البابا يدعو في عيد الفصح لانهاء المآسي والاضطهاد في افريقيا والشرق الاوسط

دعا البابا فرنسيس الاحد لمناسبة عيد الفصح وفق التقويم الغربي الى انهاء المآسي وعمليات الاضطهاد في افريقيا والشرق الاوسط، وسط مناخ من اعمال عنف ترتكب في العالم باسم الدين خاصة المجزرة التي ذهب ضحيتها مسيحيون في كينيا.

وتوجه الحبر الاعظم الى كل المجموعات الدينية التي تلجأ الى الحرب لكن من دون تسمية الحركات الجهادية، قائلا “ان من يحمل في نفسه قوة الله وحبه وعدالته لا يحتاج لاستخدام القوة”.

وترأس البابا في الفاتيكان قداس عيد الفصح اهم الاعياد لدى المسيحيين لانه يمثل قيامة المسيح، على منصة مسقوفة بيضاء نصبت في باحة كاتدرائية القديس بطرس، وسط غابة من المظلات المتعددة الالوان للوقاية من المطر.

وككل سنة زينت الباحة بازهار ربيعية جاءت من هولندا، فيما علت ايقونة كبيرة للمسيح الى يسار المذبح.

ثم قام خورخي برغوليو بسيارة “بابا موبيل” مكشوفة بجولة وسط الحشود قبل ان يوجه رسالته من اجل السلام ومباركته الى “روما والعالم”.

لكن عيد الفصح الثالث الذي يحتفل به البابا فرنسيس منذ انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية في اذار 2013 تعكر صفوه المجزرة التي ارتكبها جهاديون اسلاميون من حركة الشباب الصومالية وخلفت 148 قتيلا معظمهم من الطلاب المسيحيين.

ودعا البابا الى انهاء المآسي وعمليات الاضطهاد التي ترتكب باسم الدين في افريقيا والشرق الاوسط، كما اشاد بالاتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه في لوزان بشأن البرنامج النووي الايراني واعتبره “خطوة نحو عالم اكثر آمانا”.

وقال “لنطلب هبة السلام من اجل نيجيريا وجنوب السودان ولمختلف مناطق السودان وجمهورية الكونغو الديمقراطية”.

وناشد البابا الارجنتيني المجتمع الدولي “ان لا يبقى ساكنا امام المأساة الانسانية الكبرى في سوريا والعراق وامام مأساة العديد من اللاجئين”. ودعا الى الصلاة “كي يتوقف صوت السلاح ويعود التعايش السلمي بين مختلف المجموعات في هذين البلدين العزيزين”.

وبدون التحدث عن اضطهاد جماعات جهادية للمسيحيين، تضرع البابا الى المسيح من اجل “التخفيف من عذابات كثيرين من اشقائنا المضطهدين لانهم يرفعون اسمه”.

وتحدث البابا عن “الرجاء” لوصف الاتفاق الاطار الذي تم التوصل اليه في لوزان بين ايران والقوى العظمى بشأن برنامجها النووي. وعبر عن امله ان يكون هذا الاتفاق “خطوة نهائية نحو عالم اكثر آمانا”.

كذلك ندد رأس الكنيسة الكاثوليكية ب”اراقة الدماء العبثية والعنف الوحشي” في ليبيا متمنيا ارساء “المصالحة” الوطنية.

كما دعا البابا ايضا الى التحلي ب”ارادة مشتركة للسلم” في اليمن و”استئناف عملية السلام” بين الاسرائيليين والفلسطينيين” و”التزام كافة الاطراف المعنية بالسلام في اوكرانيا”.

ولم يتطرق البابا الى آسيا او اميركا اللاتينية لكنه دعا الى “السلام والحرية لضحايا مهربي المخدرات” مشيرا الى انهم “مرتبطون غالبا بالسلطات المفترض ان تدافع عن السلام والوئام”.

وانتقد بشدة “مهربي الاسلحة الذين يثرون بدماء الرجال والنساء” وجميع “اشكال العبودية الحديثة والقديمة”.

وكان خورخي برغوليو قال بصوت حزين عند انتهاء درب الصليب مساء الجمعة في كوليسيوم متوجها الى المسيح “امير السلام”، “نرى اشقاءنا مضطهدين، تقطع رؤوسهم ويصلبون لايمانهم امام اعيننا وغالبا مع صمتنا المتواطىء”.

فلائحة الدول التي يتعرض فيها المسيحيون لتهديدات ويضطرون للاختباء او الهرب طويلة، مثل المجازر وحركات نزوح اللاجئين من سوريا والعراق والفوضى في ليبيا او في الصومال وانعكاسها على كينيا والمواجهات المدنية في افريقيا الوسطى والاعتداءات التي يتعرض لها المسيحيون في بلدان مثل باكستان والقمع الذي يمارس ضدهم في الصين وكوريا الشمالية.

وبالنسبة للبابا الذي بدا احيانا تعبا فان برنامج الاسبوع المقدس كان مثقلا بالفعاليات. فقد احيا الحبر الاعظم قداسين الخميس، واحد للكهنة والاخر لمعتقلي سجن ربيبيا في روما حيث غسل ارجل عشرة سجناء. ويوم الجمعة العظيمة احيا طقوس الام المسيح في كاتدرائية القديس بطرس كما ترأس درب الصليب في كوليسيوم. والسبت احتفل بسبت النور او ليلة الفصح (ساعتين ونصف الساعة) في كاتدرائية القديس بطرس.

ودعا في احتفالية ليلة الفصح الكاثوليك الى ان يتعلموا فعل الايمان من “تلميذات” المسيح اللواتي كن اول من قصدن القبر الفارغ وآمن بالقيامة.

وعلى جري العادة منح البابا سر المعمودية وسر التثبيت لعشرة اشخاص من اعمار وجنسيات مختلفة، هم كينية (66 عاما) وكمبودية (13 عاما) واربعة ايطاليين وثلاثة البان وبرتغالي.

مصدر

السابق
الداخلية تؤكد أن التجاوزات في تكريت “فردية” وتم تضخيمها
التالي
اخراج حوالي الفي شخص من مخيم اليرموك