واشنطن : سنسلح الجيش ونبقي لبنان خارج الصراع العسكري في المنطقة

هبات إلى الجيش اللبناني

اصبح لبنان في المرتبة الخامسة، على مستوى حل الازمات في الشرق الاوسط والمنطقة، ذلك ان حرب اليمن احتلت المرتبة الاولى عبر الصراع بين السعودية وايران، وعبر قيام عاصفة الحزم التي تشنها عشر دول عربية على اليمن، هذا مع طلب من باكستان وتركيا الاشتراك في الحملة. اضافة الى ان الولايات المتحدة اعلنت انها تقرر الدعم اللوجستي والمخابراتي للسعودية ولقوى التحالف العربي كي تضرب اليمن بدقة وتنزل فيه اكبر الخسائر لانها متحالفة مع الدول العربية العشر ضد هيمنة وسيطرة ايران على اليمن.

ايران ترد من جهتها ان الادعاء الاميركي كاذب، ولا يوجد اي عسكري ايراني في اليمن، ولا توجد اسلحة ايرانية في اليمن، ولا مستشارين ايرانيين، وان ايران حتى الان ملتزمة بالهدوء ولم تشترك باي نوع من المشاركة في الحرب في اليمن رغم قدرتها على الدفاع عن اليمن في باب المندب وقبالة شواطئ عدن، وتحريك الامور في الخليج بشكل يزعج عاصفة الحزم كلياً ويضيق الخناق على السعودية.

يأتي في المرتبة الخامسة، لبنان، ولكن نائب وزير الخارجية الاميركي الذي زار بيروت، ابلغ الجميع ان اميركا ستبقى تضع مظلة عسكرية فوق لبنان كي لا تحدث فيه حروب عسكرية مثلما يحصل في اليمن والعراق وسوريا، ولذلك فهي تغذي الجيش اللبناني باسلحة كثيرة دون الاعلان عنها، ويعرفها العماد قهوجي قائد الجيش، سواء من طائرات هليكوبتر، ام من صواريخ هالفيير، ام من ذخيرة مدافع 155، ام من صواريخ مضادة للدروع، ام من كل انواع الذخيرة التي يحتاجها، وهي تنسق عسكرياً مع غرفة العمليات في الجيش اللبناني، وتساعد الجيش اللبناني عسكرياً بكل انواع الاستشارات والخبرات ودورات الضباط اللبنانيين في اميركا، كي يبقى الجيش اللبناني قادراً على ردع جبهة النصرة وداعش.
ولذلك فان الجيش اللبناني بدعم اميركي يقوم بعمليات استباقية في جرود رأس بعلبك وعرسال، ومقابل الزبداني على خط دير العشائر، لان اميركا اعطت الضوء الاخضر كي يضرب الجيش بيد من حديد الفئات التكفيرية، كي لا تدخل الى الاراضي اللبنانية كلياً.
النتيجة كما تظهر، يبدو واضحاً ان ازمة لبنان السياسية ليس لها حل، والاميركيون والاوربيون يقولون بصراحة: مع طاقم سياسي فاسد لا مجال للسرعة في الحل، ولا مجال لاعطاء مساعدات مالية لهذه الطبقة السياسية الفاسدة التي تسرق كل شيء، بل تقدم اميركا اسلحة وذخائر وصلت الى اكثر من مليار دولار دون الاعلان عنها، حتى ان الاردن لم ينل هذه الكمية بقيمة مليار دولار من اميركا مجاناً كما حصل لبنان عليها، وواشنطن لا تريد اعطاء اسلحة مجاناً الى دول عربية اخرى، بل تريد ان تعطي لبنان فقط هذه الاسلحة كي يبقى الجيش قوياً وقادراً على ضرب الارهاب والقوى التكفيرية. وخلال ستة اشهر ستكون الاسلحة الفرنسية من الهبة السعودية قد بدأت تصل الى لبنان وتمتد حتى ثلاث سنوات.
اما التسليح الحقيقي للجيش اللبناني فيأتي من اميركا، وهو من احدث الصناعات وجعل الجيش اللبناني قادراً على ردع كل القوى التكفيرية في عرسال وراس بعلبك والمناطق الاخرى، واما الحديث عن خوف من هجوم ربيعي من داعش وجبهة النصرة ضد الجيش اللبناني، فليس سوى استهلاك سياسي، يدخل في معركة السياسة اللبنانية الداخلية ورئاسة الجمهورية وغيرها، لان وضع الجيش اللبناني اقوى بكثير من القوى التكفيرية، وهو قادر على تحطيمهم تحطيماً كاملاً، باستخدام الفوج الرابع، والفوج المجوقل، ولواء، دون استعمال لواءين او اكثر على الحدود، وعندها يتم تدمير كل داعش وجبهة النصرة. وبالتالي تسقط القوى التكفيرية كلها، لكن القرار الاميركي الذي تم تقديم النصيحة الى لبنان، هي ان لا يدخل الى الاراضي السورية ويدمر داعش وجبهة النصرة داخل سوريا، لكن على الاراضي اللبنانية القرار الاميركي هو تدمير داعش وجبهة النصرة تدميراً كاملاً وهذا ما يحصل كل يوم.

(الديار)

السابق
لبنان بين «النووي» وحرب اليمن: معادلة الاستقرار فولاذية
التالي
الحريري يتصدى لـ«الفجّار»: لبنان لن يبيع عروبته