فتفت: لا تقدم في الحوار بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي

أكد النائب أحمد فتفت في حديث إلى إذاعة الشرق، أن “لبنان لم يتحول إلى منصة للهجوم على المملكة العربية السعودية ودول الخليج، بل هناك فريق لبناني هو الذي يحاول أن يشن هذه الهجمات التي تصل إلى مستوى الشتائم والسباب. إن هذه هي أخلاقيات تعودها هذا الفريق بصفته فريقا إيرانيا ملحقا. إن هذا الفريق تخلى عن عروبته وعلى رأسهم السيد نصر الله وكل الأبواق التي تنتشر على الإذاعات وفي التلفزة كلها مرتبطة هذا الإرتباط فيما نرى سائر الأفرقاء من حلفائه يصمتون صمتا كاملا مثل الرئيس بري والجنرال عون وإما يأخذون مواقف ملتبسة وبالتالي فإن الموضوع محصور بفريق سياسي معين لأن أغلبية الشعب اللبناني ليس لديها هذا الجحود الموجود عند السيد نصر الله وفريقه السياسي ضد المملكة العربية السعودية بعد كل الذي فعلته منذ عشرات السنين دعما للبنان ولما سمي بالمقاومة ودعما لحزب الله في مراحل عدة من تاريخه”.

وردا على سؤال قال:”إيران لا تقاوم لأنها تلعب دور المايسترو. ورأى أن الموضوع لا يقتصر فقط على الهجوم على المملكة ودول الخليج بل هو أخطر من ذلك لأن هذا الفريق قرر التخلي عن عروبته والإتجاه إلى الإنتماء الفارسي الكامل، حتى السيد نصر الله في مقابلته التلفزيونية لم يأت على ذكر كلمة عرب مرة واحدة بل كان يهاجم الدول العربية بأسمائها”.

وأشار إلى أن “السيد نصر الله كان هجومه على إسرائيل خجولا جدا”، سائلا: “هل هذه ممانعة ضد ما يقال المشروع الأميركي بعد أن أصبح هناك توافق أميركي – إيراني على بعض الملفات؟ أو هي ممانعة لإسرائيل والجبهات الصامدة أو ممانعة ضد العرب وضد المشروع العربي الذي يجابه هذا الهجوم الفارسي بدءا من اليمن والمواقف على الصعيد الدولي؟ مشيرا إلى أنها ردة فعل نتيجة صدمة، كانوا يتوقعون أنهم سينتصرون على كل الجبهات، كما كتب نجل السيد نصر الله على تويتر إن الحج هذا العام إلى مكة سيكون من دون فيزا. هذا الكلام خطير جدا لأنه كان ينوي إحتلال مكة والمملكة، وبالتالي بين المشروع الحلم وهو مشروع إستعماري حقيقي وبين المجابهة التي فوجئوا بها هذه الصدمة نتجت عن هذا التوتر وهذه اللغة المبتذلة وهذه الشتائم إنما تدل على هزيمة فكرية وأخلاقية مكتملة”.

وعما إذا سيتم تجاوز قضية نقل مقابلة السيد نصر الله عن الإخبارية السورية على تلفزيون لبنان من دون علم ولا إذن من وزير الإعلام، أجاب: “هذا الموضوع يعالجه وزير الإعلام بعيدا عن الإعلام كما أراد، وهناك إجراءات يأخذها حتى لا يتكرر الموضوع بأي شكل من الأشكال”، مشيرا إلى “الإعتذار الذي تم توجيهه إلى المملكة العربية السعودية عبر سفيرها في لبنان حيث كان ضرورة ملحة، أيضا استقبال الرئيس بري للسفير السعودي رسالة قوية جدا حتى للسيد نصر الله ولبعض من تجاوز بتعاطيه حدودا كبيرة جدا”.

