نصر الله : الوضع في اليمن خطر وحيث «يجب ان نكون سنكون»

حسن نصر الله

قدم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في لقاء مع الاخبارية السورية شرحاً شاملاً للاوضاع في سوريا والعراق واليمن، وتطرق الى الملف النووي الايراني ونتائج الاتفاق الايجابية على ايران وحلفائها في المنطقة. كما اكد على حتمية الانتصار في سوريا جازماً بأن مشروع المقاومة في سوريا سينتصر وان المعركة في سوريا هي معركة المقاومة و”بذهابنا الى سوريا فاننا ندافع عن المقاومة ولبنان وفلسطين والاردن” متسائلاً: “تخيلوا ماذا سيكون مصير لبنان والاردن وكل المنطقة فيما لو حكم “داعش” سوريا”.

وجدد السيد نصرالله التأكيد “حيث يجب ان نكون سنكون، شارحاً الخلفيات الحقيقية للمؤامرة على الشعبين السوري واليمني، مشيراً الى ان ما يجري في اليمن هو خطير وخطر جداً، داعياً السعوديين الى وقف الحرب في اليمن وترك الشعب اليمني يتحاور، جازماً بحتمية الانتصار مكرراً انتقاده للموقف السعودي في اليمن معدداً اخطاء المملكة العربية السعودية وقال: “الانتقاد للسعودية جاء من حليفهم اوباما امس”، وتهكم السيد نصرالله بالقول: “مشكلة السعودية انهم لا يستطيعون ان يروا شعوباً حرة”، وقال “اول من تحدث عن احتلال ايران لسوريا هو سعود الفيصل، مؤكداً ان المؤامرة واحدة واهدافها واحدة واللاعبين هم انفسهم في اليمن والعراق وسوريا ولبنان مؤكداً ان اسرائيل هي المستفيد مما يجري”.

واعطى السيد نصرالله حيزاً واسعاً من المقابلة للتأكيد على ما يجري هو خلاف سياسي بين مشروعين لا علاقة له بالمذهبية والادعاء بانه صراع سني – شيعي كما يروجون، بل هو خلاف سياسي حول النظرة للمنطقة ومستقبلها وتطورها وعزتها وكرامتها.
ورأى السيد نصر الله، ان الاتفاق النووي سيكون لمصلحة ايران وحلفائها، لأن ايران القوية هو لمصلحة حلفاء ايران الذين سيستفيدون من الدعم الايراني، وان ايران في خضم الحصار لم تتخل عن حلفائها ولن تفرض عليهم اي شرط فكيف بعد ان تأتي الاستثمارات والشركات الى “ايران”.

واخذ الملف السوري حيزا واسعاً من كلام السيد نصر الله مشددا على ان المعارضة السورية ما زالت ترفض كل الحلول وقال “المطلوب من الشعب السوري الصمود وعدم الاستسلام لان البديل سيكون كارثيا”.

