فرخنده: إعترضت على دجال ديني فقتلها مريدوه وأحرقوها

فرخنده
جريمةٌ أخرى تضاف إلى قائمة الجرائم التي تُرتكب باسم الله والدين، وليست بعيدةً عن مكانها الأسبق، إذ راحت ضحيتها هذه المرة الشابة "فرخنده" البالغة من العمر 27 عامًا في أفغانستان.

بحسب مقالٍ نشرته صحيفة الشرق الأوسط، فإن قضية مقتل الشابة فرخنده تعود إلى 19 آذار حيث تم ضرب فرخنده وحرقها، ودهس جثتها أمام الملأ ثم رميها في نهر كابل بالقرب من مسجد شاه دو شمشير مرددين “الله أكبر .. الله أكبر”، بعد أن وقفت في وجه رجلٍ دين يبيع الأحجبة للفقراء والجهلة في نفس المسجد، مدعيا أن فيها شفاءٌ من الآلام وتجلب الحظ، ولكن رجل الدين “الجاهل” قام بتحريض جمعٍ من المرتادين للمسجد قائلا بأنها حرقت نسخة من القرآن الكريم، فما كان من الجموع الغاضبة إلى هذه الجريمة النكراء، في الشارع أمام صمته المريب. وأكدت تقارير قوات الأمن والشرطة الأفغانية أن التهمة المنسوبة إلى فرخنده مجرد كذبة واحتيال من طرفِ رجل الدين الجاهل، فضلا عن أن فرخنده هي طالبة شريعة ودين وكان موقفها ذلك مبنيا على أسس دينية.

23 آذار يومٌ آخر لا يمحى من ذاكرة كابل، أين خرج حشد من المتظاهرين مطالبين بالقصاص ضد فرخنده، بينما خرج مئات آخرون وأكثرهم من النساء، في المكان الذي تم فيه إحراق جثة فرخنده، مطالبين الحكومة بالقبض على مرتكبي جريمة القتل الشنعاء، معبرين عن غضبهم، ثم توجهوا إلى بول إي باغ أومومي، حاملين لافتات مكتوب عليها “لقد تم إحراق فرخنده بنيران الجهل”، و”ندين قتل فرخنده”، وقد شيعت جنازة فرخنده بمسيرة نسائية حاشدة لم يشارك فيها إلا قليل من الرجال، ولم يسمحوا برجال دين غرباء المشاركة فيها.

فرخنده

وأعلن “صديق صديقي” المتحدث باسم الداخلية الأفغانية لوكالة فرانس برس بأن 22 شخصا أوقفوا على علاقة بهذا الحادث، كما تم استجواب 20 شرطيا وفقا للوزارة بعد أن أظهرت صور لعملية القتل نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عناصر في الشرطة باللباس العسكري على مسافة قريبة ولم يتدخلوا، حسب ما نشر على موقع “رأي اليوم”، كما تم إيقاف 13 شرطي عن العمل حسب موقع “الوسط”.

في الأخير، لا يسع القول إلا أن الجريمة لم ترتكب فقط من طرف مجرمين باسم الله والدين، بل من طرف الشرطة الصامتة، والعقول المتحجرة التي صدقت رجل الدين، ولا تعد هذه الجريمة الأولى من نوعها، فالعالم الإسلامي اليوم يعيش جرائما كثيرة باسم الله والدين، و في حقيقة الأمر ما هي إلا وجها من وجوه الإرهاب والتطرف.

السابق
استبداد واحد بين ارهابين
التالي
من هو المغنّي التونسي الشهير الذي انضمّ إلى داعش؟