الجلسة التاسعة للحوار: وكأن أحداث اليمن لم تقع

الجلسة التاسعة للحوار: وكأن أحداث اليمن لم تقع

أشارت “الجمهورية” إلى محطة مسائية مع جلسة حوارية بين “المستقبل” و”حزب الله” من أولوياتها إعادة تبريد المناخ السياسي الذي سَخّنته الأحداث اليمنية وشَنّجته، فيما لفتت “النهار” إلى ان الجولة ستعقد وسط غموض يكتنف نتائجها، بعد المطبات العنيفة التي تعرض لها مناخ الحوار في الأسبوعين الأخيرين على وقع الحملات الاعلامية والسياسية الحادة في شأن مواقف الفريقين من الأزمة اليمنية.

وأشار مصدر وزاري عبر “اللواء” إلى أن المقاربة الوزارية الإيجابية بالأمس فتحت الباب أمام الجلسة التاسعة للحوار اليوم، لأن تتابع النقاش من حيث انتهت الجلسات السابقة، وكأن أحداث اليمن لم تقع، على اعتبار أن الحوار محكوم بجدول أعماله وبالأجندة اللبنانية، تحت عنوان: إبعاد المؤثرات والتداعيات الخارجية، وعدم إلحاق البلد بالمسار الساخن، سواء في سوريا أو العراق أو اليمن.

لبنان محيّد حتى إشعار آخر

كتب علي حمادة في “النهار”: لبنان محيّد حتى إشعار آخر

لم يتجاوز التناقض الفاقع بين الحريري ونصرالله حدود المواقف الاعلامية، بالرغم من الخلاف الذي نشب بين رئيس الحكومة تمام سلام ووزراء “حزب الله” حول كلمته امام القمة العربية، والتي أيد فيها “عاصفة الحزم”. القرار الذي يلتقي حوله الجميع في لبنان، من سعد الحريري الى وليد جنبلاط فالسيد حسن نصرالله، يقضي بالتمسك بالمعادلة التي استنبطها جنبلاط قبل اعوام مع “حزب الله”، اي “تنظيم الخلاف” حول قضايا شائكة مثل سوريا وغيرها، ومنع وصول النيران الى الجسم السياسي الداخلي قدر الامكان.. هل يعني هذا ان لبنان محيّد تماما عن نيران المنطقة؟ بالطبع لا، فالاستقرار هش، ويمكن اي جهة اقليمية فاعلة ان تنسفه في ليلة واحدة. ومن جهة اخرى، ما من احد يمكنه ان يتكهن بالتطورات المستجدة على الارض في سوريا. فبعد انتصاري بصرى الشام في الجنوب، وادلب في الشمال، باتت المعارضة في موقع الهجوم، في حين صارت قوات نظام بشار الاسد، وميليشيات “الحرس الثوري” وفي مقدمها “حزب الله” في موقع الدفاع. الحقيقة ان كل ما حققته هذه الميليشيات ولا سيما “حزب الله” لم يتعد انتصارات موضعية محدودة لم تؤثر على المآل الاخير للصراع في سوريا. وبعدما فشل هجوم “حزب الله” وقوات النظام على ما يسمى “مثلث الموت” جنوبا، فشلت محاولة اسقاط مدينة الزبداني، وبالامس استكمل الثوار سيطرتهم على المعابر بين سوريا والاردن. لبنان محيّد حتى اشعار آخر، لكن مغامرات “حزب الله” تبقي على هشاشة الاستقرار.

السابق
الحريري يلعب بالموارنة كي يبقى مُسيطراً على رئاسة البلاد
التالي
حملات بلا مردود سياسي