واشار الى ان القرار في الداخل السوري وفي السياسة الخارجية هو قرار سوري والقيادة الاسرائيلية تصر على إحترام هذا الخيار. ونفى وجود قوات ايرانية في سوريا بل ضباط ومستشارين موجودين منذ سنوات بموافقة الدولة السورية.
وعن وضع المقاومة، قال السيد نصر الله “نحن لا نتحدث عن قدراتنا وهذه من المفاجآت، لكننا لا نخشى اي حرب اسرائيلية، وستبقى القضية الفلسطينية من محور نضالنا، ونستطيع ان ندخل الجليل، لكن لا يمكن ان نحرر فلسطين وحدنا”.
نصر الله: من إنجازات الحرب السعوديّة دعم “داعش” و”القاعدة” في اليمن
يكفي أن نرى الموقف الإسرائيلي والغضب السعودي حتى نفهم أهميّة الإتفاق النووي
سوريا مُستهدفة بسبب دعمها للمقاومة.. ولا يُمكن رسم مُستقبل المنطقة بمعزل عنها
رأى الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله ان “الصراع في المنطقة سياسي ولكن يستخدم الدين والشعارات الدينية من خلال استغلالها من قبل البعض في هذه المعارك”، لافتا الى ان “هذه المرحلة حساسة جداً والتواصل يجب أن يكون مختلفاً مع الشعب السوري وشعوب المنطقة”.
ولفت السيد نصرالله الى ان “الكلام في الموضوع الطائفي والديني وسائل بشعة تستخدم في الصراع السياسي”، موضحا ان “مشكلتنا أيضا ليست مع اليهود بل مع الصهاينة الذين احتلوا أرضنا، وما يجري في المنطقة هو سياسي بامتياز”.
ولفت السيد نصرالله الى ان “تنظيم “القاعدة” جاء الى سوريا للسيطرة عليها والانطلاق منها للسيطرة على المنطقة واليمن ايضاً”، مؤكدا انه “لم يكن هؤلاء يريدون مصلحة الشعب السوري بل إسقاط النظام لأنه مقاوم ومستقل ويمثل دور سوريا الإقليمي ويريدون الهيمنة على سوريا واعادتها إلى دولة لا شأن لها بما يجري في المنطقة”، ورأى السيد حسن نصرالله ان “الحرب على سوريا فشلت، طالما أن الدولة موجودة والنظام موجود والدور السيادي موجود، ما يعني أن هذه الحرب لم تحقق الهدف منها.
واشار الى ان “أول من تحدث عن أن هناك احتلالاً ايرانياً لسوريا هو وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، وعندما رأى أن سوريا صدمت والمشروع “غير ماشي” ومشكلتهم أنهم لا يستطيعون أن يروا شعوباً حرة، وهو إما يكذب أو هو “عقلية هيك” والمشكلة هي في العقل السعودي”.
ورأى السيد نصرالله ان “المطلوب من السعودية أن توقف الحرب وتترك اليمنيين يتحاورن”، مشيرا الى ان “جماعة أنصار الله أعلنت أنها توافق على الحوار في أي دولة محايدة وأنا لو كنت مكانهم لا أذهب إلى الحوار عند من يقتلني”.
واضاف انه “حتى الآن لم يتحقق اي شيء من الاهداف التي وضعت عبر القصف الجوي، وهذا يؤكد الفشل الكبير للعدوان السعودي – الاميركي واكد ان “الأميركي والإسرائيلي لا يريدان أن يكون هناك جيش قوي في المنطقة ولذلك هناك رغبة بتدمير الجيش اليمني، وأنا منذ البداية توقعت الهزيمة السعودية وهذا سيكون له انعكاس على كل أحداث المنطقة”.
من جهة اخرى، رأى السيد نصرالله انه “حتى الآن لم يتم الحديث عن اتفاق نهائي بالنسبة إلى الملف النووي الإيراني وهنا يكفي أن نرى الموقف الإسرائيلي والغضب السعودي – الإسرائيلي لنفهم أهمية هذا الإتفاق، وهو إنجاز كبير جدا وتجربة التفاوض على هذا الملف يجب أن تدرس وتحلل وتؤخذ منها العبر لكل الشعوب”.
