غولناز من أفغانستان « اغتُصبت فسجنوها».. ثم زوجوها من المغتصب

كيف للمُغتصَب أن يتحوّل من ضحيّة إلى جانٍ؟ كيف لفتاة عُذّبت في المرّة الأولى من خلال اغتصابها، أن يعذّبها المجتمع مرّة ثانية من خلال سجنها (فقط لأنّ مُغتصِبها كان متزوّجاً)؟ كيف له أن يعذّبها مرّة ثالثة من خلال رفضه لها، إلّا في حال تزوّجت المُغتَصِب؟ … أسد اللّه اغتصب إبنة عمّ زوجته غولناز، وتم توجيه التهمة إليه رسمياً وحبسه.

زوّجوني من المغتصب
لكنّ عمليّة الإغتصاب أثمرت الفتاة الجميلة، التي يعني إسمها البسمة، بعد أن ولدت في السّجن لأن أمّها غلناز اتّهمت بالخيانة الزوجية، كون مغتصبها أسد الله كان متزوجاً.

ولكن الأمر ساء كثيراً بالنسبة لغلناز، التي أجبرت على الزّواج من مغتصبها، حتّى يتقبّلها المجتمع الأفغاني مرّة أخرى. وأصبحت، بفضل هذه القوانين الغريبة، زوجته الثانية.
.
لا مشكلة لديّ مع مُغتَصبي

على الرّغم من أنّ هذه العائلة بنيت على أساس جريمة وقعت، تقول غلناز: “لا أنا لا أفكر في الأمر أبداً.. ليست لدي أي مشكلة معه ولا أريد التفكير في الماضي”. لم يكتفِ المجتمع بتزويجها له، بل أجبرها كذلك على تقبّل العذاب والتّعمّق في الجريمة أكثر.

سيولد الإبن الثالث لغلناز وأسد الله قريباً. ويقنع المغتصِب نفسه أنّ “غلناز لا تعاني من أي مشاكل بوضعها الحالي”، مضيفاً أنّه: “إذا لم أتزوجها، وفقاً لعاداتنا، لم يمكنها العيش في المجتمع بشكل طبيعي. فإخوانها لم يرغبوا بعودتها إليهم”.

أسدالله مع الزوجة الثانية و7 أطفال

يعيش الثنائي في منزل المغتصِب مع زوجته الأولى و7 أطفال. لكنّ غلناز تقول أنها تزوّجت منه، لأنّها “لم تشأ تدمير حياة ابنتها أو أن تتركها مشرّدة، لذا وافقت على الزواج به”. وتضيف: “نحن أشخاص تقليديون، حين تصيبنا سمعة سيئة نفضّل الموت”.

وينفي أسد الله حدوث أي اغتصاب قائلاً إنّه قد طلب من غلناز تأليف ذلك، ويضيف: “الآن هي إلى جانبي وتعلم أن الأمور ليست بالسوء الذي تم تصويره أمامها”.

وكان الغضب الدولي قد دفع بالرئيس حميد كرزاي إلى إصدار عفو عن غلناز عام 2011، وعرض عليها اللّجوء السّياسي في الخارج، ولكنها أرغمت على قبول التسوية الحالية التي تعيشها اليوم.

 

السابق
الحريري ينتقد اقحام تلفزيون لبنان في «حفلة الشتائم ضد السعودية وقيادتها»
التالي
تفجير ذخائر في محيط بلدة القنطرة