موقف لبنان: النأي بالنفس

كشفَت مصادر وزارية لـ”الجمهورية” أنّ التباساً حصلَ بين كلمة سلام التي تُعبّر عن موقفه من موقعِه كرئيس مجلس وزراء، أمّا موقف لبنان الرسمي فجاء على لسان وزير الخارجية، وهو تشاوَر فيه مع رئيس الحكومة وأرسَل له الخطاب، ولم يعتمِده إلّا بعدما وافقَ سلام عليه، وبالتالي فإنّ موقف لبنان بالنسبة إلى أحداث اليمن هو النأي بالنفس انطلاقاً من دعم الشرعية في كلّ بلد عربي، وعدم التدخّل في شؤون الدوَل العربية، واعتماد الحلول السياسية وليس العسكرية، ولبنان مع الإجماع العربي وإلّا النأي بالنفس، إذا لم يتحقّق، وفي وضع اليمن ليس هناك من إجماع عربي. أمّا في شأن موقف لبنان من تشكيل قوّة عربية فهذا أمرٌ منفصل ولا علاقة له بأحداث اليمن، ولبنان غير ملزَم في المشاركة فيها وقرارُه اختياري”. وفي السياق، يعقد باسيل مؤتمراً صحافياً ظهر اليوم، يشرَح خلاله هذا الالتباس وموقفَ لبنان ممّا صَدر عن القمّة العربية.

كتب نقولا ناصيف في “الاخبار”: سلام ـ باسيل: إجماع لا إجماع، تلك هي المسألة

إصطدمت كلمة رئيس الحكومة تمّام سلام في القمة العربية في شرم الشيخ بانتقاد من حزب الله، بعدما اصطدمت كلمة وزير الخارجية جبران باسيل أمام وزراء الخارجية العرب عشية القمة بمناوأة قوى 14 آذار. في حصيلة الجدل بدت للديبلوماسية اللبنانية وجهتا نظر مختلفتان بإزاء ما يجري في اليمن، وموقع لبنان من الموقف العربي العام حيال هذا الحدث. انطوى موقفا رئيس الحكومة ووزير الخارجية على تناقض، فحواه أن سلام اعتبر الإجماع العربي على الشرعية الدستورية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وعلى إنشاء قوة عربية مشتركة محققاً من خلال قرار قمة شرم الشيخ في يومها الثاني، بينما لمس باسيل منذ الاجتماع التمهيدي لنظرائه العرب أن لا إجماع على القوة العربية المشتركة وعلى التدخل العسكري، تبعاً لمواقف أدلى بها بعض الوزراء الحاضرين، ثم عكست مجدداً المواقف نفسها كلمات وفود العراق والجزائر وعُمان قبل صدور البيان الختامي. بدا الموقف اللبناني بذلك مربكاً، ونقل تداعيات موقفي سلام وباسيل إلى مجلس الوزراء الذي سارع إلى إطفائها البارحة. أما ما لم يجب عنه مجلس الوزراء، ولا من قبل الجدل من حول موقفي رئيس الحكومة ووزير الخارجية، فهو سؤال واحد: مَن يصنع السياسة الخارجية للبنان؟

السابق
السنيورة في أبوظبي: مصلحة الغرب أن يربح الاعتدال العربي المعركة
التالي
«ما الذي تخفيه إيران بعد؟»