الأزمة تضرب المنطقة: خامنئي يشن هجوماً غير مسبوق على السعودية وعلى «النووي»

تسارعت وتيرة الحراك الإقليمي وفق “الجمهورية” في المنطقة لإطفاء لهيب الحرب المشتعلة في العراق وسوريا واليمن، والذي تمظهَر بزيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني المفاجئة للرياض أمس، تصاعَد التأزّم مجدّداً على خط طهران ـ الرياض التي منعَت طائرةً إيرانية من الهبوط في مطار جدّة، كان ركّابها يعتزمون أداءَ مناسِك العمرة في مكّة المكرّمة. وقد تمظهَر التأزّم في العلاقة الإيرانية ـ السعودية أمس في استدعاء إيران القائمَ بالأعمال السعودي في طهران بعد إعلان المتحدّث باسم تحالف “عاصفة الحزم” العميد أحمد عسيري أنّ إيران تُدرّب مقاتلين حوثيّين.

وفي موقف رأت “النهار” أنه الاكثر حدة من أعلى المستويات في ايران حيال المملكة العربية السعودية منذ بدء تحالف “عاصفة الحزم” غاراته الجوية على مواقع الحوثيين في اليمن قبل 15 يوماً، طالب مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي بنبرة شديدة اللهجة وغير مسبوقة في مجال العلاقات مع الرياض، بوقف ما سماه “الابادة الجماعية” في اليمن. وبقدر ما يزيد الموقف الايراني الاحتقان الاقليمي بفعل الصراعات الدائرة في اليمن والعراق وسوريا، لم يسلم الاتفاق الاطار النووي الذي توصلت اليه طهران ومجموعة 5 + 1 في مدينة لوزان السويسرية الاسبوع الماضي، من انتقاد المرشد الذي رأى ان ليس هناك ما يضمن التوصل الى اتفاق نهائي مع القوى الكبرى على البرنامج النووي لبلاده، ليحد من اجواء التفاؤل التي سادت بعد التوصل الى الاتفاق الاطار:

–          قال: “عدوان السعودية على اليمن وشعبه خطأ. وأرسى سابقة سيئة وهذه جريمة وإبادة جماعية يمكن أن تنظر فيها المحاكم الدولية”.

–          اعتبر إن السعودية لن تخرج منتصرة من الحرب في اليمن.

–          شن حملة شديدة على الغارات الجوية التي يشنها التحالف وطالب بوقف هذه “الاعمال الاجرامية”.

–          اضاف في اشارة الى الدور السعودي في هذه الغارات ان “هذا العمل في المنطقة غير مقبول”.

–          خلص الى إن الرياض “ستتلقى ضربة في ما يحدث باليمن”، وأن أميركا التي تدعم السعودية “ستتلقى هي ايضا ضربة وتهزم باليمن”.

وفي وقت سابق، ندد الرئيس الايراني حسن روحاني بالغارات الجوية التي يشنها التحالف والتي قال انها “تقتل اطفالا أبرياء” من غير ان يسمي السعودية التي تقود هذا التحالف بالاسم. وتوجه الى “دول المنطقة” قائلا: “لا تقتلوا الاطفال الابرياء. شعب عظيم مثل شعب اليمن لن يستسلم تحت القصف … الجميع يجب ان يفكروا في انهاء الحرب ووقف اطلاق النار وفي المساعدة الانسانية”.

كتب مصطفى علوش في “المستقبل”: بين راجح و”الشيطان الأكبر”

آخر راجح كان «الشيطان الأكبر«.. قصة راجح «الشيطان الأكبر« كانت شديدة الإفادة للولي الفقيه لتحشيد أنصاره من جهة، ولذرّ الرماد في عيون أبناء المنطقة من سنة وشيعة. أما قصة راجح الثانية فهي قصة مقاومة إسرائيل وهي كانت جواز مرور الحرس الثوري بكافة مكوناته إلى بلادنا. اليوم حصل الإتفاق النووي بين المرشد الأعلى وشيطانه الأكبر، وسوف تتوضح لاحقاً بنود تتعلق بضمان إيران الولي الفقيه أمن حليف «الشيطان الأكبر«، أي إسرائيل. يعني أن لسان حال الولي الفقيه وأتباعه يقول اليوم مع نصري شمس الدين في ختام مسرحية بياع الخواتم «نشكر الله الي إجا راجح المليح وراجح المعتم أخدتو الريح«.  وهذا ما ظهر ملياً في خطابات حسن نصر الله مؤخراً حيث اختفت كلمات العداء للشيطان الاكبر وظهرت بدلاً منها كلمات المهادنة لإسرائيل، لكن راجح نصر الله تحول إلى مكانه الأصلي، إنه العالم العربي بكل مكوناته.  كل هذا يؤكد أن الهدف الاساسي لمشروع ولاية الفقيه لم يكن يوماً لا مواجهة أميركا ولا القضاء على إسرائيل، بل كان ولا يزال العالم العربي، فإن الهلال الشيعي الموعود لا يشمل فلسطين، فلا وجود حوثياً أو ما شابه فيها، الهدف هو القضاء على الكيانات العربية ودب الفوضى فيها («داعش« ومثيلاته) لإزالة الحدود ومد سلطة الولي الفقيه على أرض خالية من السلطة والنظام. «عاصفة الحزم« هل تكون بداية مشروع دفاع العرب عن وجودهم؟ الأيام القادمة قد تكون فيها الإجابات.