ولفت السيد نصرالله الى ان “فلسطين لم تضيع بالرغم من أنهم عملوا على ذلك ومن حق البعض أن يقلق وأن يتهم أغلبية الأنظمة العربية أنها عملت على ذلك منذ عقود، ومن أحرجهم حتى الآن هو الشعب الفلسطيني الذي قدم تضحيات هائلة، وهم يريدون من الأحداث الحالية أن تضيع فلسطين لكن هذا لن يحصل وهذا مرتبط بخيارات الشعب الفلسطيني الحي ومن يراهن على تخليه عن قضيته واهم تماما”.
واكد السيد نصرالله ان “حركات المقاومة لن تتخلى عن فلسطين، وسوريا لن تتخلى عن فلسطين حتى لو كان لديها بعض العتب على فصائل معينة”، مشددا على انه “بالموضوع الفلسطيني، نحن حريصون على علاقة جيدة مع أغلب الفصائل وما بيننا من خلافات في وجهات النظر نستطيع أن نعالجه بالحوار، وبالرغم من خلافنا حول الموضوع السوري نحن حريصون على أفضل العلاقات”.
ولفت السيد نصرالله الى “اننا لا ندعي أن “حزب الله” يستطيع اليوم أن يشن حربا على إسرائيل أو يحرر فلسطين ونحن واقعيون وهناك قوة في مقابلنا لكن نحن نختلف مع الآخرين المستسلمين”.
قال السيد حسن نصر الله في مقابلة تلفزيونية مع “الاخبارية السورية” إن “الدخول في الحرب السورية كان خيارنا ونحن أعلنا عن هذا الموضوع بشكل واضح وتحدثنا عن الأسباب”، واضاف “دخلنا الحرب بملء ارادتنا ونتحمل مسؤولياتنا ونحن لم نخبر حلفاءنا في لبنان كي لا نحرج احدا”، وتابع “نحن نتحمل مسؤولية دخولنا الى سوريا وقلنا لحلفائنا انهم يمكنهم القول ان حزب الله لم يسألنا بشأن دخوله القتال”.
اضاف: كنا نتوقع أن سوريا أمام معركة قاسية وقوية ومن البدايات أذكر أنه على المستوى الإقليمي والدولي الكل كان يتعاطى على أساس أن سوريا ستسقط خلال أيام أو أشهر”، واكد ان “حجم المعركة التي أعدت لسوريا كانت كبيرة جدا وكان واضحاً لنا أن المعركة قاسية وطويلة”، وتابع “كنا نتوقع أن نبقى في سوريا إلى الآن والمعركة مفتوحة حتى الآن”.
واشار الى ان “سوريا مستهدفة بسبب دعمها للمقاومة ولأنها دولة مستقلة في قرارها وفي رسم استراتجيتها وهي واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي تتمتع بهذه الميزة”، وشدد على ان “سوريا دولة محورية على الصعيد الإقليمي ولا يمكن لاحد أن يرسم مستقبل المنطقة بمعزل عن سوريا والإرادة السورية”.
ولفت الى انه “بعد رحيل الرئيس حافظ الأسد اعتبروا أن سوريا في وضع جديد والرئيس بشار الأسد يحتاج إلى تدعيم شرعيته ولذلك فتحت معه مجموعة من العلاقات من أجل مصادرة القرار السوري”، ولفت الى انه “في العام 2003 عندما احتلت أميركا العراق جاء كولن باول بلائحة مطالب إلى دمشق وكان المطلوب من سوريا الكثير من المطالب وكانت بداية الهيمنة على القرار السوري لكن الرئيس الأسد رفض هذا الأمر”، واعتبر ان “حادث اغتيال الرئيس رفيق الحريري استغل لاتهام سوريا التي اضطرت ان تخرج من لبنان ولكنها لم تخضع”، وتابع “الحرب في العام 2006 كانت أميركية والهدف منها سوريا والتنفيذ كان اسرائيلياً لكن المشروع فشل”.
ـ المعركة في سوريا طويلة ـ

