حوار 9: تثبيت «القواعد» بمعزل عن قضايا المنطقة

قالت “الجمهورية” أنه على وقعِ الانقسام في المواقف حيال قضايا وملفّات عدّة وليس آخرَها عملية “عاصفة الحزم” في اليمن وخطاب الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله وردّ الرئيس سعد الحريري عليه، إنعقدَت في عين التينة مساء أمس الجولة التاسعة من الحوار بين الحزب و”المستقبل”، في حضور المعاون السياسي للامين العام للحزب الحاج حسين الخليل، والوزير حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله عن الحزب، ومدير مكتب الرئيس سعد الحريري السيّد نادر الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر عن “المستقبل”. كذلك حضَر الجلسة المعاون السياسي للرئيس نبيه برّي الوزير علي حسن خليل.

وبعد الجلسة صدر البيان الاتي: “اكد المجتمعون استمرار الحوار وفق القواعد التي انطلق على اساسها.وتناول البحث عددا من الموضوعات الداخلية المرتبطة بتفعيل عمل المؤسسات الدستورية، واستكمال الخطة الامنية بما يعزز الاستقرار الداخلي”. وأكّدت مصادر “الأخبار” أن البيان المقتضب “يعبّر تماماً عن المواضيع التي بحثت”، نافية أن يكون قد تم التطرق الى التوتر الذي وسم علاقة الطرفين منذ انفجار أزمة اليمن أو إلى أي شأن إقليمي آخر. وقالت إن المجتمعين شدّدوا على أهمية المضي في الحوار.

وعلمت “النهار” ان الجلسة وسعت البحث خارج سياق الجلسة السابقة التي كان محورها الخطة الامنية وركزت النقاش على الخطاب الاخير للسيد حسن نصرالله وكلمة الرئيس تمام سلام في قمة شرم الشيخ. وعلم ان الاتصالات التي سبقت الجلسة في اليومين الاخيرين عملت على منع تأجيل الجلسة بعدما كانت ثمة نية للتأجيل. وبدا من مداخلة وزير الداخلية نهاد المشنوق في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء ان الجهد مبذول لابقاء الحوار وقد لاقاه في ذلك وزير الصناعة حسين الحاج حسن عندما أمتنع عن مساجلة الوزير المشنوق على خلفية رد الاخير على طروحات وزيريّ “حزب الله”.

ولفتت مصادر “اللواء” إلى عتاب متبادل، حول الموقف من اليمن، ومن الكلام الذي أعلنه الرئيس فؤاد السنيورة في جلسات المحكمة الدولية، واتفق في نهاية الجلسة على ضرورة تحييد الحوار حول ما يجري في المنطقة، على اعتبار أن وظيفة الحوار هو إبعاد الساحة اللبنانية عن الحرائق المشتعلة في المنطقة.

وأوضحت مصادر رفيعة في التيار لـ”المستقبل” أن الجلسة خلصت إلى “تثبيت القواعد التي انطلق منها الحوار بمعزل عن قضايا المنطقة”، مذكّرةً في هذا السياق بأنّ “منطلقات حوار عين التينة كانت منذ البداية محصورة بمواضيع محددة على صلة حصراً بموضوعي الاحتقان المذهبي والاستحقاق الرئاسي، وما عدا ذلك من مواضيع يجب ألا يصار إلى ربطها بقواعد الحوار”. وأشارت إلى أنّ المتحاورين اتفقوا خلالها على “استكمال الحوار الداخلي وعدم ربط سياقه بأي من الملفات الإقليمية لأنّ حلّ هذه الملفات ليس بيد اللبنانيين”، لافتةً إلى أنّ “كل طرف لديه موقف ووجهة نظر خاصة به حيال قضايا المنطقة بينما قواعد الحوار مرتبطة فقط بسبل تعزيز الاستقرار على الساحة الوطنية أمنياً ومؤسساتياً”.

–          أكد المشنوق خلال مقابلة تلفزيونية أنه “كما حيّدنا الملف السوري سنحيّد الموضوع اليمني”، مشيراً الى أن الحوار “خيار استراتيجي” لتيار المستقبل.

