شهادة ناصر أمام المحكمة تُحرج نصر الله

المحكمة الدولية الخاصة بلبنان

توقفت الأوساط السياسية وفق “اللواء” امام شهادة المستشار السابق للرئيس الشهيد رفيق الحريري الزميل مصطفى ناصر امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي استأنفت جلساتها أمس، والتي كشف فيها عن كلام لم يجر التداول به، ولم يعلنه ولا مرّة حول ما دار في الجلسة الأخيرة بينه وبين الرئيس الشهيد، إذ نقل ناصر عن لسان نصر الله قوله للرئيس الحريري: “انت فاسد وحكومتك فاسدة، ونحن بعدنا عنها بسبب هذا الفساد، وانك اميركي قادم لتنفيذ القرار الأميركي – الفرنسي على المقاومة”:

–          أضاف أن الرئيس الحريري أجابه: “طيب لنتفق ونتحاور في كل بند من البنود”.

–          قال إن الرئيس الحريري علق على البند الخاص بالقرار 1559 ونزع سلاح المقاومة بالقول: “أوافق وأشرعن كرفيق الحريري وكرئيس وزراء لاحق إذا فزت في الانتخابات النيابية، أن يبقى سلاح المقاومة سلاحاً شرعياً في نظر حكومتي وبنظري حتى آخر ثانية قبل توقيع اتفاق السلام مع اسرائيل، وإذا كلفت بدم المقاومة من قبل أحد، القرار 1559، فأنا أقطع أصابعي العشرة ولا أوقع على دم المقاومة”.

كتب فارس خشان في “المستقبل”: مصطفى ناصر يشهد لمصلحة “داتا” الاتصالات

مصطفى ناصر، المستشار المنتهية أعماله لدى الرئيس سعد الحريري قبل أربع سنوات، مثل أمس شاهدا، بطلب من الإدعاء العام لدى غرفة الدرجة الأولى في المحكمة الخاصة بلبنان. كثيرون تساءلوا عن سبب استدعاء الادعاء العام مصطفى ناصر الى الشهادة، على اعتبار أن الصفات التي أظهرها، قبل سنوات، تجعله أقرب إلى شاهد نفي لمصلحة الدفاع، أكثر منه شاهد إثبات لمصلحة قرار الإتهام، وهم انطلقوا من ذلك، بسبب معرفتهم بسر طلب الرئيس سعد الحريري، قبل أربع سنوات، من اللواء الشهيد وسام الحسن إبلاغ ناصر بانتهاء مهامه.. إذا كان هدف ناصر من الإدلاء بإفادته هو التأكيد على أن الحوار بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في الأشهر السابقة لاغتياله كان إيجابي النتائج ويعتقد بأنه يصب لمصلحة الحزب والنظام السوري، فإن هدف الادعاء العام هو التثبيت للمحكمة عناوين الخلاف التي كانت قائمة بين الحريري من جهة وبين «حزب الله« من جهة أخرى، وهي كالآتي: أولا، كان «حزب الله» يتوجس من أن الرئيس رفيق الحريري يأتي لحوار نصرالله في تحالف إنتخابي، وفي جيبه القرار 1559، كرجل الأميركيين والفرنسيين في لبنان، وقد قال له نصرالله مباشرة:»انت فاسد وحكومتك فاسدة وابتعدنا عنها بسبب هذا الفساد، وانك اميركي قادم لتنفيذ القرار الاميركي- الفرنسي على المقاومة«. ثانيا، إن «حزب الله» وافق على الحوار بين الحريري ونصرالله على قاعدة تفسير الحريري لموقفه من الجزء المتعلق بسلاح الحزب في القرار 1559، حيث قال إن هذا السلاح سيبقى الى ما بعد توقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، ويصبح سلاح الحكومة اللبنانية، ولكنه لم يصل الى أي تفاهم انتخابي معه.. سادسا، كما فعل علي عمار الذي يأخذ مساحة اهتمام دائمة في استجواب الادعاء العام، ضد الرئيس رفيق الحريري، في فترة التواصل مع «حزب الله» كذلك فعل من هم محسوبون على «حزب الله» في فترة الحوار بين الحريري ونصرالله، إذ اتهموا الحريري، وهو يقول لنصرالله ما يقوله عن سلاح المقاومة، بأنه مشروع مشبوه وبأنه «بركيل قريطم». هذا على المستوى السياسي في إفادة ناصر، بحيث يتم ربط «حزب الله» مباشرة ببشار الأسد، أمّا على مستوى تعزيز أدلة «داتا» الاتصالات التي تساق ضد المتهمين، فإن كاميرون إستفاد من تنقلات مصطفى ناصر بين الضاحية وقريطم، من أجل إعطاء مصداقية لهذه الداتا في تحديد أماكن تواجد الأشخاص، وبالفعل فإن ما كانت تنطق به الداتا كان يؤكده ناصر..