وشدد على ان “المعركة في سوريا هي معركة المقاومة ومعركة استقلال سوريا”، وتابع “لم يكن هؤلاء يريدون مصلحة الشعب السوري بل إسقاط النظام لأنه مقاوم ومستقل ويمثل دور سوريا الإقليمي ويريدون الهيمنة على سوريا واعادتها إلى دولة لا شأن لها بما يجري في المنطقة”، ولفت الى ان “الرئيس الأسد كان دائما حاضراً ومستعداً للمطالب الشعبية المستحقة وكان حاضرا للحوار لكن الآخرين عندما شاهدوا ذلك دفعوا الأمور بقوة باتجاه العمل العسكري الواسع”، وتابع “القاعدة جاءت الى سوريا للسيطرة عليها والانطلاق منها للسيطرة على المنطقة واليمن ايضا”.
واكد السيد نصر الله ان “الحرب على سوريا فشلت طالما أن الدولة ما زالت موجودة والنظام موجود والدور السيادي موجود يعني أن هذا الحرب لم تحقق الهدف منها “، ورأى ان “سبب فشل الحرب على سوريا كان صمود القيادة السورية والجيش السوري والاحتضان الشعبي الكبير والهدف منها كان تدمير الدولة السورية والجيش السوري والهيمنة عليها”، واشار الى ان “المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الدولة هي الأكبر والجزء الأكبر من الشعب السوري لا يزال مع الدولة”، واوضح ان “السيطرة على بعض المناطق لا يحقق الهدف لأن الهدف لم يكن السيطرة على بعض المناطق فقط”.
واوضح “منذ البداية قلنا إننا ذاهبون إلى سوريا للدفاع عن سوريا وعن أنفسنا عن لبنان وفلسطين والقضية الفلسطينية لا بل يمكن القول انها اليوم دفاع عن الأردن والعراق”، واضاف “السبب الذي دعانا إلى الدخول إلى سوريا هو حجم المعركة لأن خسارة سوريا هي خسارة للبنان ولفلسطين وسيحسم مستقبل الصراع العربي – الإسرائيلي”، وسأل “كيف سيكون مصير دول الخليج والأردن والعراق فيما لو سيطرت القاعدة على سوريا؟”، واعتبر ان “الموضوع في سوريا أكبر من مسألة نظام ومن نعم الله أنه كان هناك هكذا رئيس وهكذا جيش عندما جاءت هذه المؤامرة”، واكد انه “من المراحل الاولى كان واضحا أن الرئيس الأسد لديه حاضنة شعبية كبيرة وشجاع وكنت أعرف أنه لن يغادر في أصعب الظروف”.
ولفت الى ان “حزب الله ليس قوة إقليمية وليس جيشا نظاميا بل حركة مقاومة لديه عديد معين وإمكانيات معينة لكن ربما يكون له في بعض الميادين تأثير نوعي لا سيما في مواجهة حرب العصابات”، واضاف “في ضوء الحاجة والإمكانات نتواجد في سوريا وحيث يجب أن نكون سنكون وليس هناك اعتبارات سياسية أو غير سياسية لذلك”، واشار الى انه “في بعض الأماكن في سوريا نكون بأعداد معقولة وفي بعض الأحيان نقدم المشورة”.
وقال “حيث تدعو الحاجة في سوريا سنتواجد ووجودنا هو في الكادر البشري ونقاتل بامكانيات الجيش السوري لأننا جزء من هذه المعركة”، ولفت الى ان “الخسائر التي تكبدها حزب الله في سوريا كانت متوقعة وما يقال في وسائل الإعلام غير دقيق ومضخم”، واضاف ان “المطلوب في سوريا هو الصمود لمنع الهيمنة على سوريا وهناك متغيرات في المنطقة ستكون لها انعكاسات على سوريا”، وتابع “المعركة في سوريا فتحت على كل الحدود وفي كثير من المحافظات في وقت واحد”.
وأكد ان “القرار العسكري تتخذه القيادة السورية على المستوى العسكري والسياسي ونحن نقدم المساعدة في الاماكن التي نتواجد بها”، وشدد على ان “القرار العسكري في سوريا سوري ونحن عامل مساعد والقادة العسكريون السوريون يسألون ويتشاورون لكن القرار لهم”، لافتا الى ان “معركة القلمون هي حاجة سورية ولبنانية مشتركة”.
ـ الأسد كان دائما مستعدا للحوار ـ

