دعوات إيران للحوار لا تقدّم ولا تؤخّر

كتبت روزانا بو منصف في “النهار”: دعوات إيران للحوار لا تقدّم ولا تؤخّر

لا تكتسب الدعوات التي بدأت تطلقها ايران من اجل الحوار حول اليمن اي بعد ايجابي لدى اوساط ديبلوماسية اجنبية في بيروت اقله حتى الآن في ظل تضمين هذه الدعوات موقفا عدائيا من العملية العسكرية الخليجية في اليمن واسباغ اوصاف عليها تشي بتهديدات او على الاقل تحذيرات ضمنية وعلنية من انها تضع المنطقة عند حافة الخطر او المواجهة. فكما في كلام الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الذي طغت حملته الشعواء على المملكة السعودية على خطابه فعتب اعلامه على الردود التي تناولته واغفلت دعوته الى الحوار في اليمن في حين انها لم تبد هذه الدعوة محورا مهما كالموضوع المحوري المتمثل في الهجوم الذي شنه على المملكة، فان موقف المسؤولين الايرانيين لا يحظى باي ثقل حقيقي في ظل الاطار الذي يوضع فيه. وتحاول ايران في رأي هذه الاوساط التحرك ديبلوماسيا من اجل ان ان تستغل هذا الجانب في موقفها وتسويقه على انها من دعاة السلم في اليمن ومن العاملين له في مقابل الحرب التي تقوم بها الدول وحشر هذه الاخيرة في حين انه لا يعتقد انها جدية في هذا المسعى لاعتبارات اساسية من بينها انها ما فتئت تدعو الى الحوار في كل ملفاتها جنباً الى جنب مع مساعيها “الاختراقية” ان كان ما يتصل بالملف النووي حيث تابعت مساعيها لتطوير قدرتها في هذا الاطار مع تسويق رغبتها في الحوار وسياستها في الحشد المادي عسكريا دعما لبشار الاسد في سوريا وارسال ميليشياتها في المنطقة من اجل حماية بقائه بالتزامن مع ادعائها دعم الحوار. فثمة الكثير مما هو مطلوب من ايران بناء على التصريحات السابقة لمسؤوليها بسيطرة طهران على العاصمة اليمنية ما يعني قدرتها على التأثير في من تستثمرهم في الداخل او تستغلهم من اجل تحقيق اهدافها ما يفرض تاليا خطوات عملانية على الارض تعطي صدقية للدعوة الى الحوار خصوصا ان السعودية سبقت الدعوات الايرانية بحض اليمنيين على الانضواء تحت الشرعية والتحاور تحت سقفها. الا ان الاهم اذا كانت دعوة طهران جدية ام تخفي نيات تصعيدية اي عدم التنازل ومواصلة الحرب بالواسطة كما يجري حاليا على اكثر من ساحة عربية اكدت مواقف الزعماء العرب في قمة شرم الشيخ حصولها مع ايران على خلفية العزم في التصدي لها وعدم السماح لها بالتمادي بعد الآن..

“عاصفة الحزم”… وحاجة إيران إلى مراجعات عميقة

كتب عبد الوهاب بدرخان في “الحياة”: “عاصفة الحزم”… وحاجة إيران إلى مراجعات عميقة

تحتاج إيران أكثر من أي وقت مضى، الى الواقعية والبراغماتية في التعامل مع «عاصفة الحزم». فالأمر لا يتعلّق باعتداء على أرض إيرانية، ولا بتدخّل خارجي في شؤون الجمهورية، ولا بظلم يلحق بفئة اجتماعية يمنية فاستجارت بطهران لتعينها على نيل حقوقها، بل أصبح واضحاً على ألسنة العديد من المسؤولين، أن هناك خطة هيمنة لمدّ نفوذ إيران وصولاً الى مواقع استراتيجية، مثل باب المندب والبحر المتوسط، لا تعنيها مباشرةً ولا تعني أمنها، إلا إذا كانت فعلاً دخلت نفسياً وهذيانياً في مزاج «إمبرطوري» وفي «عقل» مثل هذه الإمبراطورية التي حرصت على نفيها لكنها فشلت. وتحتاج إيران الآن خصوصاً الى التواضع، بعدما صعد بخار التعالي الى رأسها بفعل غطرسة القوة التي تتمظهر بها في المنطقة العربية، من دون أن يعترضها سوى حراكات سياسية سلمية واجهتها في لبنان باغتيالات سياسية واجتياح للعاصمة بيروت وبالترهيب لإسقاط الحكومة. وفي العراق بشحذ التطرّف المذهبي لرئيس حكومة هو حالياً بمثابة «نائب المرشد» والقائد السياسي لميليشيات «الحشد الشعبي» مكافأةً له، بعد تسبّبه بانهيار الجيش العراقي، وتجبّره على مواطنيه، وتطرّفه في احتقار اعتصاماتهم السلمية الى حد استفزاز الإرهاب «الداعشي». وفي سورية بمؤازرة النظام ورئيسه في تجاهل الاحتجاجات السلمية، وفي قتل مئات آلاف السوريين وتهجير أكثر من عشرة ملايين من مواطنهم. وفي اليمن بـ «شيطنة» الحوثيين ودفعهم الى تفتيت الدولة، وإسقاط الشرعية، وإخضاع الجيش والأمن حتى صاروا مجرد حالٍ سقيمة من البغي والتخلّف الداخليين.

السابق
«ما الذي تخفيه إيران بعد؟»
التالي
الجلسة الـ21 وبعبدا شاغرة