهوداً حثيثة لاقناع الفريقين باعتماد التهدئة الاعلامية ووقف السجالات العلنية حماية للحوار. لكن اوساطا قريبة من “المستقبل” لفتت الى ان تصريحات قادة الحزب ومسؤوليه ونوابه تشكل الجواب القاطع السلبي عن هذه الجهود ومن شأنها ان تضع الحزب وحده في زاوية المساءلة عن السقف والهدف اللذين يستدرج اليهما لبنان من خلال هجماته التصعيدية على المملكة العربية السعودية.

وقالت مصادر سياسية مواكبة للتحضيرات الجارية لاستئناف الحوار لـ”الحياة” ان بري عازم على اعادة الاعتبار لتنظيم الاختلاف بين المستقبل وحزب الله بعد ان انضم الى بنوده الوضع في اليمن. ولفتت الى ان بري يبدي حرصه الشديد على استمرار الجهود الرامية الى تنفيس الاحتقان المذهبي والطائفي الذي يتصدر جدول اعمال الحوار، اضافة الى الملف المتعلق بشغور رئاسة الجمهورية بسبب تعثر انتخار رئيس جديد .

وقالت مصادر مطّلعة على الاتّصالات لـ”الجمهورية” إنّ “المستقبل” ماضٍ في الحوار على رغم التشكيك الذي رافقَ تصاعدَ حدّة الخطاب أخيراً، خصوصاً أنّ ما يجري في اليمن كالذي يجري في سوريا هو مِن الملفات الخِلافية الكبرى بين “المستقبل” و”حزب الله”، ويستحيل التلاقي اليوم على أيّ منها، ولكنّ الأمور الداخلية اللبنانية تبقى هي الأهمّ.

ويذهب موفدو “حزب الله” إلى جلسة اليوم بحسب “الأخبار” بـ”شكل عادي، من دون أي التزام مسبق بجدول أعمال”. مصادر الرئيس بري، بدورها، أكّدت أن “جلسة اليوم ستكون عادية، وتناول موضوع الأحداث في اليمن وتأثيرها على الخطابات السياسية الداخلية سيمر بشكل عابر”. وشدّدت على أنه “لا يمكن هذا الموضوع أن يكون بنداً أساسياً، لأننا هذا أمر لا نتحكّم به. ونحن في الحوار لسنا في وارد العمل على تغيير مواقف أي من الطرفين، فلا حزب الله سيتوقّف عن دعمه للحوثيين، ولا الحريري والمستقبل سيتراجعان عن تأييدهما للخيار العسكري السعودي”. واعتبرت “أننا نبالغ إذا قرّرنا تحميل أنفسنا نقاش هذا الموضوع، لأننا لسنا مؤهلين”. ولفتت إلى أن “الطرفين غير ملتزمين جدول أعمال محدّد، ونحن عادة نناقش كل ما بين أيدينا من معطيات جديدة، وعلى الأرجح سنتحدّث عن الإنجاز الأمني الذي حصل في طرابلس أخيراً، والمتمثل بقتل الإرهابي أسامة منصور واعتقال الشيخ خالد حبلص. وبالإمكان أيضاً التطرّق إلى ملف الفراغ الرئاسي”.

غير أن مصادر مستقبلية رأت عبر “الأخبار” أن جلسة اليوم “لن تكون سهلة. وسيكون النقاش كما لو أن الفريقين قد بدآ لتوّهما بالحوار، أي من النقطة الصفر، إن لم نقل أنه سيكون حاداً”. وأوضحت أن “حدث اليمن وما تلاه من مستجدّات وتوترات على الساحة الداخلية، سيفرض نفسه بنداً أساسياً على جدول أعمال هذه الجلسة، خصوصاً أن التراشق الإعلامي بين الطرفين تخطّى في الأيام الأخيرة السقف المعقول”. ورأت أن “الدخول في هذا النقاش أمر طبيعي. فقد تعوّدنا أن تفرض الأحداث الداخلية والخارجية الأمنية والسياسية نفسها، كما حصل في جلسات سابقة”.

كتب اميل خوري في “النهار”: جهود بري تحول دون انهيار الحوار

لو لم يكن الرئيس نبيه بري من يقدّم مصلحة لبنان على كل مصلحة لما استمر الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” في ظل القصف الكلامي العنيف المتبادل. وإذا كان ربط النزاع قد سهّل تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام فان الحوار لم يتوصل إلى “ربط الألسن” وهو بند من بنود جدول أعماله. وإذا كان فلتانها لم يؤثر على سير الحوار فلأن كلا الحزبين يحرص على تجنب حصول فتنة ليس أسهل من إشعالها في لبنان بعدما اشتعلت في عدد من دول المنطقة، عدا أن ما يمنع اشتعال فتنة هو قرار دولي يحمي لبنان منها، وبات ابقاء لبنان حياً له الأولوية على أي أمر آخر. أما الحوار بين “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” فهدفه التوصل في نهاية المطاف الى اتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية بعد الاتفاق على شكل الجمهورية، واذا كان قد حصل تقدم في رسم شكل الجمهورية، فإن أي تقدم لم يحصل بعد حول مواصفات رئيسها لأن العماد ميشال عون لم يقرر اتخاذ موقف نهائي في هذا الشأن بمعزل عن “حزب الله” وعدم انتظار توقيع الاتفاق النووي الايراني ليصبح انتخاب الرئيس من صنع لبنان وليس من صنع أي خارج. وعندما تصبح الجمهورية التي صار الاتفاق عليها بين الحزبين من دون الاتفاق على رئيس لها، فهذا يصبح كاتفاق أهل البيت على لون الاثاث والجدران ويظل الخلاف على شكل سقفه ليبقى البيت غير صالح للسكن، أو كذاك الذي حاول معالجة المرض فقتل المريض…

السابق
الذكرى الـ40 للحرب: لبنان ليس بمنأى عن «حروب الآخرين»
التالي
الحريري: الحوار مستمر أياً تكن الأجواء