الحريري: نصر الله «بوق».. ونشرة «المستقبل» تعري حزب الله

شنّ الرئيس سعد الحريري هجوماً على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ومعه تلفزيون لبنان، على خلفية مقابلة نصرالله التي تضمّنت هجوماً على المملكة العربية السعودية. كذلك استكمل تلفزيون المستقبل عبر نشرته المسائية الردّ على افتراءات نصرالله مقارناً بين دور المملكة وبين دور إيران في لبنان.

لن يمرّ الهجوم الذي شنّه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ضدّ المملكة العربية السعودية بالنسبة إلى الرئيس سعد الحريري مرور الكلام ولا الكرام.

فقد جاء ردّ المستقبل على هجوم نصرالله عبر بيان أصدره الرئيس سعد الحريري اليوم إضافةً إلى مقدمة نشرة أخبار المسائية التي كانت نارية على غير العادة في تلفزيون المستقبل تحت عنوان «عذرا خادمَ الحرمين الشريفين وكلَ الشعب السعودي».

وقد اعتبر الرئيس سعد الحريري أنّه «لم يكن ينقص لبنان والمشاكل التي يراكمها حزب الله على رؤوس اللبنانيين، سوى إقحام تلفزيون لبنان في حلبة الملاكمة الإعلامية والسياسية، واستدراجه الى فخ المشاركة، في حفلة الشتائم ضد المملكة العربية السعودية وقيادتها، التي خصصتها الإخبارية الرسمية السورية قبل يومين، من خلال المقابلة السيئة الذكر مع الامين العام لحزب الله ».

وأضاف: «إنه لشيء مؤسف ومؤلم، ان يتم استغلال لبنان الى هذا الحد، وان تكون بعض منابرنا شريكة لمنابر السفّاح بشار الاسد في الاساءة لدولة، لم يرَ منها اللبنانيون سوى الخير، ولم يسمعوا من مسؤوليها سوى الكلمة الطيبة، ولم يعرفوا عنها منذ قيام دولة الاستقلال سوى إسهامها في إنهاء الحرب الأهلية ورفضها كل أشكال الاقتتال بين اللبنانيين، ووقوفها الى جانبهم في مواجهة الآثار المدمرة للحروب الإسرائيلية وآخرها حرب العام ٢٠٠٦».

وتابع: «فالتاريخ قد كتب وسيكتب بحروفٍ من ذهب ما قدمته المملكة العربية السعودية الى لبنان، ولن يكون في مقدور الابواق المسمومة ان تغيّر من هذه الحقيقة او ان تتمكن من تشويهها».

وختم البيان: «إيران تريد استنساخ النموذج اللبناني في اليمن، وتعمل منذ سنين على ان يكون تنظيم أنصار الله الحوثي نسخة عن حزب الله اللبناني، ليصبح اداة في يدها تطرق من خلاله أبواب مكة والخليج العربي، وهو ما حاولت المملكة العربية السعودية معالجته حتى اللحظة الاخيرة، بالوسائل السياسية والدعوات المعقودة على الحوار، ولكن دون جدوى، فكانت عاصفة الحزم وكان التحالف العربي المشترك لمنع وقوع اليمن في الخطأ الذي وقع فيه لبنان… وإذا كنا نحن في لبنان نتعامل مع هذا الخطأ، انطلاقاً من الموجبات التي تفرضها المصلحة الوطنية وسد المنافذ أمام الفتن المتنقلة وقطع الطريق امام المزيد من تغلغل الحالة الايرانية في حياتنا المشتركة، فإن المسؤولية توجب علينا عدم السكوت على استمرار الخطأ والدعوة تلو الدعوة الى تحييد لبنان عن الحروب المحيطة ورفض كل أشكال المشاركة فيها، بالقدر الذي توجب علينا أيضاً حماية مصالح لبنان وأبنائه والتصدي لأصوات الفجٌار، كباراً وصغارً، ممن يتحاملون ويتطاولون على السعودية وقادتها».