واشار السيد نصر الله الى ان “الرئيس الأسد كان دائما مستعدا للحوار السياسي وسقفه كان عاليا جدا لكن كل الأطراف الأخرى لم تكن جاهزة”، واوضح ان “جماعات المعارضة السورية لم تكن تريد الحل السياسي وأغلب هذه الجماعات تابعة لقوى خارجية”، واضاف “المصيبة الكبرى كان عند حضور “داعش” و”النصرة” فهل كانت داعش والنصرة جاهزة للقيام بأي حوار؟”، لافتا الى ان “الدول التي ترعى الجماعات التي تقاتل في سوريا لا تزال ترفض الحل السياسي”، معتبرا انه “في سوريا المنطق والعقل والمسؤولية تقول إن المطلوب هو الصمود وعدم الانسحاب لأن البديل كارثي وابقاء الحوار مفتوحاً لأي حل سياسي يؤمن مصالح سوريا”، مؤكدا ان “الذي صمد وقاتل واستشهد وقدم التضحيات وحقق الانجازات في سوريا هو السوريون انفسهم”.

وجدد التأكيد ان “المشكلة هي في العقل السعودي”، ورأى ان “مشكلة السعوديين أنهم لا يستطيعون أن يروا شعوباً حرة”، واشار الى ان “أول من تحدث عن أن هناك احتلالاً ايرانياً لسوريا هو سعود الفيصل”، وأكد انه “ليس هناك قوات إيرانية في سوريا بل ضباط ومستشارون موجودون منذ سنوات بموافقة الدولة السورية وعددهم بدأ يتراجع وهو اليوم أقل مما كان عليه قبل الأحداث”، ولفت الى ان “القرار في الداخل السوري وفي السياسية الخارجية هو قرار سوري والقيادة الإيرانية تصر على احترام هذا الأمر”، واوضح انه “لو توجه كل اللبنانيين الى سوريا لا يستطيعون احتلالها والكلام عن هذا الموضوع هدفه التقليل من أهمية سوريا ودورها ومن يروج لهذا الكلام يريد البحث عن شرعنة دعم المجموعات المسلحة”.

وتوجه الى الاعلام السوري بالقول “أنتم شركاء في المعركة وستكونون شركاء في الانتصار”، واضاف “المطلوب الصمود والثبات وعدم اليأس والثقة بالانتصار الآتي والحوار والعفو وتقدير شخص موجود على رأس الدولة السورية هو الرئيس بشار الأسد”، ودعا “السوريين الى وعي وفهم ما جرى في السنوات الأخيرة وان لا نأخذ بالحرب النفسية”.

ـ العدوان على اليمن ـ

وحول العدوان على اليمن، أكد السيد نصر الله ان “العدوان على اليمن هو عدوان أميركي – سعودي لان الاميركي يعتبر انه بخروج اليمن من السيطرة السعودية يعني خروجه من السيطرة الاميركية بينما اليمن لديه هذا الموقع الاستراتيجي”، ولفت الى ان “العدو الإسرائيلي يخاف من صعود شعارات الموت لإسرائيل”، ورأى ان “السعودية تريد استعادة الهيمنة على اليمن والحديث عن هيمنة إيرانية غير صحيح واليمنيون كانوا يسعون إلى أخذ بلادهم إلى دولة مستقلة تقف إلى جانب قضايا المنطقة وحركات المقاومة”.

وطالب “السعودية بأن توقف الحرب وتترك اليمنيين يتحاورون”، واشار الى ان “جماعة أنصار الله أعلنت أنها توافق على الحوار في أي دولة محايدة”، واعتبر ان “الذي أجبر السعودية على الدخول بشكل مباشر في الحرب على اليمن هو أن القوى الداخلية التي تدفع لها الأموال غير قادرة على القيام بأي أمر”، ورأى ان “السعودية خلال الفترة الماضية كانت تدفع أموالاً في أكثر من دولة وهي لديها الأموال والإعلام والمشايخ الذين يصدرون الفتاوى ولكن السعودية في كل حروبها بالواسطة في المنطقة فشلت”، مشيرا الى ان “الرئيس الاميركي باراك اوباما قال إن مشكلة الدول الخليجية ليست مع إيران وهذا صحيح بل مع الشباب الذي تربى على الفكر “الداعشي” و”داعش” هي تعبير عن المذهب الوهابي”.

ـ فشل ذريع للعدوان السعودي ـ

وانتقد “موقف السعودية التي شنت الحرب على اليمن ثم ذهبت لتبحث لها عن قرار عربي يؤيده”، واشار الى ان “رئيس احدى الدول العربية المهمة التي تعول عليها السعودية في الحرب على اليمن لم يعلم بالقرار السعودي سوى قبل فترة وجيزة من الاعلان السعودي عن بدء العدوان”، واضاف “لو ترك الموضوع للباكستانيين ليأخذوا قرارهم بناء على مصالحهم الخاصة ما كان ليكون موقفهم هكذا بالنسبة للعداون على اليمن”، واعتبر انه “في باكستان يعتبرون ان السعودية لها فضل عليهم مع انها اتت عليهم بالمصائب عبر صناعة القاعدة وطالبان”، وتابع “قد يكون المخرج من خلال الإعلان أننا لا نحارب في اليمن لكن ندافع عن السعودية لكن اذا كان الضغط كبيراً قد لا يكون هناك خيار أمام باكستان إلا الدخول في هذا الحرب”.

وفيما أكد ان “هناك فشلاً ذريعاً للعدوان السعودي ـ الأميركي على اليمن”، لفت الى انه “لا يوجد أي انجاز سعودي في الحرب حتى الان وهم جعلوا الغالبية الساحقة في اليمن ضد آل سعود وهناك استنفار وتعبئة يمنية هائلة وستزداد ضد السعودية نتيجة الجرائم التي يرتكبها العدوان”، واضاف ان “من انجازات الحرب السعودية دعم داعش والقاعدة في اليمن”.

