حزب الله وضع «حواره مع المستقبل» في الثلاجة

حسن نصرالله وسعد الحريري
يبدو ان حزب الله ومرشده السيد خامنئي قد ضاقا ذرعا بالسعودية وبحليفها اللبناني تيار المستقبل، فبعد أن هاجم المرشد الايراني السعودية على خلفية تدخلها في اليمن، سرّب حزب الله في عدد من الصحف اليوم ما يشي برغبته في تأجيل الحوار مع تيار المستقبل، خصوصا جريدته "الأخبار".

نشرت صحيفة «الأخبار» المقرّبة من حزب الله اليوم “أن تيار المستقبل يعمل لتأجيل الجلسة المقبلة لحواره مع حزب الله مدة أسبوع على الأقل، على أن يكون مخرج التأجيل التذرع بوجود مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، نادر الحريري، خارج البلاد”.

سمير الجسر
سمير الجسر

كذلك سرب حزب الله هذا الجو في عدد من الصحف القريبة منه والقريبة من قوى 14 آذار .

وإذ ألقت “الأخبار” مسؤولية احتمال تأجيل الحوار على تيّار المستقبل فانها تابعت بقولها:”وقد برّرت مصادر بارزة في تيار المستقبل هذا المسعى بقولها إن «التوتّر المتصاعد والبيانات المتبادلة لا تسمح بعقد جلسة حوارية، ولقاءنا في ظل هذه الأجواء غير منطقي، ولا أحد يضمن ضبط إيقاع الجلسة وعدم تفلت المداخلات عن الإطار المقبول».

غير أن موقع “جنوبية” كان قد أجرى حوارا أمس مع النائب في تيار المستقبل سمير الجسر أكّد فيه استمرار الحوار وعدم انقطاعه رغم التراشق الاعلامي الذي حصل مؤخرا بين قيادتي الحزب والتيار حول الأزمة اليمنية والتدخّل السعودي العسكري فيها، فقال لموقعنا: “ان الرئيس الحريري ردّ على كلام نصرالله، وكلاهما أصدر مواقف سياسية، وهذا ليس له علاقة بالحوار، فلكل طرف حريّة أن يأخذ الموقف الذي يتناسب مع قناعاته”.

ويستنتج المراقبون مما نشرته “الأخبار” اليوم، ان حزب الله أراد توجيه رسالة الى تيار المستقبل يظهر فيها انه لم يعد مهتما بالحوار، وانه راغب بتأجيله، وذلك دون أن يكون الحزب هو المسؤول أمام الرأي العام اللبناني عن هذا التأجيل الذي قد يؤدي لاحقا الى انقطاع الحوار نهائيا بين الطرفين.

هذا وقد برز في اليومين الماضيين عاملان مهمان يدعمان المنطق القائل ان حزب الله يرغب في تأجيل الحوار حاليا على الأقل، العامل الأوّل هو ردّ سعد الحريري القاسي على مقابلة السيد حسن نصرالله على تلفزيون لبنان التي هاجم فيها السعودية، فهاجم الحريري التلفزيون الرسمي لانه نقل المقابلة عن المحطة السورية ناعتا نصرالله انه أحد “الأبواق المسمومة”، فبرأي المراقبين أن حزب الله لا يستطيع أن يتابع الحوار مع تيار المستقبل بعد أن تعرّض الحريري لشخص نصرالله وحاول أن ينال من موقع القداسة التي يحتلها في صفوف مناصريه.

أما العامل الثاني فهو االهجوم العنيف ضدّ السعودية الذي صدر عن مرشد ايران وحزب الله السيّد علي خامنئي وقال فيه أن «السعودية ستتلقى الضربة في اليمن ويمرّغ أنفها بالتراب»، فلا يمكن لحزب الله أن يتابع جلسات الحوار في ظل غضب المرشد الأعلى من السعودية وحلفائها، وهو ينذر بأن الأمور ذاهبة في المنطقة عموما نحو التصعيد، مع الاشارة الى ان تيار المستقبل كما هو معروف حليف تاريخي للمملكة منذ عهد الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

وبالنهاية يبدو أن حزب الله انحناء منه للعاصفة اليمنيّة، يرغب حاليا في وضع حواره مع تيار المستقبل في الثلاجة، أما عمليّة إخراج انسحابه من الحوار، فهو ما يبحث عنه حاليا كي لا يظهر أنه هو المنسحب والمعطّل لهذا الحوار.

وفي هذا السياق أصدر المكتب الاعلامي لرئيس مجلس النواب نبيه بري ما يلي: “طالعتنا اخبار في صحف اليوم تشكك باستمرار انعقاد جلسات الحوار او تأجيلها، يؤكد الرئيس بري ان الحوار قائم ودائم لتحقيق كل ما هو في مصلحة لبنان وباصرار من الطرفين والجلسة المقبلة كانت وهي باقية بعد العطلة مباشرة اي في 14 نيسان”.

السابق
قبل التعازي: العلامة الكبير المجاهد الدكتور السيد محمد بحر العلوم (قدس)
التالي
عبد الله بري: ديمقراطية في حركة أمل والتوريث السياسي ممنوع