مفاوضات لوزان النووية: ليلة الحسم؟

كيري ينظر من نافذة غرفته في الفندق في لوزان أمس (ا ف ب)

يبدو أن الملف النووي الإيراني قد بات على مسافة ساعات من الحسم. وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير كان الأكثر وضوحاً في شرح الموقف المتأرجح بين التفاؤل والتشاؤم، حين حذر من أن المفاوضات بين طهران والغربيين على شفير الانهيار، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق.
وبالرغم من أن الوزير الألماني لم يحدد سقفاً زمنياً واضحاً في هذا الخصوص، إلا أن ثمة مؤشرات قد تحدد ذلك، وأبرزها قرار وزير الخارجية الأميركي جون كيري بمغادرة لوزان اليوم، على خطى وزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والصين وانغ يي.
وقال مسؤول فرنسي إن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عاد إلى لوزان لمواصلة المحادثات، لكنه أوضح إنه ليس من الضروري أن يؤخذ ذلك على أنه مؤشر على اتفاق وشيك.
ومدد المفاوضون حول الملف النووي الإيراني في لوزان اجتماعاتهم يوماً ثانياً، بعد انتهاء المهلة الأساسية أمس الأول للتوصل إلى اتفاق سياسي لا يزال يتعثر بسبب نقطتين جوهريتين: كيفية رفع العقوبات عن إيران والأبحاث والتطوير التي تتيح لطهران تطوير أجهزة طرد مركزي عالية الأداء.
وبعد ساعات من تصريحات متعددة عن إحراز تقدم في المفاوضات، عاد التشاؤم ليطغى على المشهد. وقال شتاينماير «ستكون هناك مقترحات جديدة وتوصيات جديدة الليلة. لا استطيع التكهن بما إذا كان ذلك كافياً كي نتمكن من التوصل إلى اتفاق».
وعن احتمال انهيار المحادثات، قال شتاينماير «بالطبع»، لكنه أعلن انه سيظل في لوزان ليلاً، وسيقرر ما إذا كان سيبقى اليوم. وتابع أن «الكرة الآن في ملعب إيران للتقدم باقتراحات جديدة في هذه المرحلة في ظل تقدم القوى الست بالكثير من الأفكار».
وقال ديبلوماسيون في لوزان إنه بعد أسبوع من المحادثات «الصعبة جداً والمعقدة جداً»، بدأ يظهر شعور بالسأم لدى بعض المفاوضين. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف «نواصل تحقيق تقدم، لكننا لم نتوصل إلى تفاهم سياسي، ولهذا سيبقى كيري في لوزان حتى صباح الخميس على الأقل لمواصلة المفاوضات».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست، بعد اجتماع الرئيس الأميركي باراك أوباما مع فريقه في الأمن القومي، «إحساسنا هو أن المحادثات لا تزال مثمرة، وأنها لا تزال تحرز تقدماً». وأضاف «طالما أننا في وضع نعقد فيه محادثات جدية تحرز تقدماً فإن الولايات المتحدة لن تنهيها بشكل اعتباطي أو مفاجئ، ولكن إذا أصبحنا في موقف نشعر فيه أن المحادثات تعثرت، وقتها نعم الولايات المتحدة والمجتمع الدولي مستعدون للخروج» من المفاوضات.
ولا تزال المفاوضات تتعثر حول النقاط نفسها برغم إحراز بعض التقدم بحسب ما قال ديبلوماسيون غربيون وإيرانيون. وهاتان النقطتان هما: العقوبات والأبحاث والتطوير التي تتيح لإيران تطوير أجهزة طرد مركزي عالية الأداء.
وقال ديبلوماسي غربي «يريدون (الإيرانيين) أن يعرفوا تحديداً كيف ستُعلق (العقوبات) أو تلغى وبأي ترتيب». ويجري بحث رفع العقوبات، تدريجياً أو فوراً، والطريقة التي سيعاد فيها فرضها في حال انتهكت إيران تعهداتها. ويبدي الروس والصينيون استعداداً لتخفيف العقوبات بشكل أسرع من الولايات المتحدة وفرنسا.
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الروسي، «لا يمكن التوصل إلى اتفاق شامل ما لم نجد حلاً لجميع المشكلات»، مشيراً تحديداً إلى العقوبات ومسألة البحث وتطوير أجهزة طرد مركزي كعقبتين أساسيتين في وجه المفاوضات.
ودعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، بعد اجتماع مع كيري، الدول الكبرى إلى «اقتناص الفرصة» لإبرام اتفاق يمكن أن يكون تاريخياً. وقال «إيران أظهرت استعدادها للحوار بكرامة، وحان الوقت لشركائنا في التفاوض لاقتناص هذه الفرصة التي قد لا تتكرر»، معتبراً أن «تقدم المحادثات ونجاحها يعتمدان على الإرادة السياسية للطرف الآخر، وهذه قضية كانت على الدوام تمثل مشكلة بالنسبة لهم».
وقال فابيوس، في باريس، إن المحادثات «أحرزت تقدماً لكنه ليس كافياً» للتوصل إلى اتفاق. وقبل ذلك، أعلن وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند عن وجود «إطار عام» لتسوية مع إيران غير أنه ما زال يتعين القيام بكثير من العمل. وقال «اعتقد أن لدينا الإطار العام لتسوية لكن ما زال هناك مسائل أساسية يتعين العمل عليها»، مضيفاً «تم إحراز تقدم مهم في الأيام الأخيرة، لكن التقدم ما زال بطيئاً».
(ا ف ب، ا ب، رويترز)

السابق
عناصر من «القاعدة» يقتحمون سجناً في المكلا في اليمن
التالي
احتكاك بين مروحية أمريكية وطائرة إيرانية بالخليج خلال مراقبة لتهريب السلاح للحوثيين