وختم الحريري: «السعودية تعلم جيداً ان لبنان لن يبيع عروبته للمسيئين اليها، واللبنانيون يعرفون أيضاً ان مملكة الخير والحكمة والحزم لن تتخلى عن لبنان مهما تعالت الأصوات المسعورة بالسباب».

أمّا مقدمة أخبار المسائية فقد شنّت هجوماً مضادا على خلفية كلام نصرالله، معددة مساعدات التي قدّمتها المملكة الى الدولة اللبنانية واللبناننين طوال السنين الماضية، مقارنةً بين الدور الإيراني والسعودي في المنطقة وقد جاء في المقدمة: « هال الامينَ العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ومن خلفِه ايران عاصفةُ الحزم العربية. إستغربوا كيف أن العرب قرروا استعادةَ شرعيةٍ يمنية ومن خلفها كرامةِ العرب التي حاولت إيرانُ أن تجرِفها باحتلالها عواصمَ عربية، ففجر نصر الله وحزبُه وإعلامُه نوباتٍ من الحقدِ والكراهيةِ بحق المملكة العربية السعودية.

هال نصرالله وأحرجه أن تدعمَ المملكةُ السعودية الدولةَ اللبنانية، وهو صاحبُ الدويلة التي تدعمها إيران مذهبيا بالسلاح وأسبابِ القتل. هال الامينَ العام لحزب الله كيف تدعمُ المملكةُ الجيشَ اللبناني والقوى الامنية بملياراتِ الدولارات، وهو الذي تدعم إيرانُ حزبَه بسلاحٍ خارج الشرعية والدستور والأصول الدولية والقرارات الأممية.وهو، وظيفتُه تنفيذُ اجندةٍ ايرانية ضد الدولة.

هال نصر الله ، كيف تدعمُ السعودية المؤسساتِ الدستورية، وهو الذي يمنع انتخابَ رئيسٍ للجمهورية لإصراره على انتخاب من يريد من خارج الأصول الدستورية. هال نصرالله كيف ان السعودية كانت تعمل على لملمة جراح اللبنانيين، بعد كل حربٍ اسرائيلية، في حين أن ايران تستخدمهم في مفاوضاتها النووية وَقودا لطموحاتها الإقليمية ووقودا لرسائلها الدموية.هال الامينَ العام لحزب الله كيف ان السعودية فتحت ابوابَها لمئات آلاف اللبنانيين وأمنت فرص العمل لهم، ليعيشوا حياة كريمة، وجزءٌ كبير منهم من الطائفة الشيعية، فيما ايران تستقبل الشبان اللبنانيين لتدريبهم على حمل السلاح والقتال، ولتعلمَهم كيف يموتون من أجل الولي الفقيه الايراني ومن أجل طموحاتٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
السعودية تعطيهِم الأموال ليبنوا أسرا سعيدة، فيما إيران تعطيهِم أسباب الموت ليبنوا بيوتا في الجنة، أو في الجحيم.
كل ذلك لتنفيذ مخططاتها في لبنان وسوريا واليمن وغيرها. هال نصرالله عاصفةُ الحزم العربية وقابلها بعاصفة بغضٍ ايرانية. هاله ان المملكة كانت الوسيط َالدائم لوقف الحروب العبثية بينما ايران تحاول بناء امبراطوريتها على دماء الشعوب العربية، واللبنانيين بشكل خاص. في المحصلة وحده حزبُ الله وامينُه العام من غرد خارج السرب اللبنانيِ الوطني والعربي ليعلن ولاءً اعمى لطيور الظلام الايراني، وهو لم يجد مرجعية واحدة في أي طائفة، خصوصا من حلفائه، تدين عاصفة الحزم، وبدا نصر الله وحيدا، كجنديٍ أخير في ولاية الفقيه الايرانية».

السابق
القواس انتقد “المشروع التآمري على سوريا واليمن وقوى الممانعة”
التالي
التحالف السني يواجه ولادة متعسرة