كتب نبيل هيثم في “السفير”: من يضبط “التعبئة الخاطئة” لبنانياً؟

.. أمام انعدام الرؤية، يحاذر الطرفان، وبرغم النبرة العالية المستخدمة في التبادل الخطابي والاعلامي، الذهاب بعيدا في التحدي السياسي، ويتجنبان افتعال اية خضة او ردة فعل يمكن ان تترتب عليها انعكاسات ونتائج خطيرة، فكلا الطرفين يدركان ان لا مصلحة لهما في سلوك هذا المنحى، فمؤيدو الحرب، وعلى رأسهم «تيار المستقبل»، ليسوا قادرين في الاصل على خوض مواجهة في الداخل والربح فيها. واما رافضو تلك الحرب وفي مقدمتهم «حزب الله»، وبالرغم من انه الاقوى في الداخل، لا يريد ان يخلق امامه جبهة اضافية في لبنان. ولذلك هما متفقان، ولو على مضض، على ابقاء الداخل هادئا نسبيا، ومن هنا كان تشديدهما على استمرار الحوار. ولكن رغم ذلك، فلا تستطيع تلك القراءة ان تشعر باطمئنان كلي على الوضع، او تجزم بعدم انزلاقه الى امكنة غير محسوبة، فهي تخشى مما تسميها «التعبئة الخاطئة» المتزايدة على كل المستويات، سياسيا واعلاميا ومذهبيا وطائفيا، من ان تتفاقم الى حد تصل فيه الامور الى مرحلة، قد لا يكون في مقدور من اعتمد سياسة ضبط النفس على مدى السنوات الماضية، ان يبقى ضابطا نفسه امام هذا التصعيد وتطوره، وبالتالي الدخول في مشكل مكلف. ماذا عن التداعيات؟ تسأل القراءة الوسطية، ثم تجيب «لم تظهر بعد، لكنها ستظهر حتما، خاصة ان هذه الحرب مفتوحة وستستمر بالحد الادنى لسنوات”. لكن ماذا عن السعودية ولبنان؟ تلفت القراءة الوسطية الى انه من الخطأ الاعتقاد او التفكير بانكفاء للدور السعودي في لبنان. لكن ما يمكن الجزم به حاليا هو ان لبنان في هذه الفترة لا يشكل أولوية في الأجندة السعودية، ويقرأ ذلك في ارتباك حلفائها، وفي عدم حماستها الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وفي توقيف المال عن الجمعيات التي لها صلة تاريخية بالسعودية.

4 نقاط

وكشفت مصادر مطلعة لـ”اللواء” أن 4 نقاط بحثها المجتمعون:

–          استمرار الحوار، حيث أكد الطرفان وفق المصادر نفسها، أن الحوار ليس حاجة ظرفية بل هي خيار استراتيجي معلنة أهدافه بوضوح، وهي حماية الاستقرار اللبناني وإبعاده عن التداعيات الخطيرة في دول الجوار القريبة كسوريا والبعيدة كاليمن.

–          حصر الحوار بالموضوعات المحددة في أسباب انطلاقه ومنهجية عمله وأهدافه الوطنية، ومن هذه الوجهة – تضيف المصادر – فإن الوضع اللبناني وإن كان متعلقاً بما يجري في المنطقة، إلا أنه غير معني بمناقشة أي ملف إقليمي على الطاولة.

–          الخطوط الأمنية: وفي مقدمها استكمال خطة بيروت وصولاً إلى الضاحية الجنوبية.

–          تفعيل عمل المؤسسات من زاوية تقديم كل الدعم اللازم لتتمكن من القيام بتعهداتها في ما خص توفير المال اللازم للنازحين السوريين، لا سيما في ظل استحقاقات متعلقة بمواجهة الارهاب، وتوفير ما يلزم من أسلحة وعتاد للجيش اللبناني وقوى الأمن.

التشريع والرئاسة

وقال مصدر مطلع على أجواء ما حصل في الجلسة لـ”اللواء” فإن موضوع عقد جلسة تشريعية في مجلس النواب جرى التطرق إليها على قاعدة عدم تعطيل “تشريع الضرورة” لأي سبب كان. وأكدت مصادر “المستقبل” أنّ جلسة الأمس لم تتطرق إلى الملف الرئاسي.

عرسال والخطط الأمنية

ولفتت مصادر “المستقبل” إلى أن الجلسة استعرضت “مستجدات الأحداث في عرسال خلال الأيام الأخيرة”، من زاوية التوتر الذي يسود البلدة بسبب الخطف المتبادل، وصولاً إلى المبررات التي تحتم انشاء مخيم للنازحين السوريين خارجها،  بالإضافة إلى بحث استكمال الخطط الأمنية على الساحة الداخلية لا سيما في الضاحية الجنوبية وبيروت”، مشددةً في هذا المجال على كون “الأمور ماشية” ولا عقبات تعترض التقدّم الحاصل على هذا الصعيد.

الجولة المقبلة

وأفادت مصادر رفيعة في التيار لـ”المستقبل” أنه جرى الاتفاق في نهاية الجلسة التاسعة التي عقدت في عين التينة على استئناف الحوار في 11 نيسان الجاري.

السابق
لبنان يترقب
التالي
بري لـ«الشرق الأوسط»: الحوار في اليمن استراتيجي.. والرياض أول من دعا إليه