عمليتا الكويت والعوامية: هل بدأت إيران بزعزعة الأمن الخليجي؟

برميل
برز في الأيام الماضية حدثان أمنيان متلازمان مكاناَ وزماناَ وهما اكتشاف محاولة تهريب متفجرات من ايران الى البحرين عبر الكويت، وتبادل اطلاق نار بين الشرطة السعودية وعدد من المسلحين السعوديين الشيعة في المنطقة الشرقية أسفر عن مقتل شرطي، فهل يدرج هذان الحدثان في خانة التحذير الإيراني ردّا على الحملة العسكرية الخليجية على اليمن؟

أعلن أول أمس السبت أن السلطات الكويتية تمكنت من ضبط برميل يحمل متفجرات قادم من دولة إيران، ومتجها لمملكة البحرين، مؤكدًا أن المواد المضبوطة تم نقلها إلى جهات أمنية، موضحًا أنه يجرى تحقيقًا موسعًا فى الواقعة. وأكدت المصادر أن السلطات الكويتية ممثلة فى سلطات الجمارك تمكنت من ضبط المواد المتفجرة قبل إرسالها للبحرين، مشيرة لوجود مكثف للقيادات الأمنية الكويتية بموقع ميناء الدوحة بدولة الكويت.

وأشار إلى أن إيران تسعى للعبث بالأمن القومي العربي في الآونة الأخيرة من خلال دعمها للحوثيين فى اليمن، ومحاولة لإثارة الفوضى فى دول مجلس التعاون الخليجي. في موازاة ما حدث في الكويت، أعلن أمس الأحد في الرياض عن مقتل جندي سعودي وإصابة ثلاثة آخرين في مواجهات في بلدة العوامية بالقطيف في المنطقة الشرقية الشيعيّة بالسعودية.

وقال بيان لمتحدث وزارة الداخلية السعودية أن عملية أمنية انتهت بالقبض على أربعة مطلوبين متورطين بإطلاق النار على رجال الأمن. وأكد المتحدث أن “قوات الأمن قامت، بعد عصر يوم الأحد 16 / 6 / 1436هـ، بتفتيش عدد من الأوكار التي توفرت أدلة على استخدامها من قبل العناصر الإرهابية ببلدة العوامية، حيث تم فيها ضبط كمية من الأسلحة الآلية والمسدسات والذخيرة وأجهزة اتصال ، وأثناء انتقال رجال الأمن بين المواقع المستهدفة، تعرضوا لإطلاق نار كثيف من أحد المباني المجاورة مما اقتضى التعامل مع الموقف بموجب الأنظمة والرد على مصدر النيران بالمثل، والقبض على (4) أربعة سعوديين من المتورطين في استهداف رجال الأمن بإطلاق النار وهم يؤدون واجبهم”.

وينظر المراقبون لهذين الحدثين الأمنيين المتزامنيين بوقت واحد تقريبا وفي ظلّ هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي تمرّ بها المنطقة على أنها تحمل خطورة إستثنائيّة، فهي تدّشن مرحلة جديدة من مراحل الهجوم الإيراني على المنطقة، لا سيّما وأن دول مجلس التعاون الخليجي ظلّت مستثناة تقريبا من أي عمل تخريبي أمني مباشر من قبل إيران، مكتفية الأخيرة بمسرح عمليات متاح لها في الدول العربية التي تعاني من نزاعات وحروب داخلية ، حيث تعمل أذرعتها العسكرية بحريّة، كحزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، وبعض فصائل الحشد الشعبي في العراق الذين يسهرون على بقاء دولهم الضعيفة الممزقة داخل الحظيرة الإيرانيّة، من أجل تحقيق أهداف طهران الاستراتيجية فلا يخرج قرار من عواصمها دون مشورة الجار الفارسي القوي، الذي يعرف جيّدا كيف يوظّف هيمنته على تلك البلدان ويستثمرها كأوراق إقليميّة تقوّي مركزه التفاوضي مع الغرب ، فيخرج منتصرا من نزاعات ويعقد اتفاقات يعدها انتصارا لسياسته كما حدث الاسبوع الفائت مع توقيع اتفاق “لوزان” النووي مع أميركا وحلفائها الذي أنهى فيه حقبة الحصار الاقتصادي والعداء السياسي مع الغرب.

يبدو أن ايران جادة في عدم السماح بانتزاع أيّة ورقة من أوراقها الإقليميّة في المرحلة القادمة وهي متمسكة بقوّة بما تملكه من ساحات عربيّة انتزعتها وضمّتها لجعبتها، لذلك فإن عمليتي الكويت والعواميّة في السعودية هما رسالتان واضحتان من طهران لمن يهمه الأمر في دول مجلس التعاون الخليجي أن إيران سوف تنقل المعركة الى داخل تلك الدول وتزعزع أمنها في حال استمرّ الخليجيون في هجومهم العسكري على اليمن لمحاولة كسر الحوثيين المدعومين من ايران مالا وعتادا والذين يسيطرون اليوم على صنعاء ويتحكمون بالقرار اليمني مع حليفهم الرئيس السابق المخلوع علي عبدالله صالح المنضم حديثا الى المحور الايراني “الممانع”.

السابق
اعتصام في مخيم البرج الشمالي تضامنا مع مخيم اليرموك
التالي
درباس: رئيس الحكومة لا يحتاج لإذن من أحد عندما يتكلم