الجمهور العجيب يتضامن مع حرية جريدة الأخبار وضد حرية الجديد

الاخبار والجديد
بين نقد «قناة الجديد» وإنتقاد «جريدة الاخبار» تحوّلت الممانعة بفارق قياسي من قامعة للحريات إلى مناصرة للحقوق وحرية الإعلام. "جنوبية" قاربت بين الحدثين موضحة التناقض بين القول والفعل. وحاولت "جنوبية" الإتصال بمحللين مقربين من 8 أذار إلا أنهم رفضوا التحدث في الموضوع.

منذ أسبوع شنت حملة واسعة من جمهور الممانعة ضد قناة الجديد بشخص مريم البسام، لمجرد انتقادها خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. جملة واحدة كانت كفيلة بإشعال حرب واثارة غضب نجل الامين العام على حليفهم اللدود والمدافع الشرس عن نهج الممانعة… إلى حدٍ أوصل بالبسام إلى تقديم استقالتها والإعتذار من جمهور الممانعة واضعةً اللوم على المحطة.

جملة واحدة كانت كفيلة بإشعال حرب واثارة غضب نجل الامين العام على حليفهم اللدود

والمضحك المبكي أن هذا الجمهور الذي كشف عن انيابه بوجه البسام والجديد، هو نفسه تحوّل إلى حملٍ وديع مناصرٍ لحرية الصحافة بوجه قامعي الحريات. فتضامن مع صحيفة الاخبار  والعاملين فيها ضدّ تصريحات السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري المناهضة لسياسة الصحيفة والذي طالب خلالها بمقاضاتها. وأكثر من ذلك، نُظمت وقفة تضامنية بمشاركة عدد من الفعاليات الإعلامية والشخصيات السياسية رفضًا لسياسة كم الأفواه.

هو نفسه تحوّل إلى حملٍ وديع مناصرٍ لحرية الصحافة بوجه قامعي الحريات

مع كل التأكيد على حرية الرأي والتعبير، لكن هل يحق لمن يقمع الحريات أن يحاضر بالعفّة ضد سياسة تسكير الأفواه؟ أو أن مفهوم حرية الاعلام يستثني حزب الله؟

فهذه المرّة، لعبت الصدفة دورها لتبين بزمنٍ قصير كيف تفهم الممانعة وجمهورها حرية الاعلام وكيف تمارسها… كاشفة بوضوح سياسة تسكير الافواه المنتهجة من قبل هذا الجمهور وقيادته وكيف أن مبدأ الحرية يتجزأ بحسب أهوائهم. فيحق لهم ما لا يحق لغيرهم، يحق لهم رفض النقد والمعاقبة عند مجرد المس بهم وتحويل الرأي إلى مقدس حتى لو كان شتما، إذا كان صادرا عن هواهم.

السابق
الحوار مستمر رغم خلاف نصرالله والحريري
التالي
الولايات المتحدة: رفع العقوبات المفروضة على ايران سيتم على مراحل