التقاطع الايراني-الاميركي يسمح لـ«داعش» يتطويق الانبار من ثلاث جهات

رغم التصريحات العديدة التي اطلقتها الحكومتان المركزية والمحلية في محافظة الانبار في شأن الاستعداد لمحاربة تنظيم “الدولة الاسلامية” الا ان الاخبار الواردة عن ارض الواقع هناك غير مشجعة، لان “داعش” يطوق المدينة من ثلاث جهات، الشمال والغرب والجنوب.

ولا تسيطر القوات الحكومية الا على الجهة الشرقية فقط، عند منطقة السجارية التي تربط قيادة عمليات الانبار، المتمركزة وسط المدينة بطريق الامداد عبر بحيرة الحبانية وصلا الى بغداد. واستنادا الى مصادر من محافظة الانبار، فان لعبة التقاطع الايراني – الاميركي، حضرت مرة اخرى في الانبار بعد بعد مدينة تكريت. اذ تؤكد المصادر لـ”النهار” ان “مشاركة بعض المليشيا الشيعية المنضوية تحت قوات الحشد الشعبي في معارك الانبار التي بدأت منذ اربعة ايام، اثارت حفيظة الولايات المتحدة، الامر الذي دعا الاخيرة الى تعليق قصفها الجوي لجماعات “داعش”، ما سهل على التنظيم الارهابي توغله في مناطق الانبار وتطويقها من ثلاث جهات، بعد ان استدعى نحو 1500 مقاتل من عناصره في سوريا بحسب بعض الجهات الحكومية”.

وتؤكد المصادر، ان “الموقف العسكري الحرج الذي تمر به المحافظة، و”الامتعاض” الاميركي دفع بالكثير من اعضاء الانبار ووجهائها الى الابتعاد عن دعم تواجد جماعات الحشد الشيعية في الانبار بعد ان كانوا يرغبون بمشاركة تلك الجماعات في معركة طرد “داعش” من الانبار. وقد طالب رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، بان تكون مسألة المساعدات الاميركية للانبار في حربها ضد داعش على رأس اولويات زيارته المقررة الى واشنطن غدا (الاثنين)”.
حراجة الموقف العسكري في الانبار، دفع القيادة العسكرية الى اقالة قائد العمليات قاسم المحمدي بعد اصابته في المعارك الاخيرة، وتعين اللواء الركن محمد خلف خلفا له، وكان عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، عبد العزيز حسن، كشف في وقت سابق عن عزم الحكومة تغيير القيادات الأمنية في الأنبار وباقي المحافظات التي تحصل فيها مواجهات مع “داعش”، نتيجة التراجع في الاداء داخل القوات العسكرية، ويؤكد عبد العزيز حسن حاجة المحافظة الى “مساندة التحالف الدولي لعمل القوات الأمنية في الأنبار وإسراع الحكومة بتسليح عشائرها لتمكينها من مواجهة ذلك التنظيم”.

التقدم اللافت لـ”داعش” في الانبار، خصوصاً بعد سيطرته على منطقة البو فراج وتفجيرها للجسر الاستراتيجي الذي يربطها بمركز مدينة الرمادي، اضافة الى قتل “داعش” لأكثر من مئة عنصر من جيش وشرطة المحافظة وابناء العشائر بعد وقوعهم في اسر التنظيم، تسبب بهلع كبير لأبناء الانبار ودفع كثير منهم الى النزوح الى مناطق اخرى بعيدا عن جحيم المعارك.

واتهمت عشيرة البو فراج اليوم الأحد، تنظيم “داعش” بارتكاب مجازر بشعة ضد المدنيين والقوات الأمنية في مناطقها، محذرة من سعي التنظيم إلى قطع الإمدادات عن القوات الأمنية في مدينة الرمادي.

على اي حال، تبدو الامور في الانبار “ملتبسة” في نظر كثير من المراقبين، لجهة التراجع العسكري في القوات الحكومية بعد تقدمها الملحوظ في تكريت، مع ان اخبار اليوم، تشير الى سيطرة “داعش” على نصف قضاء بيجي في صلاح الدين. ومع قلة التجهيز ونقص المعدات الذي تشكو منه القوات الامنية في خطوط التماس مع “داعش”، يرى كثيرون ان ضعف القيادة وسوء التخطيط سببان مهمان للتراجع العسكري الاخير امام “داعش”.

(النهار)

السابق
حريق في حي السلم ونقل طفلتين الى المستشفى بعد تنشقهما الدخان
التالي
عصام بريدي عاشَ موتاً أسرع من حياته