«زوجة لرجلين»… لتحقيق العدالة الاجتماعية

كأنه إحدى شخصياته القصصية، الحاملة لقيمٍ إنسانيّة معنويّة، كبرى، تناهض الظّلم بحملها لواء الدعوة الحثيثة والملحّة، لتحقيق العدالة الاجتماعية، إذ إن القاص والرسّام محمد خرُّوبي، وفي حوارنا هذا معه حول مجموعته القصصيّة الجديدة الصادرة (عن دار الفارابي – بيروت – ط.أولى 2015)، تحت عنوان: "زوجة لرجلين"، لا "ينتحل" صفة الإبداع، وهذا يناقض، تماماً، الإبداعيّة الواضحة، التي يتّسم بها نتاجه في القصة القصيرة وفي الرسم معاً، الإبداعية المتمثلة بوجهيها هذين في هذه المجموعة.

الرّسوم المرفقة بمجموعتك القصصية الجديدة “زوجة لرجلين”، هي بريشتك أنتَ، أيْ أنّك رسَّام وقاصٌّ، في الوقت عينه، فمتى اكتشفت موهبتيك هاتين؟ وكيف طوّرتهما؟

أنا منذ صغري كنتُ أحبّ التّأمّل في الطبيعة، وهذا ما ولَّد عندي حبّ الاستطلاع، وكان ذلك مدخلاً لتنمية مواهبي، التي برزت لاحقاً ومنها الشِّعر في البداية. ثم وبعد أن تعزَّز حبُّ استطلاعي، بدأتُ أكتشف أنّ لدي إمكانيات في الرسم، ومن هنا بدأت أحاول رسم الوجوه بشكل خاص، وصولاً إلى قراءة كتب عن الفن الكلاسيكي، مروراً بسلفادور دالي، وبيكاسّو، وهذا من حيث الرّسم، أما بالنسبة إلى كتابتي القصة القصيرة، فأنا كنت مسحوراً بالقصص التي ترويها لي جدتي لأبي ذلك لأن قصص جدتي قد وسّعت من آفاق خيالي إلى حدّ بعيد، وهنا أقول إنّ كتابتي للقصّة والقصيرة تحديداً لأنها تتجاوب مع شخصيّتي التي تُحب إيصال الفكرة بأقلّ ما يمكن من الكلام، وهذا عائدٌ بشكل أساس إلى كتابتي الشعر كما أشرتُ قبل قليل.

· إنّ معظم قصص هذه المجموعة، (كـ”مبروكة” و”أخطاء تتكرّر” و”هزائم”، على سبيل المثال)، يتصف بمناخات وأجواء، ذات أبعاد تجريديّة خالصة، بمعنى أن القصص التي نقصدها ها هنا، ومن خلال معالجتها حالة خاصة، منها ما يعكس، ومنها ما يمثل حالة عامة، فلماذا إذن اعتمدت فيها هذا الأسلوب؟

إن المبدعين بشكل عام، إن كانوا كُتّاباً أو أو رسَّامين أو شعراء… إلخ، نراهم ينهلون من واقع بيئتهم الخاصّة، هذا الواقع الذي هو الأمر الوحيد الذي لا يمكنهم الوصول إلى العالمية من دونه على الإطلاق. وهنا اود أن أشير إلى أنني وأثناء قراءتي لنجيب محفوظ مثلاً أحسّ أنني موجود بشكل ما في النص الذي أقرأه. من هنا فإن ما وجدته أنت في بعض قصص هذه المجموعة هو فعلاً يرمي إلى الإضاءة على حالة هي، يمكن أن تكون ذات دلالة عامّة تنسحب على أوضاع أكثر من شخصيّة، بعينها في أرجاء وطننا العربي بشكل عام.

· رسماتُك المرفقة بهذه المجموعة، هي رسمات تجريدية بحتة أيضاً، فهل أنت رسّام تجريدي؟ أم أن هذه الرسمات، أخذت تجريديّتها مما تعكسه تصويرية ومضامين القصصية هنا، فقط؟

أنا لست رسّاماً تجريديّاً، ولكن إن الرسوم التي يتضمنها هذا الكتاب والتي يتصدّرها رسم الغلاف، إنما هي رسوم المقصود منها خدمة مضمون النص المرفقة به.

· نسبة لعناوين قصص “زوجة لرجلين”، فكيف تختار، وعلى وجه العموم، عنوان أيّ قصّة تكتبها؟

عندما يولد “طفل” النّصّ نختار له الإسم المناسب للمحتوى. ومن هنا فإن عناوين مجموعاتي القصصية الأربعة هي عناوين تحرّض القارئ على قراءة هذه المجموعة.

السابق
اتفاق 10 سنوات: يموت الملك أو يموت الحمار أو يموت جحا
التالي
عبور 6 من سائقي الشاحنات المحتجزين الى الاراضي اللبنانية