فليفل أميناً.. وبوجي مستشاراً

على صعيد مقررات جلسة مجلس الوزراء التي عقدت أمس، وبينما لم يستطع المجلس الدخول في بنود جدول الأعمال تحت وطأة الاستغراق في مناقشة مسألة الموقف اللبناني في القمة العربية، فقد أقرت الحكومة تعيين فؤاد فليفل أميناً عاماً لمجلس الوزراء خلفاً لسهيل بوجي.

وفيما شَكّكت مصادر وزارية عبر “الجمهورية”، بتقاعد بوجي، معتبرةً أنّ طيفَه سيبقى في السراي الحكومي وسيمارس عمَله في الظل، أفادت مصادر وزارية “المستقبل” أنّ فليفل سيتسّلم مهامه رسمياً بعد تقاعد بوجي في 27 نيسان الجاري علماً أنّ الأمين العام الجديد لمجلس الوزراء سيحافظ على موقعه كمحافظ جبل لبنان بالوكالة إلى حين تعيين بديل عنه، في حين سيبقى الأمين العام السابق في السرايا الحكومية بصفته مستشاراً للرئيس سلام.

باب التعيين

وفيما غمَز وزير التربية الياس بوصعب وفق “الجمهورية” من قناة قدرةِ مجلس الوزراء على إجراء التعيينات الأمنية، وذلك بالقول لدى خروجه: “أثبَتنا كمجلس وزراء أنّنا قادرون على التعيين”. قال وزراء آخرون لـ”اللواء” أن هذا التعيين يفسح في المجال امام الاستفادة من المناخ الحاصل لاجراء المزيد من التعيينات، ولا سيما بعد التوافق على تعيينات هيئة الرقابة على المصارف، لكن هؤلاء لاحظوا أن التعيينات في السلك الإداري تختلف موضوعياً عن تعيينات القادة الأمنيين، باعتبار انها تتصل بالظروف الأمنية وحاجة المؤسسات العسكرية إليهم، في حين أن الاداريين محكومون بالقانون باستبدالهم عند بلوغهم السن القانونية.

وأكّدت مصادر “الجمهورية” في المقابل أنّ الأمانة العامة لمجلس الوزراء تتعلق مباشرةً بصلاحيات رئيس الحكومة وتدخل ضمن بيته الداخلي، ومن هذا المنطلق لم يعترض أحد على هذا التعيين، لكنّ نقاشاً دار حول المحافظ البديل، فأكّد سلام أنّه سيتبع آليّة التعيينات لتعيين محافظٍ خلفاً لفليفِل.

كتبت ملاك عقيل في “السفير”: بوجي لا يتقاعد.. والتعيينات الأمنية تنتظر

قبل 26 يوما من إحالته الى التقاعد، عيّن مجلس الوزراء أمس محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل أميناً عاماً لمجلس الوزراء خلفا للقاضي سهيل بوجي. سريعا قطعت حكومة تمام سلام حبل التأويلات: تمديد، ام تعيين، ام تكليف؟ عقدة التعيينات الامنية العالقة في عنق زجاجة التوافق السياسي، والاحراج الذي يمكن ان يسبّبه لسلام الركون الانتقائي الى الخيار الدستوري في مجلس الوزراء، لم يحولا دون صدور القرار بتعيين خليفة لبوجي.. داخل جلسة مجلس الوزراء، أمس، صدر القرار بالتوافق من دون اي اعتراض على الاسم. حصل نقاش محدود تمحور حول نقطتين: هل يصدر التعيين منفردا، ام يصدر دفعة واحدة مع تعيين محافظ جديد لجبل لبنان؟ في النهاية تقاطعت المواقف عند ضرورة حصول التعيين قبل 26 نيسان، تاريخ إحالة بوجي الى التقاعد، لان تعيين محافظ جديد يستدعي إطلاق آلية تعيين أصيل (ستبدأ من اليوم) قد تأخذ مدّة شهر يصار عبرها الى اختيار الاسم البديل عن فليفل الذي بقي محافظا لجبل لبنان بالوكالة. عمليا، لا شيء يوحي بأن بوجي سيغادر القصر الحكومي صبيحة السادس والعشرين من نيسان الحالي. الرجل باق في السرايا، حيث سيسمح له العرف المعتمد بالبقاء في قلب اللعبة عبر الاستمرار في الامساك بمفاصل «الشغل» الحكومي. هشام الشعار وكلود مسعد والسفير زهير حمدان، أمناء ومدراء عامون من العهود السابقة. جميعهم يداومون في السرايا بمهام محددة. سهيل بوجي لن يكون نسخة عن هؤلاء. جميع قيادات «تيار المستقبل» من دون استثناء، حتى من هم خارج «الفلك الازرق»، يتحدّثون بشيء من التسليم أن دور بوجي لم ينته بعد، وبأنه حاجة تفرضها الظروف، والتوليفة القانونية حاضرة لشرعنة استمراره في مهامه: مستشار رئيس الحكومة.. و «اوكسيجين» دولته والوزراء! اما من ينتظر بوجي على الكوع فلديه ما يقوله في هذا السياق. إذا كان مفهوما وقوف السلف الى جانب الخلف لمساعدته في البدايات على الانطلاق في مهامه كأمين عام لمجلس الوزراء، فإن «ساحر السرايا» يصعب ان يتقاعد بسهولة…

السابق
مسؤولان أميركيان في بيروت
التالي
أسد على «حزب الله»!