اتفاق 10 سنوات: يموت الملك أو يموت الحمار أو يموت جحا

الاتفاق النووي
كانت التطورات الصاعقة التي ظهرت في المنطقة في سوريا واليمن والعراق العامل الضغط على ايران لتوقيع الاتفاق النووي بعدما رأت أن زمام المبادرة والسيطرة قاب قوسين أو أدنى بانفلات من يدها.

نشر الكاتب والدكتور محمد عقل صفحته الفايسبوكية بوستاً معلّقاً به على أسباب والتطورات التي جعلت من إيران تسرع في توقيع الاتفاق النووي وهنا نصه:
>
> لبضعة أيام قبل توقيع اتفاق الشيطان اﻷكبر ونظام اﻵلهة اﻷعظم. بدت وكأن تهران فعلاً ألقت القنبلة النووية الحقيقية. وبدت للوهلة اﻷولى وكأن الملف النووي هو تغطية لتفجير القنبلة النووية الحقيقية، وهي تتمثل بالسيطرة على منافذ العالم اﻹقتصادية وﻻ سيما بعد سيطرة الحوثيين على اليمن لتقول تهران للعالم هذه حدودنا الحيوية، عاصمتنا بغداد الرشيد وخطوطنا الحمر تنطلق منها إلى دمشق ومنها إلى بيروت مروراً بشواطئ المتوسط الشرقية، وصوﻻً إلى باب المندب ومضيق هرمز الذي منه يمر 85% من احتياطي النفط العالمي. أكثر من مسؤول إيراني أعلن ذلك، ولم يبدو ذلك من باب التكهنات والرجم بالغيب ولكن السؤال هو: كيف بدت اﻷوضاع عشية اﻹعلان عن اﻹتفاق؟

1- استطاعت دمشق عبر تقاطع المصالح مع واشنطن وداعش ودول التحالف ومعهم دول الخليج استطاعوا جميعاً أن يقتلوا الربيع العربي ويدفنونه وسيشيعونه.

2- حمت دول الخليج نفسها وكياناتها من اﻹنهيار المحتم جراء الربيع العربي فلاقوا الميليشيات المذهبية المختلفة ليدمروا الربيع العربي، وساعدها الشيطان اﻷكبر ونظام اﻵلهة في تهران.

3- لم يتمكن نظام اﻷسدين من إنقاذ نفسه بالرغم من كل التهويل وفتح الحدود وعسكرة الثورة في محاولة يائسة لتخريب الوضع وكب مشكلته إلى الجوار، وإن نجح في بعض هذه المحاوﻻت، إﻻ أن اﻹرتدادات كانت قاتلة للنظام ومدمرة لبنية الدولة القائمة على التوريث والفساد والهشاشة التي ارتدت جميعها وما زالت انهياراً متمهلاً لكل شيء في سوريا.

4- تبين عشية التوقيع كم أن واشنطن مطمئنة للوضع، ومستفيدة من اتساع رقعة الدواعش واستثمارها في مواجهة إيران، وقد تبين مدى هشاشة الجيش الإيراني في مدينة تكريت العراقية التي كانت عبارة عن بروفة لقياس فاعلية القوة العسكرية اﻹيرانية؛ فوقف الخبير اﻹستراتيجي الحاج قاسم اﻹيراني مذهوﻻً على أبواب تكريت ﻷكثر من 20 يوماً وبمعية الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي الشيعية والتي تبين ﻻحقا أنها ميليشيا نهب وقتل وثارات ليس إﻻ، وهذا ما جعل حكومة بغداد تستنجد بقوات التحالف برئاسة الشيطان اﻷكبر للخروج من هذه الورطة.

5- الوضع في اليمن لم يكن أحسن، فظنت تهران أنها تمتلك المبادرة فاجتاح الحوثيون بالتعاون مع الرئيس المخلوع صالح اليمن طوﻻً وعرضاً ما أراح القاعدة وخصوصاً في الجنوب لخلط اﻷوراق وبالتعاون غير المباشر مع الحوثيين. وهو ما طرح علامات استفهام كبرى في محاولة ﻹرباك التحالف بقيادة السعودية التي فاجأت الحوثيين وأذهلت تهران بضرباتها السريعة.

6- السعودية لو تركت اﻷمور على عواهنها لسقطت الرياض، وهذه اﻷخيرة تعمل اﻵن مع القبائل والمقاومة الشعبية لضرب الحوثيين وبالتعاون غير المباشر مع الشيطان اﻷكبر أيضاً. بغداد ودمشق اﻷسد وأعوانهما ارتاحو لتدخل الشيطان في سوريا والعراق وانزعجوا منه في اليمن ﻷنه لغير صالح المحور الممانع اﻹيراني.

7- كانت هذه التطورات الصاعقة عامل ضغط في التفاوض الشيطاني – التهراني، وقلب النتائج ما جعل تهران تقبل به تخوفاً من مفاجئات بدأت بالظهور في سقوط إدلب واختراقات للمعارضة السورية في الجنوب.

هذه بعض المعطيات على اﻷرض التي جعلت تهران تقبل وتغتنم “الفرصة الذهبية” كما سماها أبو حسين أوباما. وهذا اﻹتفاق اﻷميركي – اﻹيراني والنصر اﻹلهي الجديد يذكرنا بحكاية جحا وقبوله باتفاقه مع الملك على تعليم حمار جلالته القراءة وشرط الملك الوحيد كان تعليم الحمار ليحصد المعلم الجائزة أو يقطع رقبة المعلم الفاشل. قبل جحا بشرط أن تكون المدة خلال 10 سنوات لصعوبة المهمة، وأتى الناس يسألون جحا: كيف قبلت وينتظرك الموت بعد 10 سنوات. فقال: بعد السنوات العشر يحصل شيء من ثلاثة أشياء: يموت الملك. أو يموت الحمار. أو أموت أنا. فأصبح بحل من اﻹتفاق بعد أن آخذ الجائزة. ونحن في اتفاق واشنطن – تهران نعرف جحا. وهو واشنطن. والباقي سهل.

السابق
ليبانون ديبايت سرق خبر «جنوبية» ونسبه لنفسه
التالي
«زوجة لرجلين»… لتحقيق العدالة الاجتماعية