مخيم اليرموك: قنص وجثث متحللة وانعدام جميع الخدمات

مخيم اليرموك في سوريا

بعد أسبوع من الاعتداء الذي نفّذته عصابة “داعش” الإجرامية بحق مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، تتكشف الحقائق عن أوضاع كارثية للغاية يعيشها المخيم، ومعاناة إنسانية في مختلف المجالات، وانهيار كامل لقطاعات الخدمات، التي لم يبقَ منها أساساً إلا القليل، بعد ثلاثة أعوام من الحصار الشديد.
وتشير المعطيات الميدانية من المخيم إلى ارتفاع عدد الشهداء ووجود عشرات الجرحى من دون أن يتوافر لهم العلاج، وإلى انعدام الأمن، واستمرار حالات الهجرة والنزوح بشكل غير آمن، ومنع السلطات السورية إدخال مساعدات للمحاصرين داخل المخيم، في ظل حالة المجاعة القائمة واستمرار “داعش” في سيطرتها على معظم المناطق.

الوضع الصحي
يوجد في مخيم اليرموك أربع مستشفيات، هي: مستشفى الشهيد “فايز حلاوة”، ويتبع لجيش التحرير الفلسطيني، وهو مغلق منذ بداية الأزمة بشكل كامل. وهناك مستشفى “الباسل” التابع للجمعية الخيرية الفلسطينية، وقد تم استهدافه بالقصف لأكثر من مرة، ونهب محتوياته، فأصبح يقتصر عمله فقط على اسستقبال الحالات المرضية فقط، ولا يستقبل الحالات الإسعافية الناجمة عن القصف أو القنص لعدم توافر المستلزمات الأساسية من معدات وكوادر طبية، هذا قبل أن يُغلق بشكل نهائي. وهناك مستشفى “الرحمة” الخاص، ويقع في أول المخيم من الجهة الشمالية تحت سيطرة النظام، وهو لا يعمل أبداً.
بقي هناك فقط مستشفى “فلسطين”، التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو الوحيد الذي يعمل الآن في المخيم، رغم النقص الشديد الذي يعانيه في الأدوية واللوازم الطبية الضرورية للمرضى والجرحى. وهذا المستشفى بإمكانياته المتواضعة لا يستطيع القيام بعمليات جراحية دقيقة، وهناك جزء من الكادر الطبي غادر المخيم بعد سيطرة “داعش” على المستشفى، ولم يعد المرضى أو الجرحى يستطيعون الوصول إلى المستشفى. أما الأدوية فقد نفدت، خاصة بعد مغادرة معظم المؤسسات الإغاثية المخيم.

المياه والكهرباء
كان المخيم، قبل الحرب، يتغذى من شبكة مياه مدينة دمشق، ومن أنابيب المياه القادمة من منطقتي الميدان والزاهرة الواقعتين تحت سيطرة قوات النظام السوري. وقبل أكثر من 200 يوم، قطعت هذه القوات المياه عن المخيم بشكل نهائي، ما أدّى إلى حالات عطش، وأمراض جلدية. فقامت بعض المؤسسات الخيرية والإغاثية داخل المخيم بحفر بئر مياه، وكانت تزوّد الأهالي من خلالها بمياه الشرب والاستخدام. وبما أن هذه البئر غير صالحة للشرب، فإن العديد من الأمراض انتشرت نتيجة ذلك.
أما الكهرباء فهي مقطوعة منذ أكثر من 700 يوم. وكان المخيم يتزود بالكهرباء من المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام. فأخذ الأهالي المتبقون يتزودون بالكهرباء من خلال “البطاريات”، أو بعض المولدات. ويأتون ببعض المازوت المتوافر في مناطق بعيدة، بأسعار خيالية.

الغذاء
جاع الأهالي في عام 2014، وارتفعت الأسعار في المناطق البعيدة من المخيم، لكن يمكن الوصول إليها بجهد. فمثلاً كيلو العدس ارتفع من 35 ليرة سورية إلى 2000 ليرة. وكيلو الرز من 50 إلى 3000 ليرة. وربطة الخبز من 15 ليرة ارتفعت إلى 2000 ليرة. أما الفروج فوصل سعره إلى 100$. ولهذا مات أكثر من 250 شخصاً نتيجة الجوع أو سوء التغذية.

جثث متحللة
تؤكد مصادر خاصة من داخل المخيم لحملة “أنقذوا اليرموك” وجود عشرات الجثث المتحللة لأبناء المخيم الذين أعدمتهم “داعش” أو قتلتهم عبر عمليات القنص أو الذين سقطوا جراء القصف بالصواريخ والبراميل المتفجرة.
وتضيف المصادر أن هناك عشرات الجثث موجودة داخل منازل أو أحياء يصعب الوصول إليها لأن “داعش” تمنع ذلك، أو تمارس عمليات القنص.
وتقول المصادر إن هناك جثثاً لا تزال المباني التي دُمّرت بسبب قيام النظام بإلقاء براميل متفجرة عليها، وكان من الصعب إجراء عمليات بحث وإنقاذ بسبب غياب المعدات.

(صفحة أنقذوا اليرموك)

السابق
حزب الله: من جندي عند الولي الفقيه إلى جندي عند الأسد
التالي
اهالي السائقين المحتجزين: لتسليط الضوء على قضية ابنائنا