جنبلاط: سوريا رهينة مخابرات ايران

قال رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط إنه “إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة وفي لحظة مصيرية تاريخية تعيشها قد تؤدي إلى تغيير جوهري فيها، نعتقد أن الحكمة والعقل والواجب الوطني يقضي بأن نتطلع إلى مصلحة لبنان واللبنانيين في الداخل والخارج، مغلـّبين الوحدة الوطنية الداخلية والأمن والاستقرار فيه وعدم الدخول في صراعات جديدة وإضافة نقاط خلافية إلى واقعنا السياسي، الذي لا يحتمل المزيد من الانقسام والتشنـّج”.

وأضاف بموقفه الأسبوعي لجريدة “الأنباء” الإلكترونية: وإذا كنا منذ البداية قد إختلفنا مع بعض شركائنا في الوطن على قراءة وتحليل الموقف في سوريا بعد إنطلاق الثورة السلمية الشعبية فيها، فكان رأينا ضرورة تلبية مطالب الناس المحقة والمشروعة في التغيير والحرية، وحذرنا من اللجوء إلى الخيار الأمني الذي سيدمـّر سوريا، كان رأي غيرنا أن العملية ستحسم من قبل النظام خلال ساعات وها هي سوريا تدمـّر منذ خمس سنوات ومصير الآلاف من المفقودين مجهول والمعروف فقط حقائق ثابتة لا يمكن لأحد تجاوزها وهو أن إرهاب النظام السوري هدّد ويهدّد وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وحوّلها الى ساحة للحروب والصراعات وساهم في ذلك خبث الغرب الذي أخذ من النظام السلاح الكيماوي لأنه يهدّد إسرائيل ليبقى لديه السلاح الذي يهدّد ويقتل الشعب السوري بالبراميل المتفجرة والمجازر الجماعية التي ترتكب ضده.

تابع: ولا ننسى أن النظام ذاته استخدم العناصر التي يسمّونها “متطرفة” أو “إرهابية” في العراق أولاً ثم إرتدّت إلى سوريا، وأطلق العنان لمجموعات منها، لتعميم نظرية المؤامرة والحرب الكونية على سوريا من جهة، ولاستغلال موقعه ودوره في مواجهة الإرهاب وإبتزاز العالم من جهة ثانية. وهذا النظام قضى على كل هيكل الدولة السورية التي صارت رهينة المخابرات الإيرانية التي تدير كل الأمور وتتحكم بأهم القرارات.

وقال: وإذا كنا من الأساس ضد كل أشكال التدخل في سوريا ومن أي جهة أتى وعلى أي مستوى من المستويات، نظراً لخصوصية واقعنا اللبناني، فإننا وانطلاقاً من المبدأ ذاته نرى خطورة كبرى اليوم في تجاوز ربط المسارين بين لبنان وسوريا إلى ربط المسارات كلها من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان الذي يستمر في دفع الأثمان دائماً، لا سيما وأننا لم نسمع كلاماً من إيران الإسلامية نفسها حول قضايا تعنيها بمستوى وحجم الكلام الذي سمعناه في لبنان، والذي وفي مكان ما قد يترك أثراً سلبياً كبيراً على الوضع الداخلي وعلى أوضاع اللبنانيين في الخارج في الخليج عموماً وفي المملكة العربية السعودية خصوصاً وهي التي وقفت دائماً إلى جانب لبنان وساهمت في إعادة إعماره بعد كل الحروب والنزاعات لا سيما بعد حرب العام 2006 وقدمت مؤخراً مساعدات إستثنائية للجيش والمؤسسات الأمنية اللبنانية تأكيداً لوقوفها إلى جانب الدولة اللبنانية وأمن وإستقرار ومصلحة كل اللبنانيين دون تفرقة أو تمييز.

وأشار إلى أن “هذه المملكة المعروفة بصبرها وعدم تدّخلها في شؤون دول أخرى، إضطرت إلى إطلاق عملية “عاصفة الحزم” في اليمن بعد فشل كل الوساطات والنداءات والمساعي لتطبيق القرارات الدولية المبنية على مبادرة مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة اليمنية. ولا تزال حتى الآن تدعو إلى الحل السياسي المستند إلى تلك القرارات وتعلن أن أبوابها مفتوحة لأي حوار على هذا الأساس ولا يستثني أحداً من المكونات اليمنية. فلا يجوز أن يقال كلام في إيران الإسلامية عن الرغبة في الحوار، والسعي إلى تواصل مع المملكة العربية السعودية وأن نسمع في لبنان كلاماً يحمل إشارات حول ما يمكن أن يلحق بالمملكة من خسارة وأذى على مستوى أوضاعها الداخلية وأمنها واستقرارها، وتطلق بحقها وبحق مسؤوليها أوصاف ونعوت غير مقبولة”. فهلا سألنا ما هي الانعكاسات الخطيرة لمثل هذه المواقف على مصالح اللبنانيين في هذه الظروف الصعبة؟ وعلى أوضاعنا الداخلية؟

وأكد جنبلاط ضرورة الحفاظ على الحوار وتنظيم الخلاف بين اللبنانيين، متمنياً على الجميع الابتعاد عن الانفعال وإطلاق المواقف التي تتناقض مع هذا التوجـّه ومع الشراكة الوطنية لنحمي معاً ما تبقـّى في لبنان.

السابق
جعجع: الجمهورية القوية تتطلب إعادة كل القرارات الى كنف الدولة
التالي
جنبلاط للأنباء: خطورة كبرى في ربط المسارات كلها من اليمن إلى العراق وسوريا ولبنان