وعن وجود حال قمع سعودية للاعلام في لبنان كما ادعت إحدى الصحف المحلية، أجاب: “هذا دليل على أنه ليس هناك أي أداة من أدوات القمع لأن من يحملها هو من قال يوما تحسسوا رقابكم وهو المسؤول الأول عن هذه الصحيفة يومها لم يكن هناك نتظيم إسمه داعش عندما قال أحد الإعلاميين هذا الكلام في جريدة الأخبار. إن المشكلة أن هذه الصحيفة قررت أن يكون لها موقف معين بغض النظر عن خلفياته السياسية. أن تتهم المملكة بأنها تسيطر على الإعلام في لبنان فالجميع يعلم تماما إذا عددنا وسائل الإعلام فإن أكثر وسائل الإعلام في لبنان أصبحت تحت سيطرة حزب الله. ولنتذكر ما حصل مع تلفزيون الجديد حين إستضاف الشيخ أحمد الأسير وما حصل مع السيدة مريم البسام”.

ورأى أن “هذا المنطق الشمولي لا يستغربه لأنه منطق كل الأحزاب الشمولية التعسفية، منطق كل الأنماط الديكتاتورية في المنطقة. هم يتهمون الآخرين ويخشون حرية الرأي وهذه هي المشكلة التي وقع فيها حزب الله”.

واعتبر أن “السيد نصر الله في مقابلته وهجومه يعرض مصالح اللبنانيين ولبنان وعلاقته الإنسانية والتجارية والسياسية مع دول الخليج ويهدد وجود اللبنانيين في هذه الدول. إن أي أمر يتعرض له اللبنانيون سيكون مسؤولا عنه السيد نصر الله شخصيا”.

وعن استقبال لبنان اليوم الموفد الإيراني الذي يأتي بعد زيارة نائب وزير الخارجية الأميركية، قال: “إنه جاء ليشرح وجهة النظر الإيرانية لأنه لو نظرنا إلى الإتفاق الذي يهلل له السيد نصر الله لوجدنا أنه مخز بالنسبة لإيران وقد تنازلت عن الكثير من سيادتها وعن السلاح النووي الإيراني، كذلك عن السلاح الكيماوي، هذه خدمة قدموها لإسرائيل، هي نتيجة أخطائهم المتراكمة ونتيجة تخليهم عن جيرانهم من اجل مشروع إمبراطوري كبير في المنطقة. إن إيران تريد أن تفسر وجهة نظرها قبل أن يطغى التفسير الأميركي، وما ظهر في الصحف الأميركية مغاير لما نشرته وزارة الخارجية الإيرانية. ولنر إن كان هذا الإتفاق النووي سيعيش وإن كانت إيران مستعدة لتقديم تنازلات إضافية لمصلحة اميركا وإسرائيل للحصول على بعض الأموال نتيجة تراكم الإنهيارات الإقتصادية والأخطاء الإقتصادية التي مارسوها خلال السنوات الماضية”.

وعن الخطة الأمنية نهاية الشهر في بيروت والضاحية وهل هي نتجة الحوار، قال:”إن الحوار اهتم بموضوع التشنجات والموضوع الأمني ولا يجوز أن يتحول الحوار إلى ندوة أمنية فقط. هي إنجازات أمنية جيدة وممتازة أما في البقاع فالخطة الأمنية لم تكن ناجحة 100 بالمئة نظرا لحصول أعمال خطف وخطف مضاد وأعمال قتل ودفع فدية. إن من مصلحة حزب الله أن تنجح الخطة الأمنية كما هي من مصلحة الجميع لأن الوضع منهار إجتماعيا وأمنيا ولم يعد حزب الله يملك الإمكانات للسيطرة على الأرض”.

وأشار إلى “وجود بند آخر على الحوار هو الإتفاق على موضوع رئاسة الجمهورية”، لافتا إلى “عدم وجود تقدم حقيقي في هذا الإتجاه بالاضافة إلى كل المواضيع الخلافية لا سيما موضوع السلاح ووجود حزب الله في سوريا وموضوع المحكمة الدولية والتزامات إيران تجاه المشروع الفارسي”.

(الوطنية)

السابق
داعش في اليرموك: قتال لمصلحة من؟
التالي
الحريري : نأسف أن تكون بعض منابرنا شريكة لمنابر الاسد في الاساءة للسعودية