متطرّفون قتلوا عنصراً من حزب الله بعين الحلوة: جزاؤكم على سوريا

سقط مروان عيسى شهيدا لحزب الله في مخيم عين الحلوة. مجدداً تدخل المخيمات الفلسطينية في اتون الصراع الاقليمي الدائر. فلسطين لم تعد قضية تجمع بالنسبة للبعض بل اصبحت ورقة يمكن الاستفادة منها. ووجدت على جثته عبارة «هذا جزاء من يقاتل إخواننا في سوريا».

إختفاءُ، فعثور، فتبني، فتشييع، فمواقف، فردة فعل. في التفاصيل أنّ شاباً في مقتبل العمر لبناني الجنسية، جنوبي من بلدة عيترون – قضاء بنت جبيل إختفى منذ أيام، وكان مكانه مجهولاً ثم ظهر بعد أيام موضوعاً في كيس أسود داخل صندوق سيارة مركونة في موقف في مخيم عين الحلوة. استخبارات الجيش اللبنانية استطاعت تحديد بسرعة قياسية مكان جثة مروان وذلك بالتنسيق المطلوب والتعاون الإجباري مع فلسطينيي الداخل أي داخل المخيم. وطلبت القوى الامنية اللبنانية تسليمهم من أفيد أنهم متورطون أو مشاركون في الجريمة بانتظار تسليم المسؤول الفعلي أو من تتوصل التحقيقات إلى أنّه المدان فعلياً.

وقد نعى حزب الله مروان عيسى شهيد الغدر الذي قتل في المخيم ووجدت على جثته عبارة «هذا جزاء من يقاتل إخواننا في سوريا». والأرجح أنّه قتل بطلق في رأسه، هو الذي كان يدخل المخيم ويخرج منه بسيارة الأجرة التي يملكها باعتبار والدته فلسطينية وله معارف كثيرة في الداخل. وحصلت الجريمة في توقيت أقل ما يمكن القول عنه إنّه مشبوه والقصد خلف الجريمة خطير. فهناك خطر على المخيمات أذا سقط “أيوب المخيمات” أي مخيم اليرموك مؤخراً، وبشكل دراماتيكي في قبضة مقاتلي الدول الإسلامية في العراق والشام. لا ندري إن هم دخلوا إليه، وحرروه أم أن أهله اعتنقوا برضاهم أو غصباً عنهم تفكير داعش وائتمروا بأمرتها سعياً إلى الخلاص، ولا نعلم اذا كان ما جرى بدافع من إحدى الأطراف في لحظة تطور إقليمية، لتفقد الفلسطينيين رسالتهم الأساسية أي حقّ العودة وذلك لصالح الصراع الإقليمي.

للأسف، الملف الفلسطيني حاجة في الصراع الإقليمي والدولي وهو على ما يبدو عاد مجدداً الى طاولة  الصراع المحتدم بين إيران و السعودية. اذ تشكل المخيمات بشكل أو بآخر ورقة صالحة لكليهما طالما أنها وبفعل قدراتها المتواضعة أمست رخوة ومتأثّرة بعوامل يمكن استخدامها. ومن أبسط هذه الاستخدامات استمرار قهر أبنائها والدأب على تجويعهم وتصويرهم زوراً على انهم أحرار وهم في الحقيقة عكس ذلك فهم مقهورون معذبون.

 

المطلوب من الفلسطينين في هذا الزمن المرير أمر واحد ووحيد يتلخّص في وعي بسيط للحد من مفاعيل التصادم العنيف. ومخيم عين الحلوة بالذات وغيره من المخيمات أمام امتحان صعب مؤلم و عصيب، فأبناؤه بين فكّي محور متعجل يقاتل من جديد ويحاول تدارك خسارة بعد سكوت طويل والآخر مقاتل متمرس ومتروي.

وهذان المحوران يملكان الكثير من الأموال الوفيرة والأيادي الطويلة والمذهبية المستعرة والنفوس المتربصة والخطيرة و الأرواح الشريرة. وهناك من يحسن استخدامها ويرسم طريقا لها ويضع حدوداً لها. فمن المستغرب حتى الآن أن الفتنة المذهبية لم تتخطّ حدود ما رسم له. وإلا فما تفسير عدم وجود اي صراع مذهبي في الشرق الأقصى الأندونيسي أو الماليزي مثلاً والشرق الأوروبي البوسني والشمال الشرقي والغربي الإفريقي كما ولا مبالاة التجمعات السنية الاخرى في القارة الهندو – صينية والروسية والأهوازية والأفغانية والقوقازية بل وعدم حماستهم للتحريضات المذهبية الشرق أوسطية رغم محاولة تصويرها من قبل المتصارعين وتصديرها على أنّه صراع سني شيعي بشكل صريح و فاقع.

إنه التقسيم و إنه بإختصار فعل إعادة التموضع بعد مخاض الفوضى التي تسببت بها ثورات الشعوب الصوتية وأسهمت بسقوط أنظمة وصمود أنظمة وعودة بعضها، وتسلق أخرى جديدة مختلفة عنها لكن هي من جنسها، ذاك وذلك وهؤلاء وأولئك ومن معهم ومثلهم ممن أيدهم من الفلسطينيين أسقطوا فلسطين من مرتبة القضية إلى تفصيل في قصة صراع  إقليمية.

 

السابق
جبيل في لبنان، ثاني أقدم مدينة في العالم
التالي
نصرالله: المعركة في سوريا هي معركة المقاومة والقرار السوري المستقل