لوزان انتهت باتفاق – إطار نووي «تاريخي»

لم يحجب دخان معارك “عاصفة الحزم” وغبارُها في اليمن، وفق “الجمهورية” الدخانَ الأبيض الذي تصاعدَ مساء أمس من لوزان، وتمثّلَ بالإعلان عن اتّفاق مبدئي بين الدوَل السِتّ وإيران، إيذاناً بحصول اتّفاق نوَوي نهائي. وقد سارَع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الترحيب بالاتفاق، وباشَر التحضيرَ للاستثمار عليه لحلّ الأزمات الإقليمية، داعياً قادة دوَل الخليح إلى قمّة تُعقَد في كمب ديفيد خلال الربيع الجاري للبحث في التعاون الأمني في المنطقة:

–          قال: “دعوتُ قادة دوَل الخليج السِتّ الأعضاء في مجلس التعاون… من أجل البحث في سُبل تعزيز التعاون الأمني وحلّ مختلف النزاعات التي تتسَبّب بمعاناة شديدة وعدم استقرارٍ في الشرق الأوسط”.

–          أضاف: “وصلنا إلى تفاهم تاريخي مع إيران حولَ برنامجها النووي، وهو إذا ما تمّ تنفيذه سيمنعها من الحصول على سلاح نووي”.

–          تابع: “توصّلنا إلى صفقةٍ لوقفِ تقدّم إيران في البرنامج النووي. كانت أطرافٌ تشكّ في نجاح الاتفاق، لكنّ طهران وفَت بواجباتها وفتحَت المجال للتحقّق من هذا الأمر”.

–          وصَف الصفقة “بالجيّدة التي تلبّي أهدافَنا الأساسية”.

–          قال: “قبلَت إيران بنظام مراقبة للتحقّق غيرِ مسبوق من نوعِه. وسيتمّ إنهاء تفاصيل كثيرة في الأشهر المقبلة، وإيران لن تتمكّن من تصنيع قنبلة نووية، وسيتمّ إغلاق الباب عليها لتخصيب اليورانيوم. معظم المخزون من اليورانيوم المخصّب تمّ تخفيضه، ووفقاً للصفقة ستخفّض أجهزة الطرد المركزي بثلثَين”.

–          أضاف: “لن يُسمح لإيران بتطوير سلاح نووي قط، وفي المقابل سنخفّف العقوبات التي فرضناها وفرضَها مجلس الأمن، وذلك على مراحل. وإذا ما كان هناك أيّ خَرق سنعود إلى العقوبات”.

–          أشار إلى أنّ “المفاوضات ستستمر إلى حزيران حول التفاصيل الدقيقة للصفقة، وإذا التزمَت إيران بالإطار الذي توصّلنا إليه سنعقدها، مؤكّداً أنّ المفتشين النوويين سيكون لهم نفوذٌ غيرُ مسبوق على المنشآت النووية الإيرانية”.

–          لفت إلى أنّ “الصفقة لن تنهيَ قلّة الثقة، وقلقُنا سيبقى قائماً بخصوص سلوك إيران التي تدعم الذين يزَعزعون أمنَ الشرق الأوسط”.

كتب الياس الديري في “النهار”: إطار اتفاق لمرحلة جديدة؟

أخيراً، نجحت الابتسامة العريضة التي تسلّح بها وزير الخارجية الأميركية جون كيري، وتمّ ما كان مستبعداً: إطار اتفاق في شأن النووي الإيراني الذي قيل فيه الكثير، وحمّل تبعات معظم ما تتعرّض له المنطقة العربية من أعاصير، وزلازل، وحروب أهلية على طائفية ومذهبية. وللمناسبة هنا لا بدّ من تقديم “شخص” الضحية الكبرى لهذا النووي. إلا وهو الاستحقاق الرئاسي في لبنان، الذي تحوّل منذ ما يقارب السنة فراغاً شاملاً على صعيد الدولة والمؤسسات. إذا كان الحدث الدولي الاقليمي الذي أنجز ليل أمس يجوز له أن يتقبّل التهاني، مع “بطليه” الأساسيين وزيري خارجية أميركا وإيران، فعلى لجنة الجوائز أن تحسب حساب لبنان بهذا المعنى، وتخصّه بالجائزة الكبرى. لا حاجة الى إعادة التذكير بالتضحيات التي قدمها لبنان واللبنانيون بصورة عامة، وحتى هذه اللحظة، وربما لوقت إضافي ريثما يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود في اليمن. فالعالم بأسره أخذ علماً بالفراغ الرئاسي في هذا البلد. والعالم، بكل دوله وقواه وتأثيراته، حاول إسعاف لبنان ومساعدته على الخروج من هذا المأزق الذي كاد يعرّض وطن الثماني عشرة طائفة لآخر امتحان، إلا أن “النووي الإيراني” كان يقف دائماً في المرصاد. وكان دائماً يقطع الطريق..

كتب إبراهيم الأمين في الاخبار”: عالم جديد: الغرب يرضخ

ما حصل أمس في لوزان، كان نتيجة مواجهة قاسية مستمرة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي وتولي الغرب بقيادة الولايات المتحدة إدارة شؤون العالم من دون معترض أو رادع. نتيجة هذه المواجهة، كانت ببساطة: الغرب يرضخ! سيخرج كثيرون في المنطقة والعالم يبحثون عن صياغات لعبارات وتعليقات بقصد القول إن إيران هي التي خسرت. لكن إذا وضعنا الأحقاد التي تسكن عقل الفاشلين على حدة، يمكننا الاستماع فقط الى تبريرات الرئيس الأميركي باراك أوباما لخطوة الاتفاق مع إيران. قال باختصار واضح: لقدر جربنا كل شيء مع إيران، وبتنا أمام خيارين، إما الحرب وإما الاتفاق، وقد اخترنا الاتفاق! ما حصل أمس، ينطبق عليه وصف الخطوة التاريخية. كان أوباما أفضل من عبّر عن حقيقة ما حصل. لقد لامس حقائق في مجريات التفاوض تعكس حقيقة موازين القوى على الأرض، وهو لم يكن سعيداً لكي يتحدث عن انتصار جديد لأميركا، لكنه كان أقرب الى القول إنه ليس هناك من خيار آخر… لكن ذروة المأساة عند خصوم إيران، في كل العالم، أنهم سمعوا أوباما يختم خطابه أمس، قائلا: لبّيك يا خامئني!

السابق
لماذا يذهب «حزب الله» أبعد من إيران؟
التالي
لبنان يترقب