كتب طارق الحميد في “الشرق الأوسط”: إيران والسوابق السيئة

كل التصريحات الإيرانية الأخيرة حول عملية عاصفة الحزم في اليمن، من المرشد الأعلى إلى وزير الخارجية ومرورا بالرئيس روحاني، كلها تقول لنا إن إيران لا تفهم إلا لغة الحزم، وليس حسن النوايا، والحوارات غير المجدية. هجوم المرشد الأعلى علي خامنئي على السعودية، واعتباره أن ما يتم في اليمن خطأ، وأن السعودية ترسي «سابقة سيئة في المنطقة» هو دليل واضح على الارتباك الإيراني، بل القلق، لأن عاصفة الحزم غيرت كل قواعد التعامل في المنطقة، وبعثت برسالة لإيران، ومن يحاول مداهنتها الآن، بأن أمن المنطقة هو بيد أبنائها، وأنه لا يمكن المساومة على أمن المنطقة، واستقرارها، خصوصا أن الإيرانيين تمادوا مطولا، وباتوا يسرحون ويمرحون الآن على الحدود السعودية، وهذا أمر لا يمكن التساهل معه. والحقيقة أن من أسس لـ«سابقة سيئة في المنطقة» هو النظام الإيراني الخميني، الذي أمعن رجاله ومؤسساته من الحرس الثوري إلى فيلق القدس وغيرهما من الميليشيات الشيعية المحسوبة على إيران في تكريس السوابق السيئة بمنطقتنا. نظام طهران هو من سعى لتأجيج الصراع الطائفي في المنطقة، واستغل الطائفية غطاء للاختراق، والتمدد، واستغلها، أي الطائفية، جسرا لمد النفوذ. فنظام إيران هو من يعيث في العراق فسادا، ومنذ سقوط نظام صدام حسين، وبلغ الأمر بمستشار الرئيس الإيراني حد القول إن «إيران اليوم أصبحت إمبراطورية كما كانت عبر التاريخ وعاصمتها بغداد حاليا»! نظام طهران هو من أسس لـ«سابقة سيئة في المنطقة» باحتلاله الجزر الإماراتية، وعندما سمح لحزب الله باحتلال بيروت بالسلاح، ولم يفعلها قبله إلا إسرائيل!..

كتب رضوان السيد في “الشرق الأوسط”: الحرب على الأرض والحرب على الأوهام

منذ وقعت «عاصفة الحزم» انصرف حسن نصر الله ووسائل إعلامه إلى هجمات صارخة على السعودية بالذات، بحجة شفقته على الشعب اليمني، دون أن يحتاج إلى تبرير تدخله في سوريا والذي خلف حتى الآن عشرين ألف قتيل وأكثر، وعشرات الألوف من المهجرين والمصابين! عن هذا الواقع عبّر الأمير سعود الفيصل في مؤتمر القمة بسرت الليبية عام 2010 بأنه: الخواء الاستراتيجي العربي! والخواء ذو جانبين: جانب غياب الحفاظ والمدافعة، وجانب تكالب الأمم علينا كما يتكالب الذباب على القصعة، وهو ما جاء في الأثر المعروف! لقد تحدث الجميع طوال أكثر من عشرين عاما عن غياب المشروع وغياب المبادرة، إلى أن جاءت «عاصفة الحزم» بعد أن كاد اليأس يحل، وتبلغ القلوب الحناجر: الإيرانيون يدمرون المجتمعات والدول في سوريا والعراق واليمن.. ولبنان والبحرين. وإسرائيل لا تتقدم مترا واحدا باتجاه حقوق الفلسطينيين. والتهميش وفقد الثقة ينفجر تطرفا بالدواخل العربية والإسلامية، ومن حول العالم، والإسلاموفوبيا إلى زيادة وشراسة. إن «عاصفة الحزم» ليست حربا على الأرض لإنقاذ اليمن وحسب، بل هي أيضا حرب على الوهم القائل إن العرب ضعفاء، وإنهم لا يستحقون أوطانهم أو دولهم أو تاريخهم! وعلى وقعها انعقدت قمة شرم الشيخ، التي جددت الهمم لإصلاح الجامعة وإقدارها، وجددت الهمم أيضا بشأن ليبيا وسوريا والعراق، وجددت الهمم أولا وآخرا بشأن استعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وإقامة القوة العربية المشتركة. إن الحرب لإنقاذ اليمن هي رمز لاستعادة المشروع العربي، واستعادة المبادرة العربية.

السابق
سرمدي: نتوقع إسهام لبنان في وقف العمليات العسكرية ضدّ اليمن
التالي
كيري يتّهم إيران بزعزعة استقرار المنطقة