كتبت آمال خليل في “الاخباز”: ناصر عن الحريري: أقطع أصابعي ولا أوقع على دم المقاومة

حان وقت الاستماع إلى حقيقة العلاقة بين الرئيس رفيق الحريري وحزب الله من المصدر الشافي. مستشار الحريري، مصطفى ناصر، بدأ أمس الإدلاء بإفادته أمام المحكمة الدولية في لاهاي. حافظ أسراره والوسيط بينه وبين السيد محمد حسين فضل الله بداية، ثم بينه وبين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله منذ عام 1992، شرع في عرض مسار التواصل وحبل الودّ اللذين لم ينقطعا يوماً بين الشهيد والحزب الذي اتهمه المجتمع الدولي باغتياله. ما نطق به ناصر حتى الآن لن يرضي كثيرين، لا سيما أولئك الذين أقصوه من فريق الرئيس سعد الحريري حتى أسقطوا دوره الراسخ في قصر قريطم. معظم اللقاءات في الضاحية الجنوبية، «كان أغلبها يعقد في مبنى الأمانة العامة للحزب.. وبحسب ناصر، كان الحضور يقتصر على الأربعة، الحريري ونصرالله وناصر والخليل. فمن أين استقى الشهود المقرّبون، من غازي يوسف إلى الرئيس فؤاد السنيورة، السيناريوات السوداء التي نسجوها على منبر لاهاي ذاته للعلاقة بين الحريري والحزب؟ ناصر لفت إلى أن الفترة بين أيلول 2004 حتى قبيل اغتيال الحريري، عقد من 10 الى 20 لقاءً بين الحريري والخليل في قصر قريطم. آخر اللقاءات تم قبيل الاغتيال بأيام، جوهره تكليف الحريري للخليل بترتيب زيارة كان يودّ القيام بها إلى دمشق. «سافر الخليل ثم اغتيل الحريري يوم الاثنين». لكن علاقة الحريري لم تكن ودّية مع كل من في الحزب. أشار ناصر إلى خلاف كبير بينه وبين النائب علي عمار، بسبب مشروع شركة إليسار. « «إليسار» لم تكن ذروة النفور. القرار 1559 دفع بنصرالله إلى القول للحريري: «أنت أميركي وفاسد وحكوماتك فاسدة.وجئت لتنفيذ القرار الأميركي الفرنسي بحق حزب الله». الحريري حاول إزالة مخاوف السيد تجاه القرار، كرمى للانتخابات النيابية المقبلة. تعهّد بأنه إذا فاز في الانتخابات وعاد رئيساً للحكومة «أشرعن سلاح المقاومة حتى آخر ثانية قبل توقيع السلام مع إسرائيل. وإذا أرادوا مني التوقيع على دم المقاومة، أقطع أصابعي قبل التوقيع».

 

السابق
المفاوضات حول العسكريين: جمود مع «داعش» وايجابية مع «النصرة»
التالي
جلسة مجلس الوزراء مخصصة للموازنة