مريم البسّام تعتذر من الجمهور – الوحش: هذا ما جنتهُ يداكِ

هذا ما جنتهُ يداكِ من مصطلحات لا تغني الحوار ولا تسمن الجوع إلى الفكرة. من مقدّمات تلعب على الغرائز لرفع نسب المشاهدة، ومن جمل إنشائية لا تقدّم أفكاراً بل عواطف. هذا هو الجمهور الذي رفعكِ إلى مصاف القدّيسة مريم، ثم أنزلك، بجملة واحدة، إلى أسفل قعر ممكن

أما وقد تقدّمت مريم البسام باستقالتها من إدارة أخبار قناة “الجديد”، وقالت إنّها ليست راضية عن الجملة التي أثارت غضب نجل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، جواد نصر الله، ومن ورائه جماهير الممانعة…

أما وقد تراجعت أمام “الجمهور” و”ما يطلبه المشاهدون”، فقد آن لنا أن نطرح عليها سؤالا وحيداً بجمل عديد وصيغٍ مختلفة:

أليس هذا هو الجمهور الذي كنتِ تغازلينه ليلاً ونهاراً؟

ألم تنتبهي إلى أنّك كنتِ تقتلين فيه الحسّ النقدي؟

ألم تعرفي أنّكِ كنتِ تساهمين في تربية الوحش الذي أكلك ذات نشرة لم تعجبه؟

أليس هذا هو الجمهور الذي كنّا نقول لكِ دائماً إنّه لا يقبل النقد؟

ألم تصمّي أذنيكِ عن حقيقة أنّ واجبكِ، وواجب من يشبهونكِ من محرّكي الرأي في شارع الممانعة، أن تربّونه على الحسّ النقدي؟

أما كان يجب أن تندمي لأنّكِ ساهمتِ في تربية جمهور لا يقبل النقد؟

ألا ترين أنّكِ فشلتِ في رفع الجمهور إلى أن يتعلّم المحاججة والمناقشة بالحجّة وليس بالهوبرة والصوت العالي والإنشاء الفارغ؟

هذا ما جنتهُ يداكِ من مصطلحات لا تغني الحوار ولا تسمن الجوع إلى الفكرة. من مقدّمات تلعب على الغرائز لرفع نسب المشاهدة، ومن جمل إنشائية لا تقدّم أفكاراً بل عواطف. هذا هو الجمهور الذي رفعكِ إلى مصاف القدّيسة مريم، ثم أنزلك، بجملة واحدة، إلى أسفل قعر ممكن وجعلكِ “براتبين” وصاحبة “دكّانة” ومرتزِقة ولا داعي لذكر اتّهامات العهر المعنوي والجسدي التي كالها لكِ هذا الجمهور.

أما وقد اكلكِ الوحش الذي ربّيتِهِ فالأسف كلّ الأسف لأنّكِ تراجعتِ واعتذرتِ، وأنت صاحبة القلم والفكرة، من جمهور الهوبرة الذي أخذكِ إليه بدل أن ترفعيه إليكِ.

السابق
تجار السلاح والمقاولات
التالي
بالصورة: نيكول سابا تطرد متابعيها: انقلعوا وانقبروا