واوضح انه “عندما يطلبون من اليمنيين تسليم السلاح الثقيل والمتوسط فبذلك شيء من الغباء لان السلاح المتوسط والثقيل هو سلاح فردي في اليمن”، ولفت الى “وجود مطالب شعبية يمنية بالدخول إلى السعودية لكن القيادة التي تدير المعركة هناك لم تأخذ هكذا قرار”، واشار الى ان “القيادة التي تدير المعركة في اليمن حتى الآن لم تأخذ قرار اقفال باب المندب أو ضرب أهداف في الداخل السعودي بالرغم من أن لديهم القدرة”.
وقال “أنا منذ البداية توقعت الهزيمة للسعودية وهذا سيكون له انعكاس على كل أحداث المنطقة”، واعتبر ان “العمى أوصل السعودية إلى حماية القاعدة و”داعش” وارسال السلاح لهما بالرغم من أنهما يشكلان خطراً على الأمن السعودي”، واضاف ان “الأميركي والإسرائيلي لا يريدان أن يكون هناك جيش قوي في المنطقة ولذلك هناك رغبة بتدمير الجيش اليمني”.

واكد “انا على يقين ان السعودية ستلحق بها هزيمة في اليمن وهذا الامر سينعكس على بيتها الداخلي”، ولفت الى ان “السعودية دولة لا قانون فيها ولا ديموقراطية ولا حقوق انسان ولا تداول سلطة”، واشار الى ان “الردود على الخطاب الأخير في ما يتعلق بالحديث عن السعودية والعدوان على اليمن كانت عبارة عن شتائم وهذا دليل على انني كنت على حق”.
ـ الموقف التركي من العدوان ـ

وفيما يتعلق بالموقف التركي من العدوان على اليمن، لفت السيد نصر الله الى ان “التركي يجامل الموقف السعودي من أجل لمّ الصفوف لتحقيق أهداف معينة لكن المشاركة الميدانية التركية في الحرب على اليمن مستبعدة”، واضاف ان “تركيا تقرأ المنطقة وتعيد حساباتها نتيجة الفشل في أكثر من مكان في سوريا ومصر وليبيا”، واعتبر ان “تركيا ربما ترى مصلحة في مكان ما لإعادة ترتيب علاقاتها مع السعودية”.

وحول الموقف السعودي – الخليجي في ايران واسبابه، اشار الى ان “السعودية ودول الخليج واغلب الدول العربية كانت لهما افضل العلاقات مع ايران في عهد الشاه الايراني على كل الصعد”، واضاف “لم يخرج احد وقتذاك من قادة او علماء السعودية ليقول كيف تقيمون العلاقات مع ايران رغم ان الشاه كان بحسب التوزيع المذهبي شيعيا وليس سنيا ولكن هذا الشاه كان حليف اميركا واسرائيل”.

ولفت الى ان “الشاه الايراني كان يقوم بشعائر الشيعة الدينية ورغم ذلك السعودية ومفتوها لم يعترضوا على ذلك”، وتابع “إلا انه عند انتصار الثورة في ايران بقيادة الامام الخميني بدأت السعودية ودول الخليح ودول عربية اخرى تعادي ايران لان الثورة الاسلامية كانت تناصر فلسطين وتعادي اسرائيل وتريد دعم حركات المقاومة ما جعل الحديث مع ايران يتغير وبات الكلام ان ايران دولة شيعية وتريد نشر التشيع وغير ذلك من الشعارات”.

واكد ان “مشكلتنا هي مع الصهاينة وليس مع اليهود لان الصهاينة هم من قتلوا وهجروا الشعب الفلسطيني وارتكبوا المجازر ضد الشعوب العربية والاسلامية لذلك فحربنا ليست مع اليهود بل مع الصهاينة ومع هذا العدو الصهيوني”، وشدد على ان “الكلام في الموضوع الطائفي والديني وسائل بشعة تستخدم في الصراع السياسي”، مؤكدا ان “ما يجري في المنطقة هو سياسي بامتياز”.

ـ الاتفاق النووي الايراني ـ

وبالنسبة للاتفاق النووي الايراني، قال السيد نصر الله إن “الاتفاق النووي الايراني هو إنجاز كبير جدا وتجربة التفاوض في هذا الملف يجب أن تدرس وتحلل وتأخذ منها العبر لكل الشعوب “، واعتبر ان “الاتفاق سوف يبعد شبح الحرب الإقليمية ومن نتائجه أن كل الذين كانوا ينتظرون الفشل وسيعملون عليه حتى شهر حزيران كان هدفهم إضعاف ومحاصرة إيران”، وتابع “يكفي أن نرى الموقف الإسرائيلي والغضب السعودي الإسرائيلي حتى نفهم أهمية الاتفاق النووي الايراني”، ورأى ان “أهم شيء في هذا الاتفاق هو أن إيران لم تتحدث في أي ملف باستثناء الملف النووي الإيراني بالرغم من أن الأميركيين كانوا يصرون على إدخال ملفات أخرى”.

ولفت الى ان “إيران لم تقدم أي تنازل بأي من ملفات المنطقة لأنها أصلا لم تفاوض على أي منها والعامل الأول المساعد على هذا الاتفاق هو قوة إيران”، ورأى ان “الاتفاق يعزز قوة إيران ودورها في المنطقة ولن يؤدي إلى ضغطها على حلفائها في المنطقة”.
ـ القضية الفلسطينية ـ

وحول القضية الفلسطينية والعلاقة مع فصائل المقاومة، شدد على ان “حزب الله حريص على علاقة جيدة مع أغلب الفصائل الفلسطينية وما بيننا من خلافات في وجهات النظر نستطيع أن نعالجه بالحوار”، واكد ان “حركات المقاومة لن تتخلى عن فلسطين وسوريا ونحن لن تتخلى عن فلسطين حتى لو كان لديها بعض العتب على فصائل معينة”، واشار الى ان “رغم اي خلاف قد يكون على اي قضية اخرى او ملف اخر لا يمكننا التخلي عن القضية الاساس ألا وهي القضية الفلسطينية”.

ولفت الى ان “الأنظمة العربية تريد من الأحداث الحالية أن تضيع فلسطين لكن هذا لن يحصل وهذا مرتبط بخيارات الشعب الفلسطيني الحي ومن يراهن على تخليه عن قضيته واهم تماما”، واكد ان “فلسطين لم تضعف بالرغم من أنهم عملوا على ذلك ومن حق البعض أن يقلق وأنا أتهم أغلبية الأنظمة العربية أنها عملت على ذلك منذ عقود”، وتابع “نحن لا ندعي أن حزب الله يستطيع اليوم أن يشن حربا على إسرائيل أو يحرر فلسطين ونحن واقعيون لكن نحن نختلف مع الآخرين المستسلمين”.

وبالنسبة لرد المقاومة على غارة القنيطرة في سوريا، قال “لو رددنا من سوريا لكانت قيمة الرد على المستوى الإستراتيجي أقل بكثير”، واضف “لم يكن هناك أي مانع من الرد على غارة قنيطرة من الجنوب السوري لكن نحن أردنا إرسال رسالة أدركها العدو والصديق والرد في لبنان كانت له دلالة مهمة بأن الجبهة كلها جبهة واحدة بالاضافة الى ان جبهة جنوب لبنان مهمة جدا للعدو حيث يوجد منطقة شمال الكيان الغاصب كلها بما تحتويه بالاضافة الى منطقة الساحل الفلسطيني المحتل”.

من جهة ثانية، اوضح السيد نصر الله انه “على تواصل دائم مع الشعب والجمهور في سوريا من خلال الخطب والمقابلات والمتابعات اليومية”، واضاف “كنت دائما اتحين الفرصة ومشتاقاً لهذا اللقاء المباشر مع السوريين خصوصا ان هناك تطورات واحداثاً في ظل هذه المرجلة الحساسة لذلك كانت هناك حاجة للقاء الشعب السوري خاصة والشعب العربي بشكل عام”.

(الديار)

السابق
مريم البسّام تعتذر وتستقيل: قد أفتح محطة خاصة
التالي
بلينكن أكد أن «لا مكان للأسد في المستقبل»