الاتفاق في إيران والاحتفال في الضاحية

الاتفاق النووي
عمّت الفرحة والابتهاج في مناطق الممانعة كافّة في كل العالم، بُعيد توقيع الاتفاق النووي بين ايران ودول الخمس زائد واحد، وبدأ الحديث عن المستقبل الزاهر للممانعين بعد هذا الانتصار المظفر بحسب رأيهم، لكنهم سامحهم يا الله لا يدرون على ما ماذا يوقّعون ويفرحون، وماذا ينتظرون؟ وعما يتنازلون؟

إستيقظت صباحاً وأنا في طريقي إلى عملي، وجدت الناس في الطرقات وعلى البرندات (الشرفات) تعلو وجوههم حالة من الفرح والاستبشار والأمل بالمستقبل بسبب توقيع إيران الملف النووي، وبدأوا يعدّون الخطّة المستقبلية بعد نشوة الانتصار والاتفاق مع الشيطان الأكبر لمدة 50 عاماً، ليتحوّل بسحر ساحر هذا الشيطان إلى حمل وديع ملائكيّ الطلعة، وهذا كلّه يعود فضله إلى الاتفاق النووي.

وعندما تنزل إلى الشارع وترى الوجوه ضاحكة مستبشرة بهذا الانتصار، تتعجّب، لا لاعتبار جمهور الممانعة هذا الاتفاق انتصاراً بل عندما يبدأون بتعداد المكاسب الاستراتيجية والإقليمية وحتى الدولية والداخلية التي سيحصلون عليها جرّاء هذا الانتصار العظيم برأيهم طبعاً.

لكن ألا يعلمون أنه في عالم المصالح تنطبّق قاعدة التنازل من كلا الطرفين، وربما يكون ذلك أقسى على إيران من دول الخمس زائد واحد. وهذه التنازلات عادة تكون تحت الطاولة ولا تشعر بها إلاّ إذا راقبت التطوّرات والتغييرات التي سوف تحصل على جميع الصعد.

فإيران تتعرض لضائقة اقتصادية خانقة، ولكن الأصح أن إيران لم يعد بمقدورها المتابعة بسياساتها الحالية بسبب الحصار المفروض عليها اقتصادياً، ولا يمكن لايران الاستمرار بإعلانها الحرب على جميع الجيران وهذا ما يظهر جلياً في العراق واليمن وسوريا ولبنان بحجة فلسطين والمقاومة والممانعة. وهذه الحروب جميعها تصبّ أولاً وأخيراً في تلبية مصالح إيران أولاً ومن ثم هيمنتها على المنطقة الإقليمية. وعلى سبيل الاستطراد، منذ القدم نسمع أن إيران ستزيل إسرائيل من على وجه البسيطة وهي ربما تستطيع، لكن حتى الآن لم يحصل ولن يحصل خصوصاً بعد الاتفاق، ومراعاة لشعور حليفها الشيطان الأكبر وعدم المسّ بشعور ابنه المفضّل.

هنا بعض من مقتطفات البوستات والتغريدات المهللة للاتفاق المظفّر.

فقد كتب الزميل عماد قميحة: يا خيي ايران انتصرت، ومرمغت انف الاستكبار العالمي والصهيونية، الغرب رضخ، اسرائيل ومن معها من الوهابية والتكفيريين تمسّح فيهن الأرض، رأس الكرة الأرضية تكسّر، وصارت مجرة درب التبانة بجيبة ايران الزغيرة، وشو ما بدكن خيي… بس انو يعني صار فينا هلأ ننتخب رئيس جمهورية بعد أمركن؟ بما إنو ما بقى في داعي للتعطيل يعني، بس.

وغرّدت ديانا مقلّد: صور المحتفلين الايرانيين تبدو أجمل من الاتفاق نفسه.. المهم أن يتمكن هؤلاء من الاحتفال بحريتهم التي سلبها نظام الملالي الاتفاق النووي. مصطفى سبليني: الرد السعودي على الاتفاق النووي سيكون بمزيد من القصف واستعراض العضلات الفارغ من تحالف الرز على ضعفاء اليمن. إني أرى خوازيق تلوح بالأفق من الرياض – تل أبيب من بعد الاتفاق النووي. كل التهاني للشعب الإيراني بهذا النصر التاريخي. إيران دولة نووية والعرب عم يقصفوا اليمن كلنا بصوت واحد ليسمعونا العرب: آه يا هبييييلة. أمين قبيسي: بالوقت اللي كانت السعودية عم تقصف معمل ألبان باليمن وقعت ايران. أمين قبيسي: التويتر سوف يقوم بتحديث للمشتركين الإيرانيين: زر الريبلاي، زر الريتويت، زر الفافوريت، وزر نووي. هو انتصار للأمة الإسلامية وهزيمة للمشروعين الوهابي والصهيوني. مصادر: تم إرسال سلمان وسعود الفيصل التنابل لمستشفى الأمراض العقلية بعد تصريح ظريف. زينب حجازي: دولة ولاية الفقيه نووية باعتراف العالم. حسين سبيتي: عجبني أوباما بس صرح إنو التفاهم مع إيران أفضل من العقوبات وإنو القائد الخامنئي بحرم استخدام الأسلحة النووية سبحان اللي بغير وما بيتغير. أمير الموسوي: بحمد الله ومنته وبالصبر الجميل والذكاء الدبلوماسي وبفضل التماسك المجتمعي الإيراني والإسلوب الريادي المميز لسماحة الإمام الخامنئي وقوة حكومة الرئيس حسن روحاني وصلابة محور المقاومة في كل ميادين المواجهة المباشرة وغير المباشرة مع محور الصهيوتكفيري الرجعي في المنطقة والعالم إستطاعت الجمهورية الإسلامي الإيرانية أن تفرض رؤيتها الإستقلالية والسيادية.

السابق
الشعبويون لقيادة أوروبا.. ليس بعد!
التالي
الايرانيون.. بدهم